عبد الرحيم لبيض يحتفي بالإيماءة والحركة والإحساس في معرضين بالدار البيضاء

تجربة فنية جديدة برواقي F.o.l ومدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء…

لوحات عبد الرحيم لبيض مرادف موضوعي للطبيعة ذات الألوان الهادئة، حيث ينقلنا الجمال إلى عالم سماوي يغيب فيه البشر كحلم السلام البعيد عن ضجيج الحضارة وغضبها…

بيت الفن

يقدم الفنان التشكيلي المغربي، عبد الرحيم لبيض، جديد أعماله الفنية برواق F.o.l، وبمدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، في الفترة الممتدة من 14 أكتوبر 2024 إلى 2 نونبر 2024، في معرض مزدوج يحمل عنوان “الإيماءة، الحركة والإحساس”.

وقال لبيض إن أعماله الصباغية الجديدة تركز بشكل خاص على المرأة وتعكس الحركة والإيماءة من خلال حركية مشحونة بشكل خاص بأحاسيس مكثفة مثل الموسيقى والرقص والرياضة والفعاليات الاحتفالية.

وأضاف في ورقة نقدية تصدرت كتالوغ المعرض، أن الإحساس بالعيش داخل الفنون البصرية، وليس خارجها من خلال هذا الكم من الانفعال اللوني، يحقق للفنان غايته ورغبته في الكتابة بالريشة والألوان، وهو نسق جمالي يترك أثره في وجدان الفنان من خلال هذا السحر وهذا العالم الفاتن بالحركة والإيماءة والإحساس.

وأبرز لبيض أن هذا المعرض، يعد مثل المعارض السابقة، ثمرة ممارسة فنية طويلة راكمها منذ أول لطخة بالألوان وهو يمر بمرحلة الطفولة.

من جهة أخرى، أفاد لبيض أنه من مواليد 1951 بمدينة سلا، وهي مدينة ذات ماض أسطوري وتراث ثقافي غني، مبرزا أن علاقته بالفن، وبالرسم بشكل خاص، نشأت منذ الطفولة المبكرة. في تلك الفترة، في السنوات الأولى من استقلال المغرب، كانت وسائل التعلم شبه معدومة بالنسبة لغالبية الناس. الإحساس وحده كان بمثابة القوة الدافعة لاكتساب التقنية وفهم البعد الفني للحياة. لقد كانت هذه الممارسة جزءا من رحلته حتى الآن، وجزءا من المكونات التي تصنع نكهة الحياة.

منذ التسعينيات أدرك الفنان التشكيلي لبيض رغبة قديمة في تجديد أسلوبه الفني، ويمكن الحديث في هذه الفترة عن المدرسة التجريدية التي أصبح مخلصا لها. وهكذا واجه نفسه بمتطلبات الرسم: اكتساب التقنيات، وتطوير الملاحظة الدقيقة لموضوع اللوحة، وإبراز اللون المطلوب من خلال المزج بين الألوان، وإتقان الإيماءة واللمسة، واستعمال التقنية الجمالية التي تمزج بين الظل والضوء، وإعطاء المادة كامل حريتها. وسعى دائما في تجربته ومقتربه الفني إلى إخضاع التقنيات لضرورات الفن التصويري.

وعن مشاريعه الصباغية مستقبلا كشف لبيض أنه يشتغل على مواضيع أخرى من شأنها أن تؤدي إلى إقامة معرضين أو ثلاثة معارض في عام 2025، إلى جانب تعاونه في مشاريع أخرى رفقة مجموعة مكونة من ستة رسامين.

وعن أعماله الصباغية قالت الشاعرة والناقدة الجمالية، حفصة بكري لمراني، إن “العالم التصويري التجريدي لعبد الرحيم لبيض هو عالم كثيف ومعقد، مثل الحياة، يتضمن لحظات من الفرح والألم والغضب. ينعكس هذا التعقيد في المواد والأشكال والألوان والأنسجة والعلامات التي تسكن عالم هذا الفنان”.

وأضافت في ورقة نقدية باللغة الفرنسية، في هذا العالم، تتداخل الألوان أحيانا تماما كما في الحلم حيث تتلاشى الحدود. وفي أحيان أخرى تكون الألوان معكوسة: عالم سفلي مائي أزرق سائل وسماء متوهجة تهاجمها ناطحات السحاب المظلمة. وأضافت يبدو أن الأشكال والحركات تدعونا نحو عالم مجهول وغامض. الأشكال المحددة، صريحة أو غير واضحة، متناقضة في بعض الأحيان، مثل هذه اللوالب من الحياة بألوان جديدة تتدفق نحو اللون الأحمر المتوهج. خطوط تحد من عوالم متجاورة أو أخرى تتجمع في حلزونات مثلثة أو في علامات، أبجدية غامضة تتحدى الكتابة التقليدية.

هذا المقترب الجمالي للتشكيلي يجد ضالته في الفن الحديث من خلال الألوان والعلامات.

لوحات عبد الرحيم لبيض مرادف موضوعي للطبيعة ذات الألوان الهادئة، حيث ينقلنا الجمال إلى عالم سماوي يغيب فيه البشر كحلم السلام البعيد عن ضجيج الحضارة الإنسانية وغضبها. وعندما يظهر الإنسان يشغل الصورة كاملة، مثل هذه المرأة ذات الوجه الحلو، وعقد اللؤلؤ، وشعر مخضب بالحناء، وهؤلاء الراقصات في الهواء. في عمل عبد الرحيم شيء سحري، أفراح وآلام تأتي من بعيد، تنبثق من اللوحات وتجعلك ترغب في العودة لفهم لغزها وعمقها.

المدرسة المهنية للسمعي البصري والغرافيزم توقع اتفاقية شراكة مع الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام لإطلاق برنامجي الإجازة والماستر في الإنتاج السينمائي والسمعي البصري

في خطوة تهدف إلى دعم وتطوير قطاع السينما والإعلام السمعي البصري في المغرب، وقعت المدرسة المهنية للسمعي البصري والغرافيزم اتفاقية شراكة مع الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام. تأتي هذه الاتفاقية لإطلاق برنامجي الإجازة والماستر في الإنتاج السينمائي والسمعي البصري، مما يعزز فرص التكوين المتخصص للشباب الطامحين لدخول هذا المجال.

تهدف هذه المبادرة إلى سد الفجوة بين التكوين الأكاديمي واحتياجات الصناعة السينمائية في المغرب، حيث سيوفر برنامجا الإجازة والماستر تكوينا شاملا يغطي كافة جوانب الإنتاج السينمائي والسمعي البصري، بدءًا من التخطيط والإدارة إلى الإخراج والإنتاج. كما سيتيح هذا التعاون للطلبة فرصة للاستفادة من خبرات مهنية عالية المستوى، وذلك عبر إشراك منتجين ومهنيين بارزين في تقديم الدروس والورش العملية.

وفي هذا السياق، صرح رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، بأن هذه الشراكة تعكس التزام الغرفة بتطوير الكفاءات الوطنية في قطاع السينما، من خلال توفير تكوين عملي يتماشى مع المعايير الدولية. وأضاف أن الغرفة تسعى من خلال هذه الاتفاقية إلى تمكين الشباب من الحصول على تكوين متين يفتح أمامهم أبواب العمل في السوق الوطنية والدولية.

من جهته، أكد مدير المدرسة المهنية للسمعي البصري والغرافيزم على أهمية هذا التعاون، موضحاً أن البرنامج سيعتمد على منهجية تعليمية تزاوج بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي في استوديوهات مجهزة بأحدث التقنيات. كما أشار إلى أن المدرسة ستعمل جنباً إلى جنب مع الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام لضمان تدريب طلبة البرنامج على يد مهنيين ذوي خبرة عالية في القطاع.

بهذه الاتفاقية، يأمل الجانبان في أن يساهما في تطوير صناعة السينما والإنتاج السمعي البصري في المغرب، وتقديم جيل جديد من المحترفين المؤهلين والقادرين على الإبداع في هذا المجال الحيوي.

تعد هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين المؤسسات التعليمية والهيئات المهنية في خدمة الصناعة السينمائية بالمغرب، وذلك من أجل تحسين جودة التكوين وضمان مستقبل مشرق للشباب المغربي في هذا القطاع الواعد.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

متحف محمد السادس للفن يحتفي بالمنجز التشكيلي للفنان العالمي أرمان

معرض فني يقدم أعمالا تتيح لعشاق الفن فرصة نادرة للتعرف على عوالم نحات وتشكيلي متميز… …