سيتم تكريم عز الدين كريران نظير الخدمات التي قدمها للسينما الإفريقية وعبد الحق تيكروين تقديرا لمنجزه الفني في مجال الموسيقى التصويرية…
بيت الفن
يكرم مهرجان مينا السينمائي الدولي بهولندا في دورته السابعة المزمع تنظيمها من 27 إلى 29 شتنبر الجاري عازف العود والمؤلف الموسيقي المغربي عبد الحق صابر تيكروين، إلى جانب المهندس المغربي عز الدين كريران، مدير المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بمدينة خريبكة، والممثل والمخرج العراقي باسم قهار.
وسيتم هذا التكريم في حفل الافتتاح، بمسرح Theater de Vaillant، بقلب مدينة لاهاي الهولندية، حيث سيتسلم المكرمون لوح المهرجان تقديرا لمنجزاتهم الفنية كل في مجال اختصاصه.
سيتم تكريم السينيفيلي، عز الدين كريران، باعتباره خبيرا في السينما الإفريقية، وأحد أبرز المدراء الفنيين المغاربة والأفارقة المتمرسين.
عز الدين من الوجوه البارزة لحركة الأندية السينمائية بالمغرب، فقد ترأس عدة مرات ولعدة سنوات النادي السينمائي بمدينة خريبكة، وهو من أقدم الأندية السينمائية التي شهدها المغرب منذ منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، كما أصبح عضوا في جل المكاتب المسيرة للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) منذ انطلاقتها الجديدة سنة 1992. إنه مناضل كبير على الواجهة الجمعوية السينمائية منذ تأسيس المهرجان المذكور سنة 1977، خصوصا على المستويات التنظيمية والمالية والثقافية. حيث أسدى خدمات جليلة لحركة الأندية السينمائية بالمغرب ومثل مهرجان خريبكة في أهم المهرجانات السينمائية الإفريقية وغيرها، وساهم في تطوير هذا المهرجان بشكل كبير بعد رحيل السينفيلي المفكر والأب الروحي للثقافة السينمائية بالمغرب نور الدين الصايل (1947- 2020).
تكريمه المستحق من طرف إدارة مهرجان مينا السينمائي هو تكريم لعشاق السينما وثقافتها بالمغرب واعتراف من خلاله بما أسدوه من خدمات جليلة لنشر الثقافة السينمائية بربوع المملكة المغربية على امتداد ما يفوق نصف قرن من الزمان، وبما اضطلع به عز الدين بشكل خاص من أدوار من أجل التعريف بمختلف تجارب السينما الإفريقية داخل المغرب.
بالإضافة مخرج أربعة أفلام وثائقية، ترأس لجنة التحكيم لعدة مهرجانات وطنيةو أفريقية أوروبية من بينها: مهرجان الشاشة السوداء بيانداي الكامرون، مهرجان رسيسيكو بكطونو البنين، مهرجان نيامي لحقوق الإنسان النيجر، مهرجان المرأة السينمائي بتانبكتو مالي، مهرجان المشارقي السينمائي بكيكالي رواندا، مهرجان السينمائي كاشون بباريس.
ويرأس كريران فيدرالية المهرجانات الإفريقية، التي ساهم في تأسست سنة 2023 بحضور ممثلي 16 تظاهرة سينمائية من بينها قرطاج وفيسباكو والشاشات السوداء…، وتهدف إلى التنسيق بين التظاهرات لتبادل الأفلام وتنسيق مواعيد إقامتها، العمل على تبادل الخبرات والمساعدة في الندوات وورش العمل، والمساهمة في تطوير المهرجانات، بما يخدم الارتقاء بالسينما الإفريقية، والعمل على تشجيع الإنتاج المشترك ونشر الفيلم الإفريقي.
كما سيتم تكريم الفنان عبد الحق صابر تيكروين، الذي يعد من أبرز العازفين على آلة العود بالمغرب والعالم العربي، تقديرا لمنجزه الفني في مجال الموسيقى وإسهامه في مجموعة من الأعمال الدرامية بمقاطع مميزة من الموسيقى التصويرية.
وسبق للمؤلف الموسيقي الغزير الإنتاج والعازف المقتدر على آلة العود تيكروين أن ألف الموسيقى التصويرية لبعض المسلسلات التلفزيونية من قبيل “صورتك بين عينيا” و”عيون غائمة” لسعيد خلاف و”حراز أيامي” لعبد الحي العراقي… والمسرحيات من قبيل “الريح” و”يوليوس قيصر” و”أمولا نوبة”… كما كان أحد المؤسسين البارزين لفرقة “النورس” الغنائية والموسيقية رفقة الفنانين كمال كاظمي وفتاح النكادي.
وأمتع عشاق الموسيقى بمعزوفاته في مختلف المسارح العربية والعالمية، كما أغنى الخزانة الموسيقية المغربية والعربية والعالمية بألبوماته الموسيقية المتنوعة من قبيل “ينابيع” و”حلم” و”رسائل حب”… وتكريمه بمهرجان مينا هو تكريم جد مستحق، لأنه فنان مقتدر كرس حياته منذ سنوات للموسيقى عزفا وتأليفا وتدريسا، ورغم جودة أعماله ومستواها العالي فهو بطبعه وتواضعه بعيد عن الأضواء.
وقال مدير المهرجان الشاعر والإعلامي العراقي محمد الأمين الكرخي، المقيم بالديار الهولندية، “إن تكريم الفنان الموسيقي تيكروين هو تكريم للثقافة الموسيقية الجادة التي ساهمت إسهاما كبيرا في إغناء البعد المعنوي في خارطة ثقافية تزخر بالعديد من الأشكال الموسيقية العريقة”.
وأضاف الكرخي “أن تكريم مبدع موسيقي مستقل من عيار وقامة الأستاذ تيكروين يدخل في صميم أهداف المهرجان الذي يسعى إلى دعم جميع الحقول الإبداعية التي تصب في خدمة وتعزيز مكانة السينما المستقلة بشمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال تقديم وجهات نظر بصرية معاصرة نابعة من هذه الفضاءات الجغرافية الغنية ثقافيا وفنيا، فالسينما المستقلة لديها القدرة على خلق جمهور واسع من خلال التركيز على ما هو إنساني والمساهمة في ترسيخ قيم السلام والتسامح والمحبة وغيرها من القيم النبيلة في العالم”.