خريبكة: تكريم مستحق للمخرج منصور صورا واحتفاء خاص بالسينما الموريتانية

الاحتفاء بالسينما الموريتانية ليس ترفا وليس احتفالا من أجل الاستهلاك بل هو ضرورة تدبيرية لدعم الدبلوماسية الرسمية التي يقودها ويرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بنظرته الاستراتيجية الثاقبة…

بيت الفن

وسط أجواء احتفالية تعكس عمق العلاقات الثقافية المغربية الإفريقية، انطلقت مساء السبت 21 يونيو 2025، فعاليات الدورة 25 من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، باحتفاء خاص بالسينما الموريتانية ضيفة المهرجان، بحضور عرابها المخرج العالمي عبد الرحمان سيساكو، وسفير موريتانيا بالمغرب، أحمد ولد باهية. وبتكريم مستحق للمخرج السنغالي منصور صورا واد، تقديرا لمسيرته الفنية الثرية وإسهاماته المتميزة في تعزيز حضور السينما الإفريقية على الساحة الدولية.

ومن أقوى لحظات حفل افتتاح المهرجان، الذي يستمر إلى غاية 27 يونيو 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تسليم درع الاحتفاء بالسينما الموريتانية لعرابها عبد الرحمان سيساكو اعترافا بما قدمه للسينما الإفريقية من أفلام وصلت إلى العالمية، واعتبارا لكونه مخرج أول فيلم موريتاني (تمبوكتو) يتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، ويتوج في فرنسا بسبع جوائز سيزار، من بينها جائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل فيلم.

في السياق نفسه، أعرب سفير موريتانيا بالرباط، أحمد ولد باهية، عن اعتزازه بتكريم السينما الموريتانية في مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية الذي راكم، على مدى عقود، تجارب ناجحة ساهمت في ترسيخ قيم المهنية والاحترام والعمل الثقافي الجاد، ليس في المغرب فقط، بل على مستوى القارة الإفريقية ككل، منذ انطلاقته الأولى سنة 1977.

وأبرز ولد باهية أن هذا التكريم يأتي كمحطة جديدة تعكس الروابط الثقافية العميقة بين البلدين وتعزز التعاون بينهما، وتؤسس لآفاق أرحب من الشراكة وتبادل الخبرات في المجال السينمائي، معربا عن رغبة موريتانيا في الاستفادة من التجربة السينمائية المغربية.

من جانبه قال مدير مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، عزالدين كريران، في كلمة بالمناسبة، إن السينما الموريتانية تعيش تطورا لافتا خلال السنوات الأخيرة، معتبرا حضورها علامة بارزة تميز هذه التظاهرة الفنية ذات المكانة المرموقة في المشهد السينمائي الإفريقي.

وأوضح كريران أن السينما الإفريقية قطعت أشواطا مهمة وحققت تقدما كبيرا في مختلف مجالات الإبداع، مضيفا أن الإنتاج السينمائي في القارة أصبح اليوم يفرض نفسه بقوة كطاقة إبداعية على الساحة الدولية.

وأضاف أن تكريم السينما الموريتانية يعكس الروابط الثقافية العميقة بين البلدين الجارين، اللذين تجمعهما وشائج قربى وأواصر لا حصر لها، وتاريخ وإرث ثقافي مشترك حافل، تغذيه عناصر الهوية المشتركة والإرث الثقافي الكبير الذي يجمعهما وعلى رأسه الثقافة الحسانية، التي باتت تحظى بإقرار حفظها وصيانتها دستوريا في كلا البلدين، فضلا عن أصول القبائل والأسر المشتركة. وأضاف كريران، أن احتفاء خريبكة بالسينما الموريتانية معناه تثمين تجربة إفريقية واعدة وتوطيد وشائج التبادل الثقافي والفني مع دولة تجمعها بالمغرب روابط استراتيجية متينة ضاربة في عمق الزمن، قوامها التاريخ والثقافة والتعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والتموقع في خندق واحد من أجل مواجهة التحديات الآنية والمستقبلية، وجعل إفريقيا جنوب الصحراء منارة سلم وأمان. وختم كريران تصريحه بقوله «إننا كمجتمع مدني مهتم بالثقافة والفن نسعى من خلال مهرجاننا في نسخته الخامسة والعشرين إلى تفعيل مفهوم الدبلوماسية الثقافية الموازية انخراطا في المسار التشاركي، وتأسيسا على ما سلف نقول جازمين إن الاحتفاء بالسينما الموريتانية ليس ترفا، وليس احتفالا من أجل الاستهلاك بل هو ضرورة تدبيرية لدعم الدبلوماسية الرسمية، التي يقودها ويرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بنظرته الاستراتيجية الثاقبة.

وتستضيف هذه الدورة، التي تحمل شعار «من جذبة الحكواتيين إلى صرامة الخوارزميات.. تجاذبات السينما الإفريقية»، 350 سينمائيا من 45 بلدا إفريقيا ما يعكس رغبة المنظمين في تعزيز قدرة السينما الإفريقية على مواكبة عصرها، مع تجديد أشكال السرد والإبداع البصري الخاصة بالقارة. ويشارك في المهرجان 15 فيلما طويلا من 12 بلدا إفريقيا في المسابقة الرسمية، من بينها ثلاثة أفلام مغربية هي «راضية» لخولة أسباب بنعمر، و«وشم الريح» لليلى تريكي، و«دكار كازا» لأحمد بولان.

وتتنافس، أيضا، في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام أخرى، من بينها «شاي أسود» لعبد الرحمان سيساكو، ممثلا لموريتانيا، ضيف شرف هذه الدورة، و«قصة الخريف» لكريم مكرم (مصر)، و«قنطرة» لوليد مطار (تونس)، و«أوموكاني» لجون كوييزي (رواندا)، و«صانكو، حلم الرب» لفوسيني مايغا (مالي)، و«كفى» للمخرجة أليماطا ويدراوغو (بوركينا فاسو).

وتتنافس الأفلام المختارة على ست جوائز مرموقة للمهرجان، وهي الجائزة الكبرى «عثمان صامبين»، وجائزة لجنة التحكيم «نورالدين الصايل»، وجائزة الإخراج «إدريسا ويدراوغو»، وجائزة السيناريو «سمير فريد»، وجائزة أفضل دور نسائي «أمينة رشيد»، وجائزة أفضل دور رجالي «محمد البسطاوي».

وتتولى لجنة تحكيم الفيلم الطويل مهام تقييم الأفلام المتنافسة، وهي لجنة متعددة الجنسيات برئاسة المخرج الرواندي جويل كاريكزي، وتضم إلى جانبه كلا من المخرج المغربي محمد عهد بنسودة، والممثلة المالية فاتوماتا كوليبالي، والسينمائي البوروندي ليونس نكابو، والمخرج السنغالي كلارنس توماس ديلغادو. وبالموازاة، ستشهد المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة تنافس 15 فيلما من 13 بلدا إفريقيا، من بينها «شيخة» (المغرب)، و«ممنوع الوقوف والانتظار» (مصر)، و«صورة لامرأة بلا وجه» (إفريقيا الوسطى)، و«دجاكا» (كوت ديفوار).

أما لجنة تحكيم الفيلم القصير، فيترأسها الناقد السينمائي بلال مرميد، ويشاركه في عضويتها الممثل التشادي يوسف دجاورو، والمخرجة المالية ديارا مولدي.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المركز السينمائي المغربي يحتفي بالسينما الإيفوارية في الرباط

تظاهرة سينمائية تندرج في إطار اتفاقية الإنتاج المشترك والتبادل السينمائي الموقعة بين المغرب وكوت ديفوار …