أحسن أفلام السنة

بدعة أحسن أفلام السنة!!

عملية الاختيار تبقى عملية ذاتية من حق كل واحد أن يختار ما شاء من أفلام، وأن يصفق، بكل حماس…

عبد الإله الجوهري

دول العالم مجتمعة تنتج سنويا آلاف الأفلام، أفلام لا يمكن للفرد أن يشاهد منها ولو عشرة في المائة، حتى ولو أوقف حياته كلها على المشاهدة ولم يغادر القاعات السينمائية وشاشات التلفزة إلا للأكل وزيارة المراحيض، ومع ذلك يأتي في نهاية كل سنة بعض الإخوة، سامحهم الله، لتقديم لائحة بأهم الأفلام مفضلين بعضها على غيرها معتبرين إياها أجود ما أنتج خلال السنة، وفق وجهات نظرهم، دون احترام آلاف الأفلام الأخرى التي لم يشاهدوها بل ولا علم لهم بها، دليل هؤلاء الإخوة في عمليات الاختيار بعض المجلات والمواقع الصحفية الغربية، التي تعمل بكل ذكاء وتخطيط إعلامي ونقدي، تكريس هيمنة سينما بلدانها ومؤسساتها الإنتاجية، وطمس وجود إنتاجات عالمية رائعة لا حظ لها في التوزيع أو الوجود، لأن سدنة وسادة التوزيع يعملون بكل الطرق على خنقها، ما دامت غير منتجة تحت مظلاتهم، ولا تستجيب لمعاييرهم في تمرير وجهات نظرهم التجارية والفنية التي تتمركز حول الذات الغربية…

صحيح أن عملية الاختيار تبقى عملية ذاتية، من حق كل واحد أن يختار ما شاء من أفلام، وأن يصفق، بكل حماس، لإنتاجات معينة دون غيرها، من موقع التعبير عن الوجود، أو محاولة التأكيد على المتابعة والحضور، رغم أنها متابعة معطوبة لا تسمح له مشاهدة ما هو مخالف ومختلف، أي أفلام لا سبيل له لمشاهدتها، ذلك لأنه لا يبذل جهدا حقيقيا في الخروج من الشرنقة والتجول بكل حرية ومسؤولية في عوالم مختلفة من الإبداع السينمائي العالمي، كما أنه، لأسباب مختلفة، لا يستطيع التمرد على تصور ومعرفة تعطيه بعضا من وهج التحذلق والتعالم والمزايدة على سينمانا الوطنية لأنها سينما، من المفروض، كما يفهم ويؤمن، يجب أن تكون نسخة كربونية من السينما الأوروبية أو الأمريكية، وأن تسير على نهج بعض الأسماء الكبيرة لأنها مبهرة، وبالتالي عليها أن تتبنى عوالمها الفنية والتقنية، وأن تعيد تصوير مجتمعاتنا بنفس النغمات المقررة في قوانين الأوستوديوهات الهوليودية، والكليشيهات الموثقة في صحف الغرف الخلفية للسياسات الإمبريالية التي تريدنا أن نكون دائما كما هم يريدوننا.

احترامي لوجهات نظر الإخوة، مع التأكيد على حقهم في تسطير قوانين معينة، قوانين مجلوبة، ومحاولة إقناعنا بها ومن خلالها أن هناك أفلاما أفضل من أفلام أخرى، قناعة، شخصيا، لا تلزمني في شيء، لأنني أؤمن بأن عالم السينما جد شاسع يستحق منا الإبحار والاستمتاع بالمشاهدة، والتصفيق لسينما البلدان النامية بالنظر لظروف الإنتاج والإبداع بها، بدل الغرق  في التصنيفات التي لا تفيد في شيء، نعم لا شيء اللهم تقزيم ذواتنا وتكريس تفوق الآخر الذي يسعى بكل الطرق إلى جعلنا نتنفس هواءه ونتبنى ذائقته التي لا تمت بصلة لهويتنا ووجودنا وتاريخنا الخاص.

وكل سنة وسينمانا ونقادنا بألف ألف خير.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

نوفل براوي والقادري يشاركان في مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي

الفيلم الطويل كأس المحبة و الشريط القصير بندير لالة ينافسان على جوائز مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي… …