مهرجان تطوان يحتفي بـ3 أسماء لامعة في سماء السينما المتوسطية

اختار منظمو مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط الاحتفاء بثلاثة مسارات سينمائية استثنائية ضمن فعاليات دورته الثلاثين ويتعلق الأمر بالمخرج المغربي نبيل عيوش، والمخرج الوثائقي الفرنسي نيكولا فيليبير، والممثلة الإسبانية عايدة فولتش

بيت الفن

اختار منظمو مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط الاحتفاء بثلاثة مسارات سينمائية استثنائية ضمن فعاليات دورته الثلاثين، التي تنعقد في الفترة من 26 أبريل إلى 3 ماي 2025، ويتعلق الأمر بالمخرج المغربي نبيل عيوش، والمخرج الوثائقي الفرنسي نيكولا فيليبير، والممثلة الإسبانية عايدة فولتش.

وتأتي هذه التكريمات، حسب المنظمين، لتؤكد أهمية سينما متوسطية متعددة ومنفتحة، حيث تتقاطع الرؤى والسرديات لتروي مجتمعاتنا بشكل أعمق.

نبيل عيوش شخصية لامعة في الحقل السينمائي المغربي

تم اختيار نبيل عيوش لتكريمه في تطوان باعتباره شخصية لامعة في الحقل السينمائي المغربي، وهو لم يتوقف منذ بداياته عن استكشاف تطلعات مجتمع يعيش تحولات عميقة وأليمة. من فيلم “علي زاوا” (2000)، ضمن اختيار “جيل 14+” في مهرجان برلين إلى الزين اللي فيك (2015)، قسم “أسبوعي المخرجين” في كان، مرورا بـ “خيول الله” (2012)، قسم “نظرة ما” في مهرجان كان و”رازيا” (2017)، مهرجان تورونتو، شكلت نظرته الثاقبة والشجاعة نافذة على حقائق ظلت طويلا طي الكتمان، مساهما في إثراء النقاشات بما يتجاوز حدود الشاشة.

في عام 2021، أحدث شارك فيلمه “علي صوتك” في المسابقة الرسمية بمهرجان كان. وفي عام 2024، قدم فيلم “الكل يحب تودة”، الذي تم ترشيحه لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار (فئة أفضل فيلم أجنبي).

يلعب نبيل عيوش دورا محوريا في الترويج للسينما المغربية على الساحة الدولية، مع التزام قوي بسرد القصص التي تعطي صوتا لأولئك، الذين لا يرى لهم أثر. ويتجاوز التزامه حدود أفلامه؛ فمن خلال مؤسسة “علي زاوا”، يعمل منذ أكثر من خمسة عشر عاما على تمكين الشباب من الوصول إلى الفن والثقافة، مطلقا مبادرات عديدة تهدف إلى دمقرطة التعبير الفني.

نيكولا فيليبير سيد سينما الواقع

أما تكريم نيكولا فيليبير في تطوان، فيأتي لكون هذا المخرج الفرنسي هو سيد سينما الواقع، ترك بصمة بارزة في تاريخ الفيلم الوثائقي من خلال أعمال دقيقة، رقيقة، وعميقة في إنسانيتها. كانت نظرته، المتأنية والمفعمة بالحنان، تتوجه دائما نحو أماكن ووجوه غالبا ما يتم تهميشها، كاشفا عن غنى الحياة اليومية التي يعيشها أشخاص لا يتم تسليط الأضواء عليهم. بعد النجاح العالمي لفيلمه “أن تكون وتملك” (2002)، الذي يصور فصلا دراسيا وحيدا في قرية جبلية، واصل فيليبير استكشافه للهامش من خلال أفلام مثل “أرض الصم” (1993) و”أقل الأمور شأنا” (1997)، التي تطرح تساؤلات حول الحدود بين الصمت والكلام، وبين المألوف والاختلاف.

