«وحده الحب».. يمثل المغرب في مهرجان بغداد السينمائي

دراما موسيقية للمخرج كمال كمال عن وجع جرح الحدود وحب المغاربة للجزائريين وحب الجزائريين للمغاربة بكثير من الصدق الفني والعمق الإنساني…

بيت الفن

أعلن جبار جودي، نقيب الفنانين العراقيين ورئيس مهرجان بغداد السينمائي، عن اختيار الفيلم المغربي «وحده الحب» للمخرج كمال كمال ضمن قائمة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للدورة الثانية من المهرجان، التي تنظمها نقابة الفنانين العراقيين خلال الفترة من 15 إلى 21 شتنبر 2025.

وقال جودي إن الدورة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي شهدت إقبالا واسعا، حيث تقدم للمشاركة في فعالياتها 423 فيلما، تم اختيار 67 منها للتنافس في مسابقات المهرجان التي تشمل الروائي الطويل، الوثائقي الطويل والقصير، الروائي القصير، وأفلام التحريك (الأنيميشن).

وتضم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة 15 فيلما عراقيا وعربيا، من بينها الفيلم المغربي «وحده الحب»، وخمسة أفلام من العراق هي «أناشيد آدم» لعدي رشيد، «ندم» لريكا برزنجي، «ابن آشور» لفرانك كلبرت (عرض أول)، «القناني المسحورة» لأنس الموسوي (عرض أول)، و«جريرة» لعمار الحمادي (عرض أول).

كما يشارك من تونس فيلمان هما «برج الرومي» و«عصفور جنة»، ومن مصر فيلم «ضي»، ومن سوريا فيلم «سلمى»، إلى جانب الفيلم المشترك «كواليس»، إضافة إلى مشاركات من لبنان وفلسطين والسعودية.

تم عرض الفيلم المغربي «وحده الحب»، لأول مرة في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة (أكتوبر 2024)، حيث حصد جائزة أفضل إنتاج للأفلام الروائية الطويلة، كما فاز مخرجه كمال كمال بجائزة الإخراج في الدورة السادسة لمهرجان سينما الشاطئ بالهرهورة (غشت 2025). ونال الفيلم، أيضا، جائزة لجنة التحكيم وجائزتي أحسن دور نسائي وأحسن دور رجالي للممثلين فاطمة الزهراء بلدي من المغرب وأحمد مداح من الجزائر في مهرجان السعيدية السينمائي (دورة شتنبر 2025).

يثير «وحده الحب»، الذي يعد سادس فيلم سينمائي للمخرج المغربي كمال كمال، قضية حساسة بين الشعبين المغربي والجزائري، هي الحدود المغلقة بين البلدين الجارين، التي فرقت بين عائلات مغربية -جزائرية عانت وما زالت تعاني الأمرين.

في هذا الفيلم، الذي ينتمي إلى صنف الدراما الموسيقية، يتغنى كمال كمال بالحب، ويؤمن بقدرته العجيبة على تكسير وتجاوز كل الحواجز والحدود، جاعلا من الموسيقى عصب هذا العمل السينمائي، وهذا ليس غريبا على هذا المخرج السينمائي والموسيقي الذي يؤمن بأن «السينما هي المعبد الذي يجمع الفنون الستة التي سبقته».

وقال المخرج كمال كمال إنه قرر الاشتغال على فكرة «وحده الحب» خلال زياراته المتكررة إلى السعيدية، وتحديدا منطقة «بين الجراف» على الحدود المغربية الجزائرية، حيث لفتت انتباهه شابة جزائرية في الجهة المغربية وهي تحمل رضيعها من أجل أن تراه والدتها التي تعيش في الجهة الأخرى من الحدود، ليقرر كتابة السيناريو.

وفي تقييمه للفيلم، قال الناقد والمخرج عبد الإله الجوهري إن كمال كمال نجح في تناول موضوع حساس يتعلق بغلق الحدود بين بلدين شقيقين، وتسليط الضوء بكل فنية على عملية تفريق عائلات، والإمعان في عملية تشتيت الأحبة، بكل شفافية وبمشاعر إنسانية طافحة بالحب وكل الود، يعني أن المخرج إنسان قبل أن يكون فنانا، إنسان ينظر بعيون واسعة على احتمالات الفرح، وأن الفن السابع ليس مجرد كادرات وحركة كاميرا وإضاءة وديكورات وإدارة ممثل وما شابه ذلك من مكونات وأسس صناعة فيلم من الأفلام، بل هي، وقبل كل شيء، رسائل ومشاعر شفيفة تتشكل وتنسل بكل وعي من بين مفاصل الحكاية، لتنشر بهاء وجمال الصورة المضمخ بعطر الحب، وقدرته العجيبة الآسرة القادرة على صنع المعجزات بهدم جدران النيات السيئة المسيئة لنفسها قبل الإساءة لغيرها، والقفز على حواجز النسيان، وزرع الفتنة وقطع الوشائج التي تربط بين الهنا والهناك».

وأضاف الجوهري أن الفيلم ترك لديه إحساسا خاصا، عن وجع جرح الحدود، وحب المغاربة للجزائريين، وحب الجزائريين للمغاربة، بكثير من الصدق الفني والعمق الإنساني.

يشار إلى أن فيلم «وحده الحب» سيناريو وإخراج كمال كمال، وبطولة يونس ميكري، سحر الصديقي، فاطمة الزهراء بلدي، اغالية بننزاوية،  أحمد مداح، هشام إبراهيمي، عبد الحق بلمجاهد، حفصة بنسماعيل، عبد الرزاق بنعيسى، إدريس الروخ، ربيع القاطي وآخرين.

جدير بالذكر أن مسيرة كمال كمال الإخراجية انطلقت بكتابة وإخراج أول أفلامه الروائية الطويلة «طيف نزار» (2002)، الناطق بالعربية الفصحى والحاصل على جائزة أول عمل بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، وأتبعه بأربعة أفلام أخرى تحضر في أغلبها الموسيقى بشكل ملحوظ هي «السمفونية المغربية» (2005) و«الصوت الخفي» (2013) و«نديرا» (2018) و«نوبة العشاق» (2024) «وحده الحب» 2024. وقد حصل فيلمه «الصوت الخفي» سنة 2014 على ثلاث جوائز بمهرجان طنجة الوطني للفيلم: الجائزة الكبرى، جائزة الموسيقى، جائزة الصوت. كما حصل الفيلم نفسه أيضا على الجائزة الكبرى (جائزة عثمان صامبين) لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2014 وجائزة «سعد الدين وهبة» في الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يذكر أنه من المقرر أن يعرض في حفل افتتاح مهرجان بغداد السينمائي الفيلم العراقي «سعيد أفندي» للمخرج كاميران حسني بعد ترميمه، ليكون أول فيلم روائي عراقي يخضع لهذه التجربة بالتعاون مع جهات مهنية في فرنسا. كما يشهد المهرجان عرض الفيلم التونسي «صمت القصور» ضمن برنامج الاحتفاء بالسينما التونسية ضيف شرف الدورة الثانية.

ويستمر المهرجان بمسابقات موازية للأفلام الروائية القصيرة والوثائقية الطويلة والقصيرة وأفلام التحريك، ليشكل منصة مهمة لدعم السينما العراقية والعربية، وإبراز المواهب الجديدة وتعزيز الثقافة السينمائية لدى الجمهور.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

انطلاق مهرجان روتردام للفيلم العربي بمشاركة مغربية لافتة

تسجل السينما المغربية حضورا متميزا في هذه الدورة من خلال عضوية المخرج والمنتج خليل بنكيران …