مبارك حسني كاتب وشاعر وناقد فني يمتلك ناصية الكتابة باللغتين الفرنسية والعربية معا…
flagrant délit de fragilité مجموعة قصصية تمتاز بلغة شعرية أنيقة.. انسيابية..موسيقية..سهلة المنال…
بيت الفن
قدم الكاتب والشاعر والناقد الفني مبارك حسني مجموعته القصصية الجديدة flagrant délit de fragilité، خلال حفل توقيع احتضنه فضاء رواق منشورات دار التوحيدي، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي جرى تنظيمه في الفترة من 9 إلى 19 ماي 2024 بالرباط.
قال مبارك حسني، خلال هذا الحفل النوعي المتميز، الذي جمع نخبة من رجال الثقافة كتاب ونقاد وفنانين، وقراء ومهتمين بالأدب، إن flagrant délit de fragilité، التي يمكن ترجمتها إلى العربية بـ”جرم الهشاشة”، هي الثالثة له باللغة الفرنسية، بعد إصدارين مهمين هما l’étrange ne tue pas 2012 وsous un jour inattendu 2014. كما أنها تأتي بعد مجموعة من التجارب القصصية باللغة العربية، مشيرا إلى أنه أصدر سنة 2006 “رجل يترك معطفه”. تلتها بعد ذلك خمس مجموعات قصصية هي “الجدار ينبت ها هنا” (2008) و “القبض على الموج” (2011) و”حبر على الهامش” (2017) و”كاتب في باريس” (2019) و”ذات أحد بالقرب من شمال بعيد” (2022).
أبرز حسني، الذي يمتلك ناصية الكتابة باللغتين الفرنسية والعربية معا، أن المجموعة القصصية الجديدة، التي صدرت حديثا عن دار التوحيدي للنشر بالرباط بدعم وزارة الثقافة، في 188 صفحة من الحجم المتوسط، تضم نصوصا كتبت على فترات متباعدة باللغتين العربية والفرنسية ويتعلق الأمر بـ (شغف الحواس، البحث عن البركة، اصمتي يا هذه!، رفقة مساء، الحذاء الأسود، المتنطع، نورِيني من فضلك، امرأة في النافذة، مطاردة ما هو غريب، طرف المظروف الأصفر، هوس ليلي، الملصق الأبيض، سرائر، رجل خارج النص، المشجب، المرأة الجالسة، تلاحق موسيقي).
أوضح حسني أن نصوص المجموعة، التي كتبت معظمها باللغة الفرنسية، بينما أعاد صياغة بعضها باللغة الفرنسية نقلا عن اللغة العربية، تتناول تيمات إنسانية مختلفة مثل (الوحدة والكتابة، الغربة والعزلة، المصائر الفردية في مواجهة الأقدار، تداخل الذاتي والجمعي، آثار الاختيارات الفردية. .)، مبرزا أن شخصيات هذه القصص تجد نفسها ذات لحظة في مكان ما عرضة لعارض ما يجعلها في موقف هش حتى وإن كانت مسلحة بإنسانيتها جسديا ومعنويا وأخلاقيا، فتحاول أن تتجنبها كي تعود إلى موقف أقوى وأصلب. وفي ظل أمر كهذا، يتم تجريب كل الحلول، التي ليست في المتوقع والمنتظر غالبا.
وبخصوص هذه المجموعة القصصية، يقول الناقد الأدبي محمد علوط “لنصوصه المسكوبة من حبر يكتب وينتصب بـ/وفي هوامش حياة تبتدئ من عتبات حياته الفردية وتنفتح على الأفق الرمزي المطلق، الأفق الرمزي للحياة وللوجود”.
من خلال إصداره الجديد، يحرص مبارك حسني على أن تكون قصصه ذات منحى لا يزيغ عن المتعارف عنه في هذا الجنس الإبداعي، الذي يتميز بالكثافة الأسلوبية والاقتصاد في اللغة والوحدة المتماسكة التي تؤدي إلى المعنى، وتوخي الحبكة والقفلة. فهو وإن كان يراود المنحى التجريبي أحيانا، لا يلبث يعود إلى خاصية الحكي التي يراها أبرز سمات القصة، إذ بدونها لا تسمى كذلك وتغرق في غير ما هي عليه.
من جانبه يرى أحمد فرتات أن هذه المجموعة القصصية تشكل منعطفا جديدا في تجربة مبارك القصصية “فهي تتميز بجودة اللغة والكتابة. لغة شعرية، متلألئة، انسيابية، موسيقية، سهلة المنال، بسيطة وغنية. يستخدم أحيانا كلمات متقنة إلى حد ما، ولكن لغرض مقصود، ودون أي تعال أو سخافة. إنها تأتي من ثقافته، وعن خيار متحيز، فنحن نقرأ مؤلفا لأنه يمنح لنا شيئا، وصديقنا يوجد في هذه الحالة. إنه مشبع جدا بقراءاته، مع تشريب أدبي وفلسفي كبير، ومن ثم هذا الاهتمام بكتاباته”.