رحيل عملاق السينما الأمريكية روبرت ريدفورد

مبدع استثنائي مخرج وممثل ومنتج وكاتب سيناريو ومدافع عن البيئة والسينما المستقلة

أعلن اعتزاله سنة 2028 وفي دجنبر 2019 حظي بتكريم استثنائي في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش (الدورة 18) تقديرا لمسيرته المتفردة التي ميزت تاريخ السينما المعاصرة…

بيت الفن

فقدت السينما الأمريكية واحدا من عمالقتها ويتعلق الأمر بالمخرج والممثل والمنتج وكاتب السيناريو والمدافع عن البيئة والسينما الحرة، روبرت ريدفورد، الذي توفي اليوم الثلاثاء 16 شتنبر 2025 في ولاية يوتا عن 89 عاما.

وفارق الممثل اليساري الملتزم على مدى ستة عقود وأحد أبرز عرابي السينما المستقلة في الولايات المتحدة، الحياة “في منزله بمنتجع سندانس في جبال يوتا، المكان الذي أحبه، محاطا بمحبيه”، وفق ما أعلنت وكيلة أعماله سيندي بيرغر في بيان، مشيرة إلى أن عائلته “تطلب احترام خصوصيتها”.

وقالت ميريل ستريب التي شاركته بطولة فيلم “أوت أوف أفريكا” سنة 1985، في بيان تلقته وكالة فرانس برس “رحل أحد الأسود”. وأضافت الممثلة الأمريكية البالغة 76 عاما “ارقد في سلام يا صديقي العزيز”.

وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بريدفورد مؤكدا أنه ممثل “عظيم”. وقال قبل مغادرته في زيارة دولة إلى المملكة المتحدة “مرت سنوات لم يبرز خلالها أحد أفضل منه”.

جسد ريدفورد بجاذبيته وقدراته التمثيلية اللافتة جانبا مشرقا لبلاده، إذ كان مناصرا للبيئة وملتزما ومستقلا ونجما سينمائيا لامعا طبع المكتبة السينمائية بأفلام استحالت من الكلاسيكيات.

ورأت الممثلة جين فوندا، شريكته في عدد كبير من الأفلام، أن الممثل المولود في كاليفورنيا كان يمثل “أمريكا التي علينا أن نستمر في النضال من أجلها”.

في بداياته، حقق النجم الشاب ذو الشعر الأشعث نجاحا باهرا إلى جانب بول نيومان في دور رجل خارج عن القانون ذي شخصية جذابة في فيلم الويسترن الأمريكي “بوتش كاسيدي أند ذي سندانس كيد” في العام 1969.

وقد عرف الممثل المولود في 18 غشت 1936 في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا لأب محاسب، بتأييده للديموقراطيين ودفاعه عن قبائل الأميركيين الأصليين.

عرضت عليه الاستوديوهات الهوليوودية الكبرى حوالي 70 دورا، معظمها لشخصيات إيجابية وملتزمة مثل “ثري دايز أوف ذي كوندور” أو رومانسية مثل “ذي غرايت غاتسبي”. وأثار التعاطف بأدائه حتى في أدوار الشر كما الحال في “بوتش كاسيدي أند ذي سندانس كيد” و”ذي ستينغ”، وصولا إلى أحدث أفلامه 2018 “ذي أولد مان أند ذي عن” (الرجل العجوز والبندقية).

ومن أبرز المحطات في مسيرته، مشاركته في سبعة أفلام من إخراج سيدني بولاك.

ورغم حصوله على جائزة الأوسكار عام 2002 عن مجمل أعماله، إلا أنه لم يحصل على أي من هذه المكافآت عن فيلم محدد كممثل، مع أن الكثير من أدواره نالت استحسانا في أعمال شهيرة مثل “جيرميا جونسون” (السعفة الذهبية عام 1972)، و”آل ذي بريزيدنتس من” (أربع جوائز أوسكار عام 1977)، و”أوت أوف أفريكا” (سبع جوائز أوسكار عام 1986).

دفعه شغفه بالسينما إلى الانتقال للعمل خلف الكاميرا. وقد أكد ريدفورد في تصريحات له كمخرج، “لا أحب أن أكون ممثلا. كممثل، لا أحب أن أكون مخرجا”.

وفي سجله الإخراجي أعمال عديدة بينها فيلم “أورديناري بيبل” الذي فاز بجائزتي أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج عام 1981، ثم فيلم “إيه ريفر رانز ثرو إت” (1992)، و”كويز شو” (1994)، و”ذي هورس ويسبرر” (1998)، و”لايونز فور لامبز” (2007)، و”ذي كومباني يو كيب” (2012).

أصبحت جبال يوتا حيث توفي، معقله بعد طفولة أمضاها في كاليفورنيا وفترة دراسة في جامعة كولورادو.

في نونبر 2016، منحه الرئيس باراك أوباما وسام الحرية الرئاسي، أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة.

في 2018، بعد فيلم “ذي أولد مان أند ذي عن” مباشرة، أعلن الرجل الثمانيني اعتزاله العمل السينمائي بعد مسيرته حافلة بالعطاء الفني.

وفي حفل استثنائي احتضنه قصر المؤتمرات بمراكش، في دجنبر 2019، حظي روبرت ريدفورد، عملاق السينما الأمريكية وأحد أعلام السينما العالمية، بتكريم خاص في إطار الدورة 18 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تقديرا لمسيرته المتفردة التي ميزت تاريخ السينما المعاصرة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

روح الراحلة نعيمة المشرقي تحلق في سماء المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

تميز حفل التكريم بإلقاء شهادات في حق الراحلة نعيمة المشرقي قدمها كل من المخرجين محمد …