سعيد منتسب

سعيد منتسب يفتح “قبو إدغار آلان بو”

بيت الفن

عن دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة، صدرت للقاص المغربي سعيد منتسب، مجموعة قصصية جديدة اختار لها عنوان “قبو إدغار ألان بو” تتضمن 27 قصة، جاءت في 124 صفحة، من الحجم المتوسط.

ومن خلال الكتاب، فإن القاص سعيد منتسب، يستمر كعادته، في استخدام التنويع العجائبي والسريالي من خلال التعامل مع “موضوعة” القبو باعتبارها حافزا سرديا. يخلص للمبالغات الحكائية الكابوسية، مما يفتح للقارئ أبواب الدخول إلى “الاقتراح الجمالي” الذي يمتزج فيه المقروء بالمحكي، ليصنع ما يمكن أن نطلق عليه “اللغة العاكسة والمعاكسة للواقع”.

وفي حديثه عن الإصدار الجديد، قال القاص المغربي سعيد منتسب، إن المجموعة القصصية “قبو ادغار ألان بو”، تجربة قصصية فريدة في الاشتغال على الخيال واللغة، حيث لا حدود بين الواقع والأحلام والقراءة. “المهم أن القبو كان منطلقا للكتابة عن القبو” يقول القاص. كما يمكن النظر إليها من زاوية التشكيل القصصي الجديد، الذي يمعن في اختراق البنى التقليدية للسرد القصصي العربي، من خلال الاشتباك “البارودي” (الساخر) مع نصوص أخرى لكتاب عالميين، أمثال إدغار ألان بو، خوليو كورثزار، خوان رولفو، وأوغوستو مونتيروسو، وخورخي لويس بورخيس، وكارلوس فوينتس، وماريو فرغاس يوسا، هاينرش بول، ليديا ديفيس، روبرتو بولانيو، ماريو بنيديتي، أندريس نيومان.. وآخرين، وأيضا من خلال الإمعان في اللعب مع “الدوبلغنجر”، عبر استدعاء “الأشباه” القصصيين الذين يزرعون الأفكار الشريرة في عقل “السارد” داخل هذا الكتاب.

قد تكون يقظا تماما وأنت تقرأ كتاب “قبو إدغار آلان بو”، كما قد تكون فاقدا للوعي، هناك أشياء عجيبة من الممكن أن تحدث لك، ستشعر بندم كبير إذا لم تستطع تفسيرها، يقول سعيد منتسب، “أريدك أن تعيش. لا شيء منطقي في ما أحكيه”، ويؤكد بمقولة للنمساوي ستيفن زفايغ، “أنا الذي كان عليه أن يعرف أننا لا ننتج الكتب إلا لكي نبقى على صلة بالبشر في ما وراء الموت، فنذود بذلك عن أنفسنا ضد العدو الألد لكل حياة، ضد الزمن الذي يمضي…ضد النسيان”.

الجدير بالذكر أن سعيد منتسب كاتب وشاعر، وقاص وصحافي مغربي، من مؤلفاته “ضد الجميع”، “السفرة الثامنة” (قصص) “ريش وأثقال” (قصص)، “تشبه رسوم الأطفال” (قصص)، “” (قصص)، “نديم الأقفال” (شعر)، “بيت العاصفة” (شعر).

ويعد سعيد منتسب كاتبا اجتماعيا بامتياز، لأنه يناقش من خلال رؤية وجودية إنسانية منفتحة قضايا الطفولة والمرأة والمجتمع، والموت والشيخوخة، والتسول ومعاناة الإنسان المعاصر كما يتجلى ذلك في مجموعته القصصية “جزيرة زرقاء”.

وتستند قصص سعيد منتسب إلى قانون الإضمار والإيجاز، الذي يوحي بالرمزية والإيحاء والكناية الإحالية. وتنتقل النصوص فضائيا من خطاب الفقرة إلى خطاب النص. كما تتداخل في هذه القصص القصيرة جدا الجمل البسيطة مع الجمل المركبة التي تخضع للتطويل الوصفي والحالي.

هذا، وتتراكب الجمل الفعلية والإسمية وتتعاقب في تسلسلها الكرونولوجي أو المنطقي محترمة الخاصية القصصية والسردية التي تنبني عليها الحبكة السردية. ويستعمل الكاتب الجمل الفعلية والاسمية الموجزة التي تتعاقب بانسياب مسترسل يخلق الانسجام وهرمونية الإيقاع القصصي المتنامي والمتدرج في تأزمه وانفراج عقدته.

بيد أن الكاتب يلتجئ في كثير من الأحيان إلى استعمال كتابة غامضة ومبهمة بسبب التعقيد الدلالي وكثرة الترميز وتعدد الدوال الإحالية. ومن هنا، كان الإضمار سيد الموقف يتحكم في النصوص قصد خلق شاعرية الغموض الفني والقصصي لإثارة القارئ المفترض.

ويوظف الكاتب الفانتازيا لتجسيد الصراع بين الواقع والخيال وتصوير التقابل الجدلي بين القوى الغيبية الشريرة والقوى البشرية الخيرية، ويتجلى ذلك في تناقض قيم الطفولة مع قيم القوى الخفية المرعبة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

“ذاكرة الرماد” مجموعة قصصية جديدة لإدريس حيدر

ضمن منشورات دار التوحيدي، أصدر القاص والشاعر المغربي إدريس حيدر مجموعة...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master