الإيقاعات الإفريقية تصدح في سماء الرباط وإيمان الشريف ونصر ميكري يتألقان في حفل أسطوري
بيت الفن
في أجواء احتفالية هيمنت على سماء مارينا الرباط، وأمام جمهور قياسي فاق التوقعات، أسدل الستار على الدورة العاشرة من المهرجان الدولي للثقافة والفنون “صيف الاوداية” بسهرة ملتهبة من توقيع الفنانة التونسية إيمان الشريف والمجموعة الإيفوارية Awalé Afrika، تجسيدا للبعد الإفريقي للمغرب واحتفالا بالرباط عاصمة الثقافة الإفريقية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
المطربة التونسية إيمان الشريف تتسلم جائزة “حسن مكري”
من أقوى لحظات المهرجان تتويج المطربة التونسية إيمان الشريف بجائزة “حسن مكري” التي تمنحها لجنة الجوائز التابعة للمجلس الوطني للموسيقى عضو المجلس الدولي للموسيقى، الشريك الرسمي لليونسكو.
وتسلمت المطربة التونسية الجائزة من الفنان نصر مكري بصفته ابن الراحل الموسيقار حسن مكري، رفقة مصممة الأزياء فاطمة الجراري، ومرة أخرى فاجأت الفنانة التونسية كلا من الجمهور ونصر مكري، حيث ألحت كي يغنيا بشكل مشترك أغنيتي “ليلي طويل” وأغنية و”يا خليلة”. وكان الأمر يتعلق بـ”ديو” جميل تلقائي ودون تحضير مسبق صفق له الجمهور بحرارة.
كما قدمت إيمان الشريف باقة من أغانيها التي أمتعت جمهور المهرجان المتفاعل، وشكلت مفاجأة بكل المقاييس، فقد تغنت بالمغرب والتحفت بعلمه الوطني وأنشدت من أشهر أغانيه لعبد الوهاب الدكالي وناس الغيوان، إلى جانب أشهر وأجمل الأغاني التونسية.
وبدأت المغنية المتحدرة من مدينة نابل التونسية، الغناء في سن السادسة من عمرها، وأدت الطرب الذي تتقنه تماما بفضل صوتها الذي صقلته من خلال دراستها بمعهد الموسيقى والغناء في الحمامات.
وتمكنت إيمان شريف من أداء أغاني أم كلثوم وفيروز بشكل رائع في سنة 2003، وأطلقت أغنيتها الأولى “قمرة” وهي من كتابتها وتأليفها وغنائها مع صلاح مصباح، بعد ذلك نجحت إيمان في أن تصبح معروفة في العالم العربي، وتركيا وفرنسا. راكمت العديد من الأعمال الغنائية رفقة المجموعة التي أنشأتها حولها من موسيقيين موهوبين، وقدمت معهم أول عروضها في “زينيث” بالعاصمة الفرنسية باريس عام 2007. بعدها شاركت في العديد من المهرجانات والجولات في أوروبا وآسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، وقد حققت ألبوماتها نجاحا كبيرا.
الفرقة الإيفوارية “أوالي أفريكا” صوت إفريقيا في المهرجان
أعتلى منصة السهرة الختامية أعضاء الفرقة الإيفوارية “أوالي أفريكا” Awalé Afrika التي قدمت طبقا فنيا إفريقيا ممتعا وساحرا زاد جرعات إضافية في حماس الجمهور الكبير، وحظي بتفاعله ونال تصفيقاته القوية، إلى درجة طالب الفرقة الإيفوارية عدم مغادرة المنصة والاستمرار في تقديم المزيد، على منصة الاوداية المترقرقة على ضفة نهر أبي رقراق، بالعاصمة الرباط التي احتضنت تأسيس الفرقة سنة 2019، تحت الإدارة الفنية للفنان نافارو مبمبا، وتتكون من فنانين أفارقة يتقنون الموسيقى والرقص الإفريقيين في بلادهم ساحل العاج، بالإضافة إلى أنماط موسيقية أخرى أكثر حداثة.
لذلك تحرص على تقديم رقصات إفريقية من الرصيد الغنائي والموسيقي الإفريقي الغني والمتنوع بقديمه وحديثه بإتقان فني كبير، بما فيها الكاريبي والمغربي، في إطار مزج فني ذكي وأنيق للإيقاعات الساحرة. مما أضفى على السهرة الختامية للدورة العاشرة لمهرجان صيف الاوداية طابعا إفريقيا أخاذا، يتناغم مع التوجه المغربي نحو جذوره الإفريقية، ويكرس الاحتفال بالرباط عاصمة الثقافة الإفريقية، أمام جمهور استثنائي ذواق، وهو ما جعل من السهرة الختامية مسك الختام بالفعل.
معرض تشكيلي جماعي يحتضنه رواق باب الكبير
شهد المهرجان الذي جرى تنظيمه، من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) والمجلس الوطني للموسيقى، بدعم ولاية الرباط سلا القنيطرة، تنظيم معرض تشكيلي جماعي يحتضنه رواق باب الكبير إلى غاية يوم 5 عشت 2022، ويضم لوحات محمد عشاتي، حياة القادري الحسني، عبد السلام أزدم، عز الدين هاشمي إدريسي، ثوريه ليسر، نزهة بناني، منجية شقرون، محمد أمين بن يوسف، ليلى بن حليمة، أمل الفلاح، وعبد الملك بومليك.