بيت الفن
حازت مسرحية “شمس” للمخرج المغربي أمين بودريقة جائزة التانيت الفضي، لأيام قرطاج المسرحية الـ24، التي اختتمت 10 دجنبر 2023، بتتويج العرض الكويتي “صمت” لمخرجه سليمان البسام بـ”التانيت الذهبي”، بينما ذهب “التانيت البرونزي” للعرض التونسي “فيرمة “لمخرجها غازي الزغباني.
وبالإضافة إلى “التانيت الذهبي” حظيت مسرحية “صمت”، التي تتمحور أحداثها حول تداعيات انفجار مرفأ بيروت، بجائزة أحسن نص مسرحي لسليمان البسام، وجائزة أحسن ممثلة للسورية حلا عمران، في حين حصل التونسي غازي الزغباني على جائزة أحسن ممثل عن دوره في مسرحية “فيرمة”، التي نال مخرجها غازي الزعباني جائزة أحسن سينوغرافيا.
ويلقي العرض المسرحي المغربي “شمس” الضوء على العنف الجنسي، الذي يعتبر من القضايا الاجتماعية المسكوت عنها في المجتمع المغربي والعربي على حد سواء.
وتتمحور أحداثه حول علاقة رجل وامرأة تعارفا في مصنع يعملان به، وتتوج علاقتهما بالزواج، لكن هذا الزواج تحول إلى كابوس في حياة الزوجة شمس.
ويمنح المخرج أمين بودريقة، في مسرحيته الزوجة “شمس”، النصيب الأوفر من الحوار، وكأنه بذلك يمنحها مساحة مهمة من الحرية للتعبير عن كوامن الذات، وعن الأحاسيس التي تخالجها، فهذه “الشمس” خفت شعاعها بعد الزواج، فهي التي كانت في ما مضى تبحث عن تحقيق معنى لحياتها داخل مجتمعها، لكنها أصبحت في ظل الحياة الزوجية أسيرة لزوج تحكمه النزعة الذكورية، فاقتصر دورها على إعداد الطعام وترتيب البيت وإشباع الرغبات الجنسية لزوجها.
ويركز أمين بودريقة على الحالة النفسية المنهارة للزوجة “شمس”، التي لم يكن اختيار اسمها اعتباطيا، التي تمثل نموذجا لعدد كبير من النساء في المغرب والعالم العربي، فتطرق إلى العنف الجنسي المسلط عليهن، وما يخلفه من حالة اكتئاب، ومعاناة نفسية جسيمة.
كما تطرق، أيضا، إلى حالات الاكتئاب التي تعاني منها المرأة بعد الإنجاب، وآثارها السلبية على العلاقة الأسرية، وعدم مبالاة الرجل بما يمكن أن يترتب عليها من مخلفات نفسية حادة على الزوجة.
وبقدر ما يغوص هذا العمل المسرحي في الجانب النفسي للمرأة المعنفة لإبراز آثاره ومخلفاته، فإنه أيضا يطرق أبواب المسكوت عنه، ويلقي الضوء عليه، لعل “الشمس” تشرق من جديد.
العرض من بطولة حسنة طمطاوي وهاجر الشركي وإسماعيل علوي وزينب علجي.
وخلال حفل الختام، كرم المهرجان الفنان الراحل مؤسس أيام “قرطاج المسرحية” المنصف السويسي وفاء وعرفانا لما قدمه طيلة مسيرته الفنية من أعمال مسرحية فنية خالدة تجاوز عددها الستين عملا، وأبرزها “عطشان يا صبايا” و”باي باي لندن” و”نمرود” والهاني بودربالة”.
وأضاف أن ما ميز هذه الدورة هو الانفتاح على تجارب شتى ومد جسور التواصل بين المسرح التونسي والعربي والإفريقي.
وقال معز مرابط، مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية، أن هذه الدورة كانت ناجحة بفضل جهود جميع العاملين والمشاركين في المهرجان، الذي احتفى بمرور 40 سنة من الاستمرارية ومراكمة التجربة، مؤكدا أن أيام قرطاج المسرحية كرست حضورها كموعد مشعا ومتوهجا”.
كما أكد المرابط أنه “تم تنظيم هذه الدورة، من منطلق الإيمان بأن المسرح تعبير المقاومة واحترام حقوق الإنسان لذلك اتخذت هذه الدورة شعار بالمسرح نحيا بالمسرح نقاوم”.
وتابع “لقد صممنا أن نضع هذه الدورة على درب المقاومة لإيقاف همجية العدوان الغاشم ووضع حد لاغتصاب الأرض ورفض كل أساليب التطهير العرقي التي تحصل في أرض فلسطين”.
وأضاف: “الفنان برهافة حسه يواجه اليوم الاستبداد ويمهد السبيل لبناء عالم أكثر سلم وألفة.
وانطلقت فعاليات الدورة 24 للمهرجان يوم 2 من دجنبر الجاري، بمشاركة أكثر من 60 عملا مسرحيا من 28 دولة.
وتنافس على جوائز المهرجان 11 عملا مسرحيا من تونس والإمارات والجزائر والكويت والأردن، والمغرب ومصر وسوريا والعراق وساحل العاج.
وشمل برنامج الدورة عروضا مسرحية موازية من دول عربية وأفريقية، بالإضافة إلى عروض ضمن أقسام تعبيرات مسرحية في المهجر ومسارات ومسرح العالم، وورش تدريب وعروض مسرحية في السجون.