بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
بيت الفن
تابع جمهور الدورة الـ24 لأيام قرطاج المسرحية العرض المغربي “شمس” للمخرج أمين بودريقة، بقاعة الفن الرابع بالعاصمة التونسية، ضمن عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، الذي تتواصل فعالياته إلى 10 دجنبر 2023.
في هذا العرض المسرحي، الذي يمتد لـ 60 دقيقة، ألقى المخرج المغربي أمين بودريقة الضوء على العنف الجنسي، الذي يعتبر من القضايا الاجتماعية المسكوت عنها في المجتمع المغربي والعربي على حد سواء.
وتتمحور أحداث المسرحية، التي يشخص أدوارها كل من حسنة طمطاوي وهاجر الشركي وإسماعيل علوي وزينب علجي، حول علاقة رجل وامرأة تعارفا في مصنع يعملان به، وتتوج علاقتهما بالزواج، لكن هذا الزواج تحول إلى كابوس في حياة الزوجة شمس.
ويمنح المخرج، في مسرحيته الزوجة «شمس»، النصيب الأوفر من الحوار، وكأنه بذلك يمنحها مساحة مهمة من الحرية للتعبير عن كوامن الذات، وعن الأحاسيس التي تخالجها، فهذه “الشمس” خفت شعاعها بعد الزواج، فهي التي كانت في ما مضى تبحث عن تحقيق معنى لحياتها داخل مجتمعها، لكنها أصبحت في ظل الحياة الزوجية أسيرة لزوج تحكمه النزعة الذكورية، فاقتصر دورها على إعداد الطعام وترتيب البيت وإشباع الرغبات الجنسية لزوجها.
ويركز أمين بودريقة على الحالة النفسية المنهارة للزوجة «شمس»، التي لم يكن اختيار اسمها اعتباطيا، والتي تمثل نموذجا لعدد كبير من النساء في المغرب والعالم العربي، فتطرق إلى العنف الجنسي المسلط عليهن، وما يخلفه من حالة اكتئاب، ومعاناة نفسية جسيمة.
كما تطرق أيضا إلى حالات الاكتئاب التي تعاني منها المرأة بعد الإنجاب، وآثارها السلبية على العلاقة الأسرية، وعدم مبالاة الرجل بما يمكن أن يترتب عليها من مخلفات نفسية حادة على الزوجة.
وبقدر ما يغوص هذا العمل المسرحي في الجانب النفسي للمرأة المعنفة لإبراز آثاره ومخلفاته، فإنه أيضا يطرق أبواب المسكوت عنه، ويلقي الضوء عليه، لعل “الشمس” تشرق من جديد.
جدير بالذكر أن الدورة الـ24 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية تقام في الفترة من 2 إلى 10 دجنبر الجاري، بمشاركة 62 عرضا مسرحيا من 28 دولة.
وإلى جانب العرض المغربي «شمس»، تشارك في المهرجان، وضمن المسابقة الرسمية، مجموعة من العروض المسرحية المهمة، نذكر منها مسرحية “أمل” من العراق، للمخرج جواد الأسدي، ومسرحية “أنتيجوني” من الأردن، للمخرج حكيم حرب، ومسرحية “صمت” من الكويت، للمخرج سليمان البسام، و”تراب الجنون” للمخرج حسين مختار من الجزائر، و”حكم نهائي” للمخرجة رضوى الشريف من مصر، و”أغنية الرجل الطيب” للمخرج مهند كريم من الإمارات العربية المتحدة، و”220 مسكنا – لوحة تاريخية إفوارية” للمخرج سوسوليمان من كوت ديفوار، وتشارك تونس بعرض “الفيرمة” للمخرج غازي الزغباني، و”الهروب من التوبة” للمخرج عبدالواحد مبروك.
