فنيش: محمد بن عبد الله الجندي فنان متعدد رحل بعد أن عاش ردحا من السنوات العجاف…
بيت الفن
عن عمر يناهز 78 عاما، رحل عن عالمنا الفنان المغربي محمد بنعبد الله الجندي، أحد رواد الساحة الفنية المغربية، مساء يوم الثلاثاء 5 مارس 2024 بمراكش، بعد معاناة مع المرض، تاركا رصيدا فنيا غنيا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية.
وكان الراحل، ابن مدينة مراكش (1946 -2024)، معروفا بتفانيه في خدمة الفن والمسرح المغربيين، ساعيا إلى المشاركة في أعمال هادفة ومشوقة ترضي الجمهور المغربي، وهو ما شجعه على مواصلة إبداعاته التي تعكس رؤية عائلة الجندي الفنية.
وينتمي الراحل، الذي أبدع في العديد من الأعمال الكوميدية والمسرحية والسينمائية، جعلته من الرواد في المجال الفني بالمغرب، إلى عائلة الجندي الفنية الكبيرة، التي كان من أبرز أعضائها الراحل محمد حسن الجندي، الذي كان واحدا من رواد المسرح والسينما والتلفزيون في المغرب وفي العالم العربي.
تأثر الراحل بالمسار الفني لعمه الفنان الراحل محمد حسن الجندي، وهو ما جعله يقتحم عالم التمثيل في سن مبكرة، واختار صقل موهبته بدراسة الفن المسرحي في العراق، لكن الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي اضطرته للعودة إلى المغرب.
وتميز المسار الفني للراحل، الذي امتد لأربعة عقود، بمشاركته في العديد من الأعمال التاريخية العربية، من ضمنها مسلسل “ربيع قرطبة” ومسلسل “ملوك الطوائف” ومسلسل “آخر الفرسان” ومسلسل “نور مكة” ثم مسلسل “عمر”.
وخلف نبأ وفاة الفنان محمد بنعبد الله الجندي، مشاعر حزن وأسى في صفوف الفنانين المغاربة، باعتباره من أبرز الممثلين المغاربة، الذي أمتع الجمهور لسنوات بأعماله، وبعطائه في مجال المسرح والسينما والتلفزيون.
وبهذه المناسبة الأليمة قال الباحث المغربي عبد المجيد فنيش، إن “الراحل محمد بن عبد الله الجندي، فنان متعدد رحل عن دنيا الناس بعد أن عاش ردحا من السنوات العجاف بعيدا عن الأضواء.
وفي غفلة عن الجميع، يرحل هذا الممثل المِؤلف الشاعر الزجال، الذي ما كانت الابتسامة لتفارق محياه، لقد ازدان عقد فقيدنا العزيز بحلة من الحلقات التي انطلقت مع فتوته في إطار مسرح الهواة، ثم إلى جانب عميد أسرة “الجندي” القيدوم الباذخ محمد حسن الجندي، مرورا بحضور بهي كممثل في فرقة التمثيل العربي بالإذاعة الوطنية، وكممثل في عشرات الأعمال المسرحية مع اكبر المؤلفين والمخرجين، وصولا إسهامه الواضح في بلورة ملامح فرقة “مسرح فنون” التي جاءت منذ زهاء أربعة عقود بمبادرة من الفنانة الأيقونة فاطمة بن مزيان رفقة ابنها البكر الفنان الأصيل أنور الجندي رحمة الله عليهم جميعا.
الراحل محمد بن عبد الله الجندي تألق كمؤلف لعشرات الأعمال الدرامية ( تمثيليات ومسلسلات إذاعية- مسلسلات و أفلام تلفزيونية..)، و كان له فضل كبير – عبر تلك الأعمال- في اكتشاف أسماء هي الآن تمثل واجهة مشرقة في الدراما المغربية.
وكم كانت للفقيد لحظات درامية مغربية لها أثرها في الذاكرة، كما كانت له لحظات اظهر فيها إلى جانب كبار الممثلين العرب والأجانب إمكاناته الفنية العالية، خاصة في الدراما التاريخية الناطقة بالعربية الفصحى، حيث سيظل واحدا من الممثلين المغاربة، الذين ضاهوا أجود الممثلين من المشرق العربي ومن الشام، نطقا وتعبيرا وصمتا وحركة.
والفقيد المحبوب هو ذو حس شاعري رقيق، وقد أظهره في الكثير من كتاباته الدرامية من خلال أزجال، منها ما تمّ تلحينه وأداؤه من بعض المطربين المغاربة.
وللتذكير، فإن آخر ظهور لفقيدنا في نشاط فني، كان يوم 2 غشت 2023, حيث تم تكريمه في حفل اختتام الدورة 13 لمهرجان “مقامات”، الذي نظمته جمعية أبي رقراق بحضور أزيد من 500 مدعو، وقفوا طويلا تحية للراحل الذي تسلم درع وشهادة التكريم، وهو في أبهى حالاته متحديا كل عوامل الانكسار الجسدي والنفسي”.