دار الشعر بتطوان تحتفي بتجربة الفنان التشكيلي محمد بوزباع

يشارك في ندوة “محمد بوزباع.. جدل الاحتراف والاختلاف” الشاعر والناقد التشكيلي العراقي علي البزاز.. والباحث والشاعر عبد الإله حبيبي.. والباحث في سوسيولوجيا الفن محمد الخشين.. والشاعر والكاتب حسن البوقديري

بيت الفن

تنظم دار الشعر في تطوان، بتعاون مع مؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم، الدورة الثالثة من برنامج “فضاءات شعرية”، مع تنظيم ندوة حول تجربة الفنان التشكيلي محمد بوزباع، يوم الأحد 10 مارس الجاري، ابتداء من الساعة السادسة مساء، بدار عبد الخالق الطريس في تطوان.

ويشارك في ندوة “محمد بوزباع.. جدل الاحتراف والاختلاف” الشاعر والناقد التشكيلي العراقي علي البزاز، والباحث والشاعر عبد الإله حبيبي، والباحث في سوسيولوجيا الفن محمد الخشين، والشاعر والكاتب حسن البوقديري.

كما يشهد اللقاء تنظيم أمسية للشعراء المشاركين في اللقاء. بينما تحيي المطربة هاجر فزاكة الحفل الفني لهذه التظاهرة، إلى جانب فرقة أصدقاء دار الشعر للموسيقى العربية.

وتقيم دار الشعر بتطوان تظاهرة “فضاءات شعرية” احتفاء بتجارب الفنانين التشكيليين، في محترفاتهم الفنية، أو في احتفاليات خاصة. وهي من التظاهرات التي تحرص فيها الدار على الجمع بين الشعر والتشكيل، إلى جانب “ملتقى الشعر والتشكيل”، وفعاليات ومحترفات أخرى…

أما في هذه الدورة، فقد اختارت دار الشعر أن تحط رحالها في دار الزعيم الوطني عبد الخالق الطريس، بوصفها واحدة من التحف المعمارية في المدينة العتيقة لتطوان، والشاهدة على العبقرية الهندسية للمغاربة في القرون الماضية.

وتأتي هذه الندوة ضمن البرنامج الثقافي للمعرض التكريمي للفنان التشكيلي محمد بوزباع، الذي يستمر إلى نهاية الشهر مارس الجاري، في رواق “بيرتوتشي”، بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية، تحت عنوان “نصف قرن من التشكيل”..

وقد شهد افتتاح المعرض حضورا قياسيا للمهتمين بتجربة بوزباع، التي انطلقت منذ سبعينيات القرن الماضي، وهو خريج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان سنة 1979 والمعهد الملكي للفنون الجميلة في العاصمة البلجيكية بروكسيل سنة 1983.

في هذا المعرض يستعيد محمد بوزباع تجربته الفنية ومراحلها من النشأة حتى نضوجها الحالي. ارتبط اسم محمد بوزباع بالبراعة في الرسم، وهو يجمع بين التقنية والخبرة الأكاديمية من جهة، وعرض الإحساس الفني وتقديمه في اللوحة. وقد استطاع أن يتمرد على التقنية بالتقنية نفسها، وأن يتجاوز مرحلة الرسم الأكاديمي بقيم وقواعد الأكاديمية نفسها. وبعد ذلك، برع في تقديم أعمال جديدة بتقنيات مختلطة، راكم فيها كل خبراته الفنية، وقدم بورتريهات ومشهديات واقعية ومناظر طبيعية، مستفيدا من جماليات المسرح والسينما، ومطورا أسلوبا فنيا اختطه لنفسه منذ البدايات.

وينظر البعض إلى عدد من أعماله على أنها “إيروتيكية”، لكنه يقول موضحا في أحد حواراته “درست بأوروبا، درست عن الجسد العاري، لكن لدي ثقافة فيها أخلاق، فعندما أرسم المرأة، أرسم وجدانها وروحها، كما أرسم الطبيعة، وأتجنب الجانب اللاأخلاقي، وذلك للتوعية برؤية جمالية، بعيدا عن أي نظرة حيوانية، وأنا لم أتعرض يوما للمنع، بل لقيت دائما الترحيب. الرقابة، فهي موجودة، لكن على الفنان أن يعرف كيف يوصل الرسالة وكيف يمررها بأسلوب رمزي، فلا يمكن استعمال أسلوب تقريري مباشر في هذا الإطار. وما قد يمنع في القاعات العمومية يمكن عرضه بالقاعات الخاصة”.

ويشرح “أسعى إلى التعبير بحرية عن كرامة الإنسان، بحيث أن الجرأة هي التعبير عن الأشياء التي لا تقولها اللغة العادية فأنا أبوح بها بحرية، لكن في قالب غير مباشر، وإنما يدفعني إلى التفكير، واعتماد المعرفة بسيكولوجية الشخصية وسوسيولوجية الشخصية، والمعرفة الأركيولوجية في إبراز معالم المدينة العتيقة عبر أعمال الفن، والأبواب القديمة تجر وراءها تاريخا، حتى الطبيعة لا أرسمها كما هي وإنما أرسم الطبيعة الحالمة، أي كما أراها في حلمي”.

هكذا، تقوم الممارسة التشكيلية عند بوزباع على التفرد والتمرد أيضا، كما تلخص ذلك أيقونة الحصان، الذي اشتهر برسمه، وهو يشكل جوهر وعيه التشكيلي، حيث يرمز للجموح والشموخ والقوة والحركة، مثلما اشتهر برسم الوجوه وفق تعبيرية جديدة، من خلال تفاصيل الملامح وجاذبية النظرات الحادة والحركات الدالة في فضاء اللوحة، هذا الفضاء الذي أثثه بوزباع بالكثير من الخطوط والأشكال التي منحت لوحته التشكيلية خلفية تتحدى الفراغ، بطاقة قوية وقدرة كبيرة على التعبير والإيحاء.

جدير بالذكر أن الفنان التشكيلي، محمد بوزباع، أقام سلسلة من المعارض الفردية والجماعية، التي جمعته مع كبار التشكيليين عبر العالم، منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي، في المغرب وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا والاتحاد السوفيتي سابقا. ولمع اسمه على الصعيد الوطني منذ المعرض الكبير الذي أقامه سنة 1987 في رواق “نظر” بالدارالبيضاء، إضافة إلى معارضه في تطوان وطنجة والرباط وغرناطة ومدريد ومارسيليا، وهي معارض فردية.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

دار الشعر بتطوان تجمع ما بين القصيدة الفصيحة والعامية في أمسية كبرى

ليلة من مائة ليلة وليلة جمعت بين شعراء ينتمون إلى تجارب متجاورة ومتغايرة ويتعلق الأمر …