آخر اختيار شريط سينمائي جريء من توقيع السينمائية رشيدة السعدي و بطولة فرح الفاسي ومحمد نظيف…
بيت الفن
تشرع القاعات السينمائية الوطنية ابتداء من اليوم الأربعاء 20 نونبر الجاري في عرض فيلم مغربي جديد بعنوان “آخر اختيار”.
ويشارك في الفيلم، الذي يعد أول تجربة سينمائية روائية طويلة للمخرجة رشيدة السعدي، كل من فرح الفاسي ومحمد نظيف، رانيا ربيعة، ويوسف العربي.
يحكي الفيلم قصة حب وخداع بين “نورا” فرح الفاسي و”مهدي” محمد نظيف، ينهار زواجهما بسبب إدمان “نورا” على القمار “لعبة البوكر”.
وبهذه المناسبة أعربت الممثلة فرح الفاسي عن سعادتها بالمشاركة في الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة رشيدة السعدي، كما أشادت بالأجواء الرائعة التي مرت فيها ظروف التصوير تحت قيادة مخرجة متمرسة مثل رشيدة السعدي، مشيرة إلى أن الفيلم نال عدة جوائز دولية مهمة.
وحصد الفيلم الجائزة الكبرى وجائزة السيناريو وجائزة أفضل ممثلة لبطلة الفيلم فرح الفاسي، في الدورة 28 لمهرجان شاشات سوداء بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، كما سبق لفيلم “آخر اختيار” الفوز بجائزة أفضل فيلم من مهرجان غيفارا الدولي للسينما في كوبا.
عن هذا الفيلم يقول المخرج والناقد عبد الإله الجوهري “آخر اختيار” (Quitte ou double)، أو آخر إبداع من إبداعات السينما المغربية، من حيث التفوق في تصوير ونقل المسكوت عنه، والتنبيه لخطورة الإدمان على فعل القمار، وفضح ما يجري في بعض الأماكن “السرية” المغلقة البعيدة عن عيون الرقابة والرقباء.
“آخر اختيار”، شريط سينمائي جريء من توقيع السينمائية رشيدة السعدي، المرأة المغربية النشيطة، والسيدة الصادقة الصدوقة التي يعرفها الكل في ساحتنا الفنية الوطنية كمنتجة حقيقية بمصداقية عالية، حيث ساهمت في إنتاج وإدارة الإنتاج عشرات الأفلام، من توقيع مخرجين مغاربة وأجانب. في المقابل، القليل من يعرف أنها مخرجة، منذ مدة، وقعت على مجموعة أفلام قصيرة، شاركت بها في مناسبات ومهرجانات عديدة. مما يعني أن شهرتها كمنتجة غطت دائما على موهبتها كمخرجة.
“آخر اختيار” فيلم مصنوع بقدرة فنية محترمة، وحب حقيقي نابع عن الوفاء للسينما التي تراهن على الجمهور الواسع دون أن تقطع الصلة بالسينما التي تنتصر للقضايا الواقعية الجادة المصنوعة برؤية فنية محترمة.
في هذا الشريط، تتناول رشيدة السعدي عالما مغيبا في سينمانا الوطنية، عالم مسكوت عنه، لأن أصحابه يريدونه أن يظل سريا لكونه عالم التجاوزات القانونية، والمآسي الإنسانية المدمرة للعائلات، وأيضا، لأنه سوقا تجارية تدر أموالا طائلة على من يديره ويتحكم فيه، أعني، عالم القمار ونهش الأعراض، وتوريط الناس في ديون تدفع بالكثير منهم إلى الجنون أو الإنتحار.
حكاية الفيلم تتمحور حول شابة – لعبت دورها بكثير من الإقتدار النجمة فرح الفاسي – واقعة في أسر هذا العالم المليء بالأسرار، أسر كان سببا في موت أبيها، وهي لازالت طالبة في فرنسا. وبعد زواجها تسبب في طلاقها وموت ابنتها، وبين الموتين تحصل مفارقات صادمة تعيشها مع زوجها الذي تزوجها عن نية وصدق، حيث تمارس الكثير من الكذب في علاقتها به وتستنزف مالية الصيدلية التي في ملكه، وأيضا مع الشاب الذي يتلاعب بمشاعرها ويستغل نقطة ضعفها في كونها مدمنة إلى حد السقوط في بئر الخيانة معه.
“آخر اختيار”، يعكس فعلا تطور السينما المغربية، ويؤكد انفتاحها بجرأة على طابوهات المجتمع المغربي، وتصوير ما يجري في بعض الشقق والفيلات الفخمة من ممارسات مشبوهة، بعيدا عن عيون رجال الأمن والرقابة المجتمعية.
شخصيا، أعتبر الفيلم قفزة نوعية في مسار رشيدة السعدي، وتأكيد على أنها سينمائية مغربية مقاتلة على كل الواجهات….