في فيلمه الجديد الذي نال مؤخرا جائزة أفضل ممثل للفنان محمد خويي بمهرجان القاهرة السينمائي (فئة الفيلم العربي) وتم عرضه في بانوراما مهرجان مراكش الدولي للفيلم يواصل المخرج داود أولاد السيد…
بيت الفن
في فيلمه الجديد “المرجا الزرقا”، الذي نال مؤخرا جائزة أفضل ممثل للفنان محمد خويي بمهرجان القاهرة السينمائي (فئة الفيلم العربي)، وتم عرضه في بانوراما مهرجان مراكش الدولي للفيلم، يواصل المخرج المغربي داود أولاد السيد الاحتفاء بجمال الفضاءات الصحراوية المفتوحة ونسج حكايات إنسانية عميقة بلمسة سينمائية ساحرة.
تدور أحداث الفيلم الفيلم (85 دقيقة) في صحراء آسا، حيث يقود الجد علال (محمد خيي) حفيده الكفيف يوسف (يوسف قدير) في رحلة بحث عن بحيرة أسطورية تعرف بـ”المرجا الزرقا”. يوسف، الذي فقد بصره بعد حادث مأساوي أودى بحياة والديه، يجد في آلة التصوير نافذته الخاصة لرؤية العالم، يلتقط عبرها تفاصيل الطبيعة والأصدقاء وابنة الجيران زينب.
وتدور أحداث الفيلم حول صبي يبلغ من العمر 12 عاما، يتيم وكفيف، يعيش مع جديه في قرية نائية في الصحراء. في أحد الأيام، فاجأه جده بشراء كاميرا. ويشرع في تصوير ما لا يستطيع أن يراه. يسمع “يوسف”، عن مكان يدعى المرجة الزرقاء ويقرر أن يزوره مرفوقا بآلة التصوير، رغم رفض الجد، إلا أنه سيرضخ في الأخير لهذه الرغبة العنيدة للطفل.
تجربة داوود أولاد السيد الجديدة، “تسير وفق النسق السينمائي الذي عودنا عليه صاحب “باي باي سويرتي”، و”عود الريح”، و”في انتظار بازوليني”، و”الجامع” و”كلام الصحرا”، حيث الوفاء لفضاء الصحراء والمراهنة على المتعة البصرية، من خلال مشاهد تتقاطع وتتوحد فيها بشكل خلاق، الفنون البصرية، أساسا منها الفوتوغرافيا والتشكيل، الى جانب توظيف التراث الموسيقي والأزياء العادات والتقاليد الغنية المنتمية لمناطق منسية هناك في جنوب الجنوب.
في فيلمه الجديد “المرجة الزرقاء” تفوق داود أولاد السيد في إدارة فريق التمثيل، ونجح في خلق انسجام بين ممثلين مخضرمين، مثل محمد خيي وحسنة طمطاوي، والطفل يوسف قدير، الذي لم يقف من قبل أمام الكاميرا إضافة لكونه مكفوفا.
إلى جانب الأداء المتميز للممثل محمد خويي الذي أثبت أنه مشخص فوق العادة، وممثل تفوق على ما قدمه من قبل، تميز الفيلم بعمل تقني متقن، تجسد في التصوير البانورامي، الذي أبدعه مدير التصوير علي بنجلون، والهندسة الصوتية لسارة قدوري، التي أسهمت في التقاط نبض المكان. استغرق إنتاج الفيلم أربع سنوات، ليكون انعكاسا لنهج أولاد السيد، الذي يتميز بالصبر والتأني في صناعة أعماله السينمائية.