عبد الإله الجوهري

كيف تصبح ناقدا.. يشار لك بالبنان والطماطم والرمان..

عبد الإله الجوهري

اجمع عشر مقالات، أو أقل، مكتوبة كيف ما اتفق، بوعي نصف نقدي مضبب، مقالات لا يوحدها أي رابط فني أو فكري، اللهم رابط اللغو الكلامي في الصباح الباكر، أو هدرزة منتصف الليل عن السوليما المغربية والدولية، وانشرها في كتيب من الحجم الصغير أو المتوسط، بطبعة رديئة، طبعت في مطبعة ولاشك تربطك بصاحبها علاقات الصداقة والمحبة، مطبعة متساهلة متسامحة، تؤدي لها مقابل الطبع والنشر أقساط شهرية مؤداة بالتقسيط المريح. إلى جانب “المقالات”، لا بد من ان يضم الكتاب مجموعة صور فيلمية مرافقة طاغية بألوانها الزاهية، صور مسروقة من المواقع الاجتماعية بكل قلة حياء.

ومعها مقدمة طويلة عريضة، مدبجة تدبيجا محكما بقلم واحد من المعارف، يعرف قيمتك ومكانتك ونباهتك وكرمك في نثر الكلام كيف ما اتفق على الأفلام ، أضف إليها سيرتك الذاتية المجيدة، التي يجب ان يتجاوز عدد صفحاتها وخواؤها عدد صفحات أطول مقال في الكتاب، هذا دون نسيان تزيين الغلاف الأخير من المؤلف بصورة مشعة لوجهك الكريم العريض، من الأحسن أن تظهر في الصورة، وانت تفكر عميقا عمقا يدل على أنك غارق حد الأذنين في هم النقد المغربي والعربي والعالمي، وتبحث عن السبل الكفيلة لكيفية تطويره لما هو أحسن وأروع، ماسكا سيجارة، ودخانها يلوث الهواء من حولك، ووراءك خلفية بيضاء بياض سريرتك ونيتك وحبك للسلم والسلام والأفلام التي لا يفهمها أحد غيرك، مع ابتسامة جد مستفزة تعلو وجهك، وتمعن في معاكسة آلة التصوير وتتحدى وجوهنا المكفهرة الكافرة بإنجازاتك، الوجوه التي تعرفك جيدا، كما تعرف قيمة ما تكتب من سلخ وسرقات فجة من المجلات الفرنسية والإسبانية والانجليزية، دون أن تكون لنا شجاعة الاحتجاج على سذاجتك النقدية، واساليبك في الكتابة والتعبير والمزايدة، لكي لا يقال عنا أننا مرضى بداء الطاعون والحسد. ولا تنسى في النهاية، ان تختار عنوانا براقا لمؤلفك، عنوان يثقب العيون، ويكسر الدنيا من حولك وحولنا، ويجلب / يخدع شهية القراء للقراءة.

هكذا ستكون صاحب كتاب يضاف لمنشوراتك السابقة التي لم يقرأها أحد، ويعزز، مكانتك الاعتبارية الاعتباطية كناقد/ كاتب يستحق أن تقام له حفلات التوقيع والزغاريد، وحضور المهرجانات الوطنية والدولية عن جدارة واستحقاق، وأن يشار لك في الجلسات واللقاءات بالبنان والطماطم والرمان؛ وباقي الفواكه الطازجة والفاسدة في نفس الآن….

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

نوفل براوي والقادري يشاركان في مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي

الفيلم الطويل كأس المحبة و الشريط القصير بندير لالة ينافسان على جوائز مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي… …