“وشم الريح” و”غياب” ينافسان على جوائز “شاشات سوداء” للسينما الإفريقية

يطمح المغرب إلى التتويج في هذا الموعد السينمائي القاري المهم الذي تأسس سنة 1997 بفيلمين هما “وشم الريح” للمخرجة ليلى التريكي الذي ينافس على جوائز المسابقة الدولية للأفلام الطويلة وفيلم “غياب” لفيصل الحليمي في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة…

بيت الفن

يشارك المغرب بفيلمين في مهرجان “شاشات سوداء” أحد أبرز التظاهرات السينمائية في القارة الإفريقية، المنتظر انعقاد دورته الـ29 خلال الفترة من 20 إلى 27 شتنبر الجاري، بالعاصمة الاقتصادية للكاميرون ياوندي.

ويطمح المغرب إلى التتويج في هذا الموعد السينمائي القاري المهم الذي تأسس سنة 1997، بفيلمين هما “وشم الريح” للمخرجة ليلى التريكي، الذي ينافس على جوائز المسابقة الدولية للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة، وفيلم “غياب” لفيصل الحليمي في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة.

كما يشارك المغرب في لجان التحكيم بثلاثة أعضاء هم صوفيا أغليلاس وترأس لجنة تحكيم الفيلم القصير، وعزالدين كريران وعامر الشرقي ضمن لجنة تحكيم الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة.

وتأتي مشاركة فيلم “وشم الريح” للمخرجة المغربية، ليلى التريكي، في المسابقة الرىسمية لـ”شاشات سوداء” بعد نيله، أخيرا، جائزة لجنة التحكيم الخاصة للدورة الـ21 لمهرجان قازان السينمائي الدولي، الذي اختتمت فعالياته، يوم تاسع شتنبر 2025، بعاصمة جمهورية تتارستان الروسية، فضلا عن تتويجين مهمين اعتبرهما النقاد مستحقين ويتعلق الأمر بجائزة لجنة تحكيم مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (دورة يونيو 2025)، وجائزة العمل الأول بالمهرجان الوطني للفيلم (دورة أكتوبر 2024).

في هذا الفيلم، الذي حظي باستقبال حار وترك أصداء طيبة لدى وسائل الإعلام الدولية، التي اعتبرت أن التريكي تطرح فكرتها الإنسانية العامة من نافذة التفاعل بين أجيال عربية / مغاربية (شمال إفريقيا) ونظيرتها الأوروبية، بمعنى أنها ربما تكون بالفعل تقص لنا حكايات حقيقية واقعية مزجتها جميعا في حكاية واحدة محورها المصورة الفوتوغرافية صوفيا (28 عاما) التي تبحث عن والدتها الفرنسية. إلا أنها في الوقت ذاته وبالتوازي تطرح قضية في غاية الأهمية حول أزمة الاغتراب والهوية، التي لا تطال الشرق أو الغرب، لكنها تطال إنسان القرن الحادي والعشرين بصفة عامة.

يطرح “وشم الريح”، الذي أنتجه المنتج الشاب محمد الكغاط، بدعم من المركز السينمائي المغربي، كذلك، قضية الماضي والحاضر، فالأم الفرنسية التي تظن أنها تصالحت مع الماضي ودفنته بعيدا حتى لا يؤرق حياتها، تجده يطل عليها ويلاحقها في شخص صوفيا، ومعه كل ما ظنت أنها “نسيته” هناك بالهرب منه. لتطرح ليلى التريكي فكرة استحالة الهروب من الماضي، لكونه جزءا من هوية الإنسان، شاء أم أبى، ودائما ما سيلاحقه ويظل معه لأنه جزء من كينونة ووجود الإنسان بالأساس.

من جهته يندرج الفيلم القصير “غياب” في إطار تجربة سينمائية جديدة تعكس التوجه البصري للمخرج فيصل حليمي، حيث تدور أحداثه في عالم مستقبلي تغلفه العزلة والتقنيات الحديثة، ليستعرض عبره معاناة الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي وانهيار الروابط الإنسانية.

الفيلم من بطولة: علي أومليل، رباب زراق، لينا أراكراغ، وأيوب بويوب، ومن إنتاج شركة LINAM Solution.

وفيصل حليمي مخرج وكاتب سيناريو مغربي، ينتمي إلى الجيل الجديد من السينمائيين المغاربة، الذين يسعون إلى كسر القوالب التقليدية في السرد البصري، عبر الاشتغال على تيمات معاصرة بلغة سينمائية جريئة.

وتمثل المشاركة المغربية في مهرجان Écrans Noirs خطوة إضافية لترسيخ حضور السينما المغربية في التظاهرات الإفريقية والدولية، وهو ما يعكس الدينامية المتصاعدة التي يعيشها القطاع، سواء على مستوى الإنتاج أو الإخراج أو التمثيل.

وقال المنظمون إن المهرجان استقبل المهرجان ما يقارب 800 فيلم، اختير منها 50 فيلما، منها 36 فيلما قصيرا، و5 أفلام روائية، و5 أفلام روائية من وسط إفريقيا، و5 أفلام وثائقية.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

خريبكة: تكريم مستحق للمخرج منصور صورا واحتفاء خاص بالسينما الموريتانية

الاحتفاء بالسينما الموريتانية ليس ترفا وليس احتفالا من أجل الاستهلاك بل هو ضرورة تدبيرية لدعم …