ليلى التريكي تهدي المغرب جائزة لجنة تحكيم مهرجان قازان السينمائي بروسيا

ليلى التريكي: الجائزة لها وقع خاص على قلبي لأنها أول جائزة دولية يحصل عليها فيلمي “وشم الريح” خارج أرض الوطن ومهرجان دولي عريق بروسيا وهي الثالثة لي بعد جائزتي لجنة تحكيم مهرجان السينما الإفريقية الدولي بخريبكة (دورة يونيو 2025)، وجائزة العمل الأول بالمهرجان الوطني للفيلم (دورة أكتوبر 2024)

بيت الفن

حصد فيلم “وشم الريح” للمخرجة المغربية، ليلى التريكي، جائزة لجنة التحكيم الخاصة للدورة الـ21 لمهرجان قازان السينمائي الدولي، الذي اختتمت فعالياته، يوم الثلاثاء تاسع شتنبر 2025، بعاصمة جمهورية تتارستان الروسية، تحت شعار “بحوار الثقافات نحو ثقافة الحوار”.

ووسط تصفيق حار من الجمهور الروسي تسلمت الجائزة التريكي، من يدي رشان عباسوف نائب المفتي الأكبر الشيخ رافيل عين الدين، رئيس المهرجان، ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، الذي قال إن مهرجان كازان السينمائي الدولي ليس مجرد حدث سينمائي، بل منصة مهمة تعزز القيم المطلوبة بشدة في عالمنا المعاصر من خلال لغة الفن وقيم التفاهم والحوار، مستندا في كلمته، إلى خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل خاص، خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الصين، حيث شدد على ضرورة إعادة القيم الروحية والثقافية العالمية إلى الأجندة الدولية.

وفي كلمة ألقتها بهذه المناسبة، شكرت التريكي جمهور المهرجان على الحفاوة والترحاب، كما شكرت إدارة المهرجان ولجنة التحكيم، مشيرة إلى أنها أحبت مدينة قازان وجمهورية تتارستان الروسية، وأنها تهدي هذه الجائزة المهمة لوطنها المغرب.

وأبرزت التريكي أن هذه الجائزة لها وقع خاص على قلبها لأنها أول جائزة دولية تحصل عليها خارج أرض الوطن عن فليمها “وشم الريح”، كما أنها من مهرجان دولي عريق مثل مهرجان قازان بروسيا، مشيرة إلى أن جائزة المهرجان، تأتي بعد تتويج اعتبره النقاد مستحقا بجائزة لجنة تحكيم مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (دورة يونيو 2025)، وجائزة العمل الأول بالمهرجان الوطني للفيلم (دورة أكتوبر 2024).

في هذا الفيلم، الذي حظي باستقبال حار وترك أصداء طيبة في سائل الإعلام الروسية، التي اعتبرت أن التريكي تطرح فكرتها الإنسانية العامة من نافذة التفاعل بين أجيال عربية / مغاربية ونظيرتها الأوروبية، بمعنى أنها ربما تكون بالفعل تقص لنا حكايات حقيقية واقعية مزجتها جميعا في حكاية واحدة محورها المصورة الفوتوغرافية صوفيا (28 عاما) التي تبحث عن والدتها الفرنسية. إلا أنها في الوقت ذاته وبالتوازي تطرح قضية في غاية الأهمية حول أزمة الاغتراب والهوية، التي لا تطال الشرق أو الغرب، لكنها تطال إنسان القرن الحادي والعشرين بصفة عامة.

يطرح “وشم الريح”،  الذي أنتجه المنتج الشاب محمد الكغاط، بدعم من المركز السينمائي المغربي، كذلك، قضية الماضي والحاضر، فالأم الفرنسية التي تظن أنها تصالحت مع الماضي ودفنته بعيدا حتى لا يؤرق حياتها، تجده يطل عليها ويلاحقها في شخص صوفيا، ومعه كل ما ظنت أنها “نسيته” هناك بالهرب منه. لتطرح ليلى التريكي فكرة استحالة الهروب من الماضي، لكونه جزءا من هوية الإنسان، شاء أم أبى، ودائما ما سيلاحقه ويظل معه لأنه جزء من كينونة ووجود الإنسان بالأساس.

وأشادت قناة RT الروسية بمشهد شاعري عميق تبرز من خلاله التريكي هذه المعضلة ويتعلق الأمر بجسر يقف عليه البطل والبطلة، هو الجسر بين الماضي والحاضر، بين الشرق والغرب، بين الشمال والجنوب، بين الأنا والآخر، جسر نعبر عليه جميعا بصرف النظر عن الجغرافيا أو التاريخ أو العرق أو اللون أو الجنس أو المعتقد.

ولا ترى التريكي من خلال هذا المشهد بدا من التصالح عبر هذا الجسر، ولهذا السبب فقد اختارته جسرا لا ضفتي نهر، ولا ترى التريكي الحل في التناقض بين ضفتي النهر، بين الأنا والآخر، بين الماضي والحاضر، بين طنجة وبوردو، حيث تجري أحداث الفيلم، بل ترى الحل في المواجهة والتصالح بعبور هذا الجسر، الذي ينبغي أن يعبره من ينشد السلام والأمان والاستقرار.

تكتشف صوفيا تلك الخدعة التي وقعت فريسة لها بينما ظلت تظن أن والدتها ميتة، لكنها حية ترزق في مكان آخر، تبحث عنها، ونبحث نحن أيضا معها، فبينما تبحث صوفيا عن أمها، نبحث نحن عن هويتنا، وعن جراحنا الماضية، وعن موقعنا على خريطة الإنسانية.

التريكي تؤكد أن قصة الفيلم مستوحاة من قصص واقعية لمهاجرين مغاربة هاجروا إلى أوروبا سبعينيات القرن الماضي وأنجبوا أطفالا، لكن هؤلاء الأطفال فقدوا التواصل مع الأب أو الأم لأسباب متعددة، لكن الفيلم، يطرح قضايا أعمق من تلك القصص والروايات.

يشار إلى أن الفيلم من بطولة الممثلة المغربية الفرنسية وداد إلما ونادية النيازي والجيلالي فرحاتي عز العرب الكغاط من المغرب، والفنان محمود نصر من سوريا، والممثلة آن لواري من فرنسا.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المهرجان الوطني للفيلم بطنجة يتوج “عصابات” كمال الأزرق بجائزته الكبرى

ليلى التريكي.. أسماء المدير وجيهان البحار وفوزي بنسعيدي والطريبق من أبرز المتوجين بجوائز الدورة الرابعة …