في عام 2023، فاز فيلمه عن “الآدامانت”، الذي يتناول مركزا نهاريا يستقبل بالغين يعانون اضطرابات نفسية، بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي. بفضل حساسية نادرة، ينجح فيليبير في تصوير الألم والمعاناة ولحظات الأمل في حياة شخصياته، بينما يلتقط أيضا لحظات من الجمال في أماكن غالبا ما تساء فهمها أو يتم تجاهلها. وتشمل فيلموغرافيته أعمالا مثل “عودة إلى نورماندي” (2007)، “نينيت” (2010)، و”بيت الإذاعة” (2013)، وكلها تسهم في نشر سينما تجمع بين الشعر والالتزام والبحث الدائم عما هو مشترك بين البشر.

وفي عام 2024، واصل فيليبير استكشافه لمجال الطب النفسي من خلال فيلمين جديدين: ابن رشد وروزا باركس وآلة الكتابة ومصادر القلق الأخرى، ليكمل بذلك ثلاثية يعيد فيها الاعتبار لأصوات المرضى، ويستعرض مؤسسات تكافح ضد نزع الطابع الإنساني أناس يعانون. من فيلم إلى آخر، يبني نيكولا فيليبير عملا فنيا خالدا وكونيا، حيث يمثل كل لقاء دعوة للتأمل في حالتنا الإنسانية.

عايدة فولتش ممثلة كاطالانية فرضت وجودها كوجه بارز في السينما الإسبانية المعاصرة

بينما اختار منظمو المهرجان تكريم عايدة فولتش، باعتبارها ممثلة إسبانية كاطالانية فرضت وجودها كوجه بارز في السينما الإسبانية المعاصرة، حيث حظيت بأول فرصة كبيرة لها في عام 2000، عندما تم اختيارها من بين 3000 فتاة من مختلف أنحاء إسبانيا لتلعب دورا مهما في الفيلم الإسباني “تعويذة شنغهاي” (2002) من إخراج المخرج الحائز على جائزة الأوسكار فرناندو ترويبا. وكان عمرها آنذاك أربعة عشر عاما. بعد فترة وجيزة، اختارها المخرج فرناندو ليون دي أرانوَا للمشاركة في فيلم “أيام  الاثنين تحت الشمس” (2003)، الذي نال جائزة أفضل فيلم في مهرجان سان سيباستيان السينمائي.

شاركت بعدها في العديد من الإنتاجات الإسبانية مثل “أكيتانيا” (2006)، “النظرة البنفسجية” (2009)، “نهاية الدورة” (2007)، سالفادور (2006)، “حيوات سيليا” (2008)، و”25 قيراطا” (2008)، من بين أفلام أخرى. كما عملت في عدد من الأفلام التلفزيونية مثل “أبرياء” (2006)، “لست وحدك” (2007)، “سارا” (2008)، “موت في ثلاثة فصول” (2008)، و”سنعود” (2009).

في عام 2008، لفتت الأنظار من خلال تجسيدها لشخصية “فرانسواز” في السلسلة التلفزيونية الإسبانية الأسطورية “احك لي كيف حدث”، التي عرضت على القناة الإسبانية الأولى، وتسرد ملامح الحياة في إسبانيا خلال سبعينيات القرن الماضي، قبل وبعد تجربة الانتقال الديمقراطي.

كما عملت عايدة في الخارج في الإنتاج الضخم “هنري الرابع” (2010) للمخرج يو باير، وفي الفيلم المكسيكي “كوني في عالمي الصغير” (2012) من إخراج ليتيسيا تونوس بانياغوا. وفي عام 2012، أدت دورا رئيسيا في فيلم “الفنان وموديله” (2012) من إخراج فرناندو تروبا، وهو فيلم صور بالكامل باللغة الفرنسية، عملت فيه إلى جانب النجمين جان روشفور وكلوديا كاردينالي.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

تطوان تخلد اليوم العالمي للشعر بـ«سحر الكلام»

يعود سحر الكلام إلى نهاية التسعينيات، حين بادرت جمعية الطلبة الباحثين بكلية آداب تطوان إلى …