“وشم الريح” للمخرجة ليلى التريكي أفضل فيلم عربي و”لبس” لحميد باسكيط يفوز بجائزة أفضل تصوير في المسابقة الدولية و”شخصيات” لليلى المصباحي يحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم القصير…
بيت الفن
اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، مساء اليوم الاثنين سادس أكتوبر 2025، فعاليات دورته الـ41، بإعلان نتائج مختلف المسابقات التي توجت ثلاثة أفلام مغربية، شاركت ضمن برمجته الرسمية.
في مسابقة نور الشريف للفيلم العربي الطويل، فاز الفيلم المغربي “وشم الريح” للمخرجة ليلى التريكي بجائزة أفضل فيلم عربي طويل (نور الشريف). ويحكي الشريط، الذي يمتد على 95 دقيقة، قصة الشابة صوفيا القاطنة بطنجة، التي تنقلب حياتها رأسا على عقب، حين تكتشف أن والدتها المتوفاة لاتزال على قيد الحياة وتقيم في فرنسا، لتنطلق في رحلة محفوفة بالمخاطر، لكشف أسرار عائلية ظلت طي الكتمان.
ويرتكز العمل، حسب مخرجته، على قصص إنسانية مستوحاة من الواقع، صاغتها التريكي برؤية شاعرية تجمع بين الحس الفوتوغرافي والبعد الدرامي، لمقاربة قضايا الهوية والتعدد الثقافي من خلال شخصية صوفيا، المصورة الفوتوغرافية الشغوفة، التي تسعى لاكتشاف ذاتها. كتبت التريكي السيناريو بشراكة مع المؤلف الأمريكي كيث كوننغهام، وصور بين المغرب وفرنسا، بمشاركة نخبة من الممثلين من المغرب وفرنسا وسوريا، من بينهم وداد إلما، محمود نصر، جيلالي فرحاتي، آن لواري، نادية النيازي، عز العرب الكغاط، أحمد حمود، حميد الحضري، وعبد اللطيف شوقي.
أما في مسابقة الفيلم الدولي، فقد نال فيلم “لبس” للمخرج حميد باسكيط، جائزة أفضل تصوير سينمائي لمدير التصوير المغربي ياسين بودربة.
وفيلم “لبس” (سوء تفاهم) هو عمل درامي يمزج بين الواقعية والفكاهة السوداء من خلال قصة “داود”، المرشد السياحي، الذي تنهار حياته بعد اتهامه ظلما بجريمة قتل، ليجد نفسه أمام سلسلة من الأحداث العبثية، التي تعيد تشكيل نظرته إلى الوجود، فبينما كان يستعد لدفن جثمان شقيقه العائد من فرنسا، يفاجأ أن التابوت، يحمل جثمانا آخر لرجل يهودي مغربي، أعيد إلى أرض الوطن ليدفن مع والديه. خطأ إداري بسيط في ثلاجة الموتى، يقوده إلى سلسلة مطاردات، وأحداث عبثية تكشف عن هشاشة اليقينيات الإنسانية.
وأوضح باسكيط أن الفيلم يجمع بين الدين والأخلاق والفكاهة والتشويق، ويخلد قيم التسامح التي ميزت العلاقة التاريخية بين المسلمين واليهود المغاربة، معتبرا تبادل التوابيت استعارة رمزية للهوية والحزن والانتماء.
وشهد اختتام مهرجان الإسكندرية أيضا، تتويج المخرجة المغربية ليلى المصباحي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، في مسابقة الفيلم القصير، عن فيلمها “شخصيات” (كاستينغ)، الذي يمتد على 17 دقيقة، ويتناول قصة ستة ممثلين يجتمعون في مستودع معزول لإجراء اختبار نهائي لفيلم كبير، حيث تتداخل الأدوار مع الواقع وتتهاوى الأقنعة في طرح سينمائي يجمع بين البساطة والعمق.
وشارك المغرب كضيف شرف في الدورة الـ41 من المهرجان، التي كرمت المخرج حكيم بلعباس تقديرا لمسيرته الفنية وإسهاماته في تطوير المشهد السينمائي المغربي والمتوسطي، إلى جانب عرض 5 أفلام مغربية ومشاركة عدد من السينمائيين والنقاد في لجان التحكيم المختلفة ويتعلق الأمر بمدير مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، أحمد الحسني، والمديرة الفنية لمهرجان الرباط لسينما المؤلف، ملاك الدحموني.