اتحاد كتاب المغرب

بعد 5 سنوات من تجميد عضويته.. المغرب يعود إلى اتحاد الكتاب العرب

بيت الفن

وافق مجلس اتحاد الكتاب العرب بالإجماع على إعادة اتحاد كتاب المغرب إلى الأمانة العامة للاتحاد، بعد أكثر من خمس سنوات من تجميد عضويته، لتعزيز التضامن العربي ووحدة الصف الثقافي العربي.

جاء ذلك خلال انعقاد القمة الأدبية العربية – الإفريقية، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بالتزامن مع انعقاد اجتماع مجلس اتحاد الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بمشاركة وفود من أكثر من دولة.

وفي هذا السياق أصدر اتحاد كتاب المغرب بلاغا في شأن حضوره ومشاركته في اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بنواكشوط، ورد فيه “كما هو معلوم، عَبر بلاغ سابق للمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، سافر ممثلا الاتحاد رئيس الاتحاد عبد الرحيم العلام ومستشار الاتحاد عبد المجيد شكير إلى نواكشوط، على إثر الإقصاء غير المبرر الذي تعرض له اتحاد كتاب المغرب، على مدى أزيد من خمس سنوات، باستبعاده من حضور مؤتمرات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب واجتماعات مجلسه، والمشاركة فيها”.

وقد بادر ممثلا اتحاد كتاب المغرب، في اليومين الأوليين من وجودهما بنواكشوط، إلى الاستقصاء حول أسباب عدم دعوة الاتحاد من لدن الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، على مدى دورات خلت، لحضور مختلف الفعاليات سالفة الذكر والمشاركة فيها، هنا وهناك، وبعد التحري في الموضوع على مستوى رسمي، داخل لجنة مغاربية، وعلى مستوى اجتماع مجلس الاتحاد العام، قرر المجلس، رسميا، في بيانه الختامي عودة اتحاد كتاب المغرب إلى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عبر تأكيد عضويته داخل هذا الصرح الثقافي العربي الكبير”.

وموازاة مع ذلك، شارك اتحاد كتاب المغرب في جلسة ختامية خاصة بالمنتدى العربي الإفريقي للآداب والثقافة، الذي تم تأسيسه بنواكشوط، بحضور ممثلي اتحادات وروابط وجمعيات وأسر ومجالس الكتاب العرب وممثلي بعض الهيئات الثقافية الإفريقية، وتقدم اتحاد كتاب المغرب، خلال هذا الاجتماع، ببعض مقترحاته لتطوير عمل هذا المنتدى، إن على المستوى التنظيمي أو على مستوى الأنشطة، وهي الاقتراحات التي حظيت بترحيب كبير من لدن ممثلي مختلف الهيئات المشاركة في الاجتماع.

كما حضر اتحاد كتاب المغرب الجلسة الختامية لأشغال مجلس الاتحاد العام، التي تم خلالها تلاوة البيانات الصادرة عن اجتماع مجلس الاتحاد العام، بما فيها البيان الختامي الذي تضمن تأكيد عضوية اتحاد كتاب المغرب ومشاركته، إلى جانب باقي الهيئات العربية الأخرى، في الدورة الحالية لمجلس الاتحاد العام.

وتم تشريف اتحاد كتاب المغرب، بتكريم ممثليه، بتسليم كل منهما درع اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، بمثل ما تم تشريف رئيس الاتحاد بتسليم إحدى جوائز المسابقة الأدبية، للفائز بها من الشقيقة موريتانيا، في حفل كبير وبهيج، حضرته عديد من الشخصيات الرفيعة، على رأسها وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي الموريتاني، والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وعدد من ممثلي هيئات الكتاب والأدباء في العالم العربي وأفريقيا.

وشهدت القمة، خلال أربعة أيام، ندوات فكرية وأمسيات شعرية شارك فيها عدد من قادة جمعيات وأندية الأدب العربي في بعض الدول الإفريقية والعربية، كما تم تقديم عروض ومحاضرات حول “القلم وثوابت الهوية والقيم”، وحول واقع الأدب العربي في إفريقيا والصحراء وسبل مد جسور التواصل بين الأدباء في العالم العربي وأشقائهم في دول إفريقيا لاسيما في الدول الإفريقية ذات العطاء الأدبي والثقافي باللغة العربية.

وركز المحاضرون على أهمية الحرص على اللغة العربية وأن تظل حاضرة بمقولها ومنقولها وتراثها وموروثها.

وأجمع المحاضرون على أن أول سلاح يجب أن نحمله أمام التحديات التي تواجهنا هو الاعتزاز بلغتنا العربية والاطمئنان إلى خلودها بالنص القرآني المحكم “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”، مؤكدين أن اللغة العربية هي لغتنا وهويتنا وهي الوعاء الحامل لتراثنا وقيمنا بضياعها نضيع، ومن واجبنا أن نجسد ذلك من خلال أقلامنا.

كما شهدت اجتماعات الأمانة العامة خطوات عملية تركز على تعزيز حضور القضية الفلسطينية وأدب المقاومة في السرديات العربية بمختلف حقولها.

وأكد بيان فلسطين الصادر في نهاية الاجتماع ضرورة الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع المجازر التي شهدها التاريخ.

وثمن البيان الفعل الشعبي الضاغط على الحكومات في هذا الاتجاه، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود الضاغطة على الحكومات لوقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، ومنع تهجيره من أرضه.

كما أدان البيان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وطالب بوضع حد لهذه الاعتداءات.

وأوصت القمة بتفعيل العمل الثقافي العربي المشترك كضرورة تحتمها الظروف الإقليمية والدولية الراهنة بوصف المثقفين طليعة الأمة وحاملي مشاعل تنويرها، وإنشاء جائزة أدب المقاومة في الأقطار العربية.

كما تضمنت التوصيات ضرورة البحث عن صيغ فاعلة للتعاون العربي – الإفريقي، والاتفاق على مقترح اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بإطلاق منتدى عربي – أفريقي للثقافة، وفق آلية يتفاهم عليها بين الاتحاد العام والتجمعات الأدبية العربية المهتمة وجمعيات الأدب العربي في إفريقيا، وتفعيل مشروع بروتوكول التعاون المقترح مع اتحاد الكتاب الصينيين، وتفعيل مشروع النشر المقترح مع دار الهلال المصرية لنشر الإبداع والترجمة العكسية.

وفي الجلسة الختامية للقمة تم تكريم الفائزين بمسابقة “القلم والقيم”، وتوقيع مذكرات تعاون بين اتحاد الكتاب الموريتانيين وبعض الاتحادات، منها اتحاد الكتاب العرب في سوريا، ونقابة الكتاب في مصر، ورابطة الأدباء الكويتيين، كما تم تكريم رؤساء الاتحادات المشاركة.

وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان بالوكالة، المختار داهي، أن المحظرة هي المدرسة التي حفظت تراث الضاد في هذه البقعة من العالم، ومن ظلال خيمتها الوارفة انسابت الكلمات عذبة من أقلام حبرت القريض وأسالت الحبر الذهبي، بعيون الشعر، ودرر الفقه وعيون التفسير، ودونت السيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، وسير “علماء التكرور”.

وأشار إلى أن موريتانيا كانت الجسر الذي عبرت عليه الثقافة العربية الإسلامية إلى الكثير من بقاع العالم، منها إفريقيا. مضيفا أن الماضي المشترك والمصير الواحد يجعلان تعزيز تلك الروابط وبناء روابط جديدة ضرورة للعيش في حاضر لا يرحم الفردية ولا يعترف بالأنانية.

وقال إن موريتانيا تفتح الباب على مصراعيه لأي تعاون يسعى لخدمة الثقافة والسلام والنماء، وإن الحدود والبيوت والقلوب مفتوحة للجميع في أي وقت وتحت أي ظرف.

من جانبه، أكد رئيس اللجنة التحضيرية لاجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والقمة الأدبية العربية – الإفريقية، محمد سالم ولد الصوفي، أن الاتحاد جدد دعمه الكامل للأشقاء الفلسطينيين، وفي قطاع غزة بصفة خاصة، في مواجهة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي الغاصب، واستمرار الدعم العربي الكامل للحق الفلسطيني بوصف القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية.

كما أكد ترحيب أعضاء الاتحاد بدعوة وزيرة الثقافة التونسية لاستضافة المؤتمر المقبل في الفترة من 13 إلى 16 يناير 2024.

بدوره، قدم رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا، الدكتور محمد الحوراني، درع الاتحاد للدكتور خليل النحوي رئيس اتحاد الكتاب الموريتانيين، مؤكدا ضرورة تعزيز العلاقات الثقافية بين سوريا وموريتانيا، إسهاما برص الصف والذود عن الهوية وصون الثوابت، ولاسيما أن موريتانيا منصة للتلاقي الحضاري بين إفريقيا والعالم العربي، كما أن عمق الثقافة السورية القائمة على صون اللغة العربية والهوية الحضارية من شأنه أن يجعل المؤسسات الثقافية والتعليمية السورية شريكا أساسيا في هذا الشأن.

وكانت القمة الأدبية العربية – الإفريقية شهدت لقاءات بين اتحادات الكتاب العرب والاتحادات والنوادي الأدبية في عدة دول إفريقية، منها ساحل العاج ومالي وغامبيا والنيجر والسنغال وتشاد ونيجيريا، وعرض الكتاب الأفارقة خلالها معاناتهم نتيجة المحاولات المدعومة غربيا، والرامية إلى القضاء على الثقافة واللغة العربيتين في دولهم، ومحاولات تشويه الهوية الحضارية لأبناء إفريقيا، مطالبين الدول العربية واتحادات الكتاب والمؤسسات الثقافية بمساعدتهم في تعزيز لغتهم العربية وتجذير هويتهم والحفاظ عليها.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الجمعية المغربية لنقاد السينما

الجمعية المغربية لنقاد السينما تجدد تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني

 موقف نابع من إيمان راسخ بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني..وقدرة السينما على دعم ونشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *