تطوان.. 40 عاما من العطاء و30 دورة من الوفاء للفن السابع ومسار إبداعي متجدد

أربعون عاما من العطاء وثلاثون دورة من الوفاء للفن السابع ومسار إبداعي متجدد…

أحمد الحسني

منذ انطلاقته، شكّل مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط نافذة مشرعة يطل منها جمهور شغوف بالجمال والمعرفة على سينما تسائله وتمتعه، ليصيح هذا المهرجان فضاء حقيقيا للاكتشاف والتبادل، ومنصة للاحتفاء بالإبداع السينمائي.

ومنذ سنة 2001، والمهرجان يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما حظي بدعم متواصل وباحترام من مختلف المؤسسات العمومية والإدارية، على المستوي الوطني والجهوي والمحلية، وربطته بهذه المؤسسات علاقات وطيدة ومثمرة.، ولم يسجل عليه  في أي دورة من الدورات مخالفته للقوانين العمول بها في المجال السينمائي كما لم يسجل عليه قط  أنه كان طرفا في أي توتر من أي توع كان مع دول حوض المتوسط أو غيرها، بل تميزت علاقاته مع مختلف البلدان المتوسطية بالجدية والمسؤولية والتقدير المتبادل، مما جعل منه فاعلا أساسيا في مجال الدبلوماسية الثقافية الموازية.

وعلى مر السنوات، استضاف المهرجان أسماء وازنة في مجال السينما المتوسطية، وعرضت ضمن فقراته أفلام متنوعة وذات جودة فائقة، كما ساهم في بناء شبكة واسعة من العلاقات الإنسانية أساسها الصداقة والثقة المتبادلة وعشق السينما وربط أواصر وطيدة مع مجموعة من المهرجانات المغربية والمتوسطية، ونجح في إرساء علاقات تعاون مثمرة معها.

وتوالت دورات المهرجان منتظمة انتظاما ودون عثرات تذكر، باستثناء عثرة أولى سجلت سنة 1991، حيث تم تأجيل الدورة الحادية عشرة من شهر مارس إلى شهر أكتوبر بسبب اندلاع حرب الخليج، وعثرة ثانية شهدتها سنة 2003 إذ تم إلغاء الدورة الثانية عشرة بسبب ما لقيته من صعوبات مالية. وقد شكل هذا الإلغاء لحظة حاسمة عجلت بتأسيس “مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط”، مما منح التظاهرة نفسا جديدا ومقنعا سواء في الجانب التنظيمي أو في جانب البرمجة. إلا أن نقطة الضعف التي بدأت تبرز للعيان هي تردد مؤسسات القطاع الخاص في تقديم دعم منتظم للمهرجان الذي حظي في بداياته بدعم لافت من طرف هذه المؤسسات، خصوصا ابتداء من 2005، إلا أن هذا الدعم سرعان ما شرع في التراجع تدريجيا في السنوات الموالية، خاصة انطلاقا من سنة 2014 حتى توارى بشكل يكاد يكون نهائيا.

وبالرغم من المراسلات التي توجه في كل دورة إلى العديد من المؤسسات الخاصة مرفوقة بملف مهني معد بشكل احترافي إلا أن الردود ظلت سلبية في ظل مناخ لا يتسم بما يكفي من الشفافية. ومع ذلك فأن المشرفين على المهرجان مازالوا متمسكين بشعلة الأمل وينتظرون أن ينتبه مسؤولو القطاع الخاص إلى الأهمية التي يكتسيها هذا المهرجان في ترويجه لقيم حديثة ومتمدنة، وفي ضمانه إشعاعا للمدينة والجهة والوطن.

ويواجه المهرجان تحديا جديدا وصعوبات ضاغطة وارتباكا ماليا جعلته يضطر لتأجيل دورته والثلاثين التي كان من المفروض أن تنظم في مارس 2025.

وإن الفريق المشرف على تنظيم المهرجان يأمل أن قرار التأجيل فرصة لانطلاقة جديدة متضمنة لرؤية مبتكرة تضمن الاستمرارية والإشعاع وتضمن التفاف كل المتدخلين حول تظاهرة تبين أنها تظاهرة فنية ضرورية وجذابة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المخرج الإيطالي دانييلي لوشيتي يرأس لجنة تحكيم مهرجان تطوان السينمائي  

اختار منظمو مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط المخرج الإيطالي المتميز دانييلي لوشيتي Daniele Luchetti …