الموسيقى التصويرية هي الجاز الذي ارتبط في الستينيات من القرن المنصرم بإلغاء الأشكال القديمة بالنضال من أجل الحقوق المدنية أما الانقلاب فهو الذي دبرته بلجيكا والولايات المتحدة وبريطانيا وبلجيكا وحلفاؤها الكونغوليون…
بيت الفن
انطلقت مساء يوم الاثنين 27 أكتوبر الجاري العروض الرسمية لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بـ”موسيقى تصويرية لانقلاب” وهو فيلم وثائقي فرنسي بلجيكي للمخرج يوهان كريمونبريز.
استنادا إلى أرشيف سياسي سري وموسيقى الجاز، يستعيد هذا الفيلم الوثائقي حدث استقلال الكونغو، واغتيال الزعيم الكونغولي باتريس لومومبا عام 1961.
الموسيقى التصويرية هنا هي الجاز، الذي ارتبط في الستينيات من القرن المنصرم بإلغاء الأشكال القديمة بالنضال من أجل الحقوق المدنية، أما الانقلاب فهو الذي دبرته بلجيكا والولايات المتحدة وبريطانيا وبلجيكا وحلفاؤها الكونغوليون (جوزيف ديزيريه موبوتو، جوزيف كاسا فوبو، مويس تشومبي)، بعد أسابيع قليلة من استقلال الكونغو، بهدف القضاء على باتريس لومومبا، الذي رفض المساهمة في نظام ما بعد الاستعمار.
يربط المخرج بين هذين الموضوعين بحلقة أعقبت اغتيال باتريس لومومبا في 17 يناير 1961، ففي 15 فبراير من العام التالي، تمكنت المغنية آبي لينكولن، وشريكها عازف الدرامز ماكس روتش، والكاتبة مايا أنجيلو، وعشرات الناشطين الأمريكيين من أصل إفريقي من التسلل إلى المعرض العام في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لنسف تدخل المندوب الأمريكي أدلاي ستيفنسون، الذي كان يحاول إقناع الدول الإفريقية بحسن نية الولايات المتحدة.
مع استقلال الكونغو كخلفية، يجمع الفيلم بين حركة التحرر الإفريقية وحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة والحرب الباردة، واستغلال الأسلحة الثقافية للولايات المتحدة (موسيقى الجاز).
يتشابك الجاز والسياسة في الفيلم، الذي يوثق أحداثا دولية معقدة وغامضة من الحرب الباردة وإنهاء الاستعمار، من خلال مونتاج مثير للقطات الأرشيفية الغنية والنادرة، التي تروي هذه الرواية الكثيفة والمدروسة بدقة، من بينها، كيف تم إرسال موسيقيين مثل لويس أرمسترونغ ونينا سيمون حول العالم من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لصرف الرأي العام عن المناورات السرية لإحباط اتحاد الدول الإفريقية المستقلة حديثا.
ويروي الفيلم كيف أصبحت منظمة الأمم المتحدة وسيلة لزعزعة الاستقرار، بعد دخول 16 دولة إفريقية، مما أعاد توازن القوة لصالح فكرة الولايات المتحدة الإفريقية التي دعا إليها باتريس لومومبا.
بحث المخرج البلجيكي يستند إلى الاتفاق السري بين تشرشل وأيزنهاور وبلجيكا بشأن اليورانيوم، الذي تم اكتشافه في مناجم الكونغو، وأصبح ضروري للحفاظ على الردع النووي الأمريكي. وقبل ثلاثة أيام من الاستقلال تمت خصخصة اتحاد مناجم كاتانغا العليا، مما أدى إلى اغتيال لومومبا.
تروى هذه القصة من وجهات نظر أندريه بلوين، ناشطة حقوق المرأة وسياسية من جمهورية أفريقيا الوسطى، والدبلوماسي الإيرلندي كونور كروز أوبراين، والكاتب البلجيكي الكونغولي إن كولي جان بوفان، والرئيس السوفياتي الراحل نيكيتا خروتشوف.
يشار إلى أن الفيلم رشح لجائزة الأوسكار، وحصل على جوائز مهمة من بينها الجائزة الكبرى للأفلام الوثائقية الموسيقية في مهرجان مهرجان “فيبادوك” الدولي للأفلام الوثائقية في بياريتز بفرنسا، والنجمة الفضية للفيلم الوثائقي لمهرجان الجونة في مصر.
بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.