يضم أكثر من 40 لوحة فنية ذات أبعاد مختلفة
بيت الفن
يغوص معرض “امتدادات” للفنان التشكيلي يوسف الغرباوي، الذي تم افتتاحه أمس الخميس بفضاء “ريفاج” بالرباط، بالزوار في متاهات الأسئلة الأبدية المتعلقة بالتنقل والسفر والهوية.
ويعرض الفنان المغربي / الكندي أكثر من أربعين لوحة فنية ذات أبعاد مختلفة، معلقة على جدران فضاء “ريفاج” بمقر مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، الجهة المنظمة لهذه التظاهرة الفنية.
واستطاع الفنان الغرباوي أن يزاوج بين البساطة والغنى في لوحاته، من خلال التناوب على استعمال الأبيض والأسود، والأخضر مع إضافة بعض اللمسات الخفيفة باللون الأزرق، وبالاعتماد على الجوانب الفنية، مثل المؤثرات الضوئية، والأشكال الهندسية، والطبيعة والرموز (خيام البدو).
وأشار يوسف الغرباوي إلى أنه يقدم من خلال هذا المعرض فصولا من محطات حياته منذ أن غادر المغرب سنة 2004، وهو ما يفسر اختلاف الأبعاد والتقنيات المستعملة في كل لوحة، موضحا أنه باعتباره فنانا مهاجرا، يعتبر موضوع التنقل بالنسبة إليه موضوعا مألوفا وواقعا معيشا.
ولفت الفنان المغربي إلى أن أدب المنفى والسفر يشكل مصدرا مهما للإلهام، خاصة من خلال أعمال كتاب على غرار أمين معلوف، وجان ماري غوستاف لو كليزيو، ونيكولاس بوفيي، وأن “الهجرة عندما تكون اختيارية، لا تكون بالضرورة مصدرا للمعاناة، بل تصبح مصدر غنى وتطور، لأنها تسمح باكتشاف آفاق جديدة”.
وقال الغرباوي، ابن مدينة فاس، إنه لا يتبع أي تيار فني بعينه، ويرى أن “الفن المعاصر تطور بشكل كبير، لدرجة أن الفنانين يجددون باستمرار من خلال استكشاف وتجربة تقنيات وأساليب جديدة”.
من جهتها، أكدت فتيحة أملوك، المكلفة بقطب الفن والثقافة والاتصال لدى مؤسسة الحسن الثاني، في تصريح مماثل، أن عمل الغرباوي الذي يتأرجح بين الثبات والتطور، يتميز بطابعه المتنوع من خلال استعماله لعدة وسائط، بما في ذلك التصوير الفوتوغرافي والفيديو والرسم.
وقالت إن هذا الاتجاه “نابع من رغبته في استكشاف آفاق جديدة وتجميع خبرات محدثة، مما يمنح إمكانات هائلة لعمله”.
وأشارت إلى أن فضاء “ريفاج”، الذي تم افتتاحه سنة 2016، هو مبادرة أطلقتها من مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تهدف إلى تمكين الفنانين المهاجرين من عرض أعمالهم في بلدهم الأصلي وتقديمها للجمهور المغربي.
ويقيم يوسف غرباوي، الذي يعرض أعماله من 18 أبريل إلى 17 ماي المقبل بالرباط، في كندا منذ سنة 2004. وتابع دراساته في الفنون البصرية والإعلامية بجامعة كيبيك بمدينة مونريال. وتم تقديم عمله في العديد من المعارض الفردية والجماعية بكندا وفرنسا والمغرب.