المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا يحتفي بالمنجز السينمائي النسائي

الدورة الـ17 تفتح نافذة على السينما المجرية وتستقبل أفلاما نسائية من 20 دولة من بينها المغرب الذي يشارك لأول في تاريخه بفيلمين في المسابقة الدولية…

بيت الفن (تصوير بلميلود)

انطلقت، مساء الاثنين 23 شتنبر 2024، بقاعة سينما هوليوود بمدينة سلا، فعاليات الدورة الـ17 من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بتكريم الممثلة المغربية السعدية لاديب، والممثلة المصرية داليا البحيري، وسط حضور عدد كبير من صناع السينما المغربية والعربية والدولية.

ويمثل المهرجان، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق، إلى غاية 28 شتنبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فرصة لصانعات الأفلام من كل أنحاء العالم لمقاربة القضايا المتعلقة بالسينما، وتبادل تجاربهن وخبراتهن، ومناقشة قضايا النساء من خلال الإنتاج السينمائي.

تكريم مستحق للسعدية لاديب وداليا البحيري

شهد حفل الافتتاح تقديم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل، برئاسة الممثلة والمخرجة المغربية، مريم التوزاني، ولجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي، برئاسة دانييل ديفي من لبنان، ولجنة التحكيم لجائزة الجمهور الشبابي، برئاسة المخرجة والمنتجة نرجس الطاهري.

تم تكريم السعدية لاديب في المهرجان المخصص لأفلام المرأة، باعتبارها ممثلة مقتدرة، نجحت في تأدية أدوار قوية دون السقوط في النمطية، سواء في السينما أو التلفزيون والمسرح، حيث جمعت بين الكفاءة والجدية، وهذا ما أكده مجموعة من زملاء ومتابعي المحتفى بها، خلال شهادات تم تقديمها بهذه المناسبة، حيث عبرت لاديب عن سعادتها بشهادات زملائها في حقها، وكذلك بشهادات أناس لا تعرفهم، غمروها بحبهم، مشيرة إلى أن كل هذا الحب «ذكرها بدعوات والدها، الذي كان يدعو لها بأن يحبب الخلق فