المخرجة الإسبانية ليليانا طوريس تنافس على جوائز تطوان بـ “ثديات”

بإيقاع هادئ ودون ضجيج تقدم ليليانا طوريس قصة مؤثرة تصطدم بطلتها بالضغوط اليومية التي يفرضها عالمٍ لا يريد من النساء سوى الإنجاب…

بيت الفن

تميزت عروض المسابقة الرسمية لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بعرض فيلم “ثديات” للمخرجة الإسبانية ليليانا طوريس، وهو الجزء الثالث من ثلاثية ذاتية عن العلاقات الاجتماعية والأسرية.

بعنوان دال Mammifère (ثديات) تضفي الكاتبة المخرجة الكاتالونية ليليانا طوريس لمسة من الحيوية الاجتماعية على فيلمها الروائي الطويل الجديد، الذي يتناول استقلالية المرأة الجسدية والإنجابية.

بإيقاع هادئ ودون ضجيج، تقدم طوريس قصة مؤثرة تصطدم بطلتها بالضغوط اليومية التي يفرضها عالمٍ لا يريد من النساء سوى الإنجاب.

يتمحور الفيلم، حول لولا (ماريا رودريغيز سوتو) البالغة من العمر أربعين عاما لديها كل ما يمكن لأي شخص أن يتمناه وظيفة مريحة كمعلمة فنون، وعلاقة حب مع شريكها برونو (إنريك أوكير)، ومجموعة داعمة من الأصدقاء والصديقات، تستمتع بكل لحظة حتى يتبين أنها الأسبوع العاشر من حمل غير مخطط له، تسعى على الفور إلى إنهائه بدعم من برونو.

يتبع معظم الفيلم الأيام الثلاثة المضطربة عاطفيا التي تلت اكتشاف الحمل، والتي تتوافق مع الموعد النهائي لمدة 72 ساعة الذي فرضه القانون الإسباني (حتى إلغاؤه في عام 2022) للنساء لأخذ الوقت الكافي لإعادة النظر في قرارهن قبل الإجهاض.

يرتكز فيلم “ثديات” على واقعية قوية، تظهر كيف يمكن للحمل غير المخطط له أن يقلق النساء.

ما يميز الفيلم هو التسلسلات التي تعرض صورا مجمعة أصلية من تصميم ماريا خوسيه جارسيس لارين،والتي تمثل أحلام لولا، أو بالأحرى كوابيسها. في بعض الأحيان، تكون هذه الصور مقحمة بعض الشيء وتقاطع القصة، لكنها مع ذلك تساهم في سحر الفيلم. في هذه المشاهد القصيرة، ترتدي لولا ملابس على طراز الخمسينيات، وتلقى في عوالم تمضغ فيها النساء وتبصقه للعصافير حديثة الفقس والأطفال الصغار الذين يتسارعون على أحزمة ناقلة. يهدف تصميم الصور المجمعة إلى استحضار أسلوب لولا الفني الخاص، والذي يمكن للمشاهد أن يتعرف عليه من بداية الفيلم: فهي تقص صورا لأشخاص من المجلات وتلصقها معا بطرق مبتكرة (الكولاج). في إحدى هذه اللحظات الخيالية، تقص بطن امرأة حامل وجدتها في مجلة تربية وتلصق صورة لها فوقها.

طوال أحداث الفيلم، لا تغفل لولا أبدا عن كونها المسيطرة، وهو أمر لا يمكن اعتباره أمرا مسلما به اليوم. تكمن قوة الفيلم في اعتماد طوريس نبرة جادة بدلا من تحويل قصته إلى دراما كوميدية تقليدية تثير الضحك، مما يتيح للمشاهد فرصة للتفكير مليا في مأزق لولا في كل منعطف.

ورغم أن الفيلم يستغرق بضع دقائق ليجد إيقاعه، إلا أأنه بمجرد أن ينطلق يصيب الهدف.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان تطوان يحتفي بـ3 أسماء لامعة في سماء السينما المتوسطية

اختار منظمو مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط الاحتفاء بثلاثة مسارات سينمائية استثنائية ضمن فعاليات …