الجمعية المغربية لنقاد السينما تخصص أيامها الدراسية بأصيلة لـ«مدرسة فرانكفورت»

بالإضافة إلى المحاضرات النظرية يتضمن برنامج الأيام الدراسية عرضا سينمائيا لفيلم قصير للمخرج فوزي بن سعيدي يليه نقاش مفتوح يتيح للجلسات مقارنة التحليلات الأكاديمية بردود الفعل بعد المشاهدة…

بيت الفن

تنظم الجمعية المغربية لنقاد السينما، يومي 12و13 شتنبر 2025، بمدينة أصيلة، الأيام الدراسية السابعة تحت عنوان «مدرسة فرانكفورت..تصورها للفن عموما وللسينما خصوصا».

وحسب أرضية الندوة، فإن مدرسة فرانكفورت مدرسة فكرية نشأت في ألمانيا في عشرينيات القرن الماضي، حول معهد فرانكفورت للبحوث الاجتماعية. جمعت هذه المدرسة فلاسفة وعلماء اجتماع مثل ثيودور أدورنو، وماكس هوركهايمر، وفالتر بنيامين، ولاحقا سيغفريد كراكاور.

ترتكز أفكار هؤلاء على نقد الثقافة الحديثة والفن والإعلام والمجتمع الصناعي. فكرتهم المحورية هي أن الفن والثقافة ليسا محايدين أبدا، فهما مشبعان بعلاقات القوة، لكن يمكنهما، أيضا، أن يفتحا مجالا للمقاومة والوعي النقدي.

حلل مفكرو هذه المدرسة الفن ليس كمجرد إبداع جمالي، بل كمرآة للتوترات الاجتماعية والسياسية. وسيسلط المؤتمر الافتتاحي الضوء على كيفية ربط نظرية فرانكفورت الجمالية بين الإبداع الفني والثقافة وصناعة الثقافة. وهكذا تصبح السينما منصة نموذجية لفهم كيفية تشكيل الثقافة الجماهيرية لعلاقتنا بالعالم.

رأى والتر بنيامين، أحد أبرز رواد هذه المدرسة، أن السينما والتصوير الفوتوغرافي شكلان فنيان جديدان قادران على تغيير إدراكنا. في كتابه الشهير عن العمل الفني في عصر قابلية إعادة إنتاجه تقنيا، يؤكد أن هذه الوسائط تضفي طابعا ديمقراطيا على الفن، لكنها تخاطر أيضا بإخضاعه للدعاية والسوق. ستحلل المحاضرة المخصصة لبنيامين هذا التوتر وكيف أنه لا يزال يلقي الضوء على علاقتنا بالصور اليوم.

وتقترح أيام أصيلة أيضا تطبيق الأدوات النقدية لمدرسة فرانكفورت على الدراسة الملموسة للأفلام. وسيبحث المتحدثون كيف يمكن للسينما، كفن جماهيري، أن تعيد إنتاج منطق الهيمنة الثقافية وأن تتيح مساحة للتحرر. وهكذا، يسمح لنا نقد فرانكفورت بتجاوز القراءة الجمالية البحتة لوضع السينما في سياق اجتماعي وسياسي أوسع.

ومن بين الشخصيات المحورية، أولى كراكاور أهمية خاصة للسينما كفنٍ للمرئي. فبالنسبة له، الأفلام ليست مجرد قصص تروى، بل هي أيضا وسيلة لكشف جوانب من الواقع لا تستطيع الفنون الأخرى التقاطها. سيسلط هذا العرض الضوء على دور الناقد السينمائي: التفكير في المرئي، وتفسير ما يختبئ في الصور، وإعطائها معنى يتجاوز مجرد الترفيه المباشر.

بالإضافة إلى المحاضرات النظرية، يتضمن البرنامج عرضا سينمائيا، فضلا عن الفيلم القصير «الحافة» للمخرج فوزي بن سعيدي، يليه نقاش مفتوح يتيح للجلسات مقارنة التحليلات الأكاديمية بردود الفعل بعد المشاهدة، ويشجع على التفكير المشترك حول مكانة السينما ومآلاتها في المجتمعات.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

لبنى أزبال تعود إلى مهرجان “كان” لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير

ممثلة مغربية بلجيكية من أم إسبانية تألقت في أفلام تركت صدى طيبا في أهم تظاهرة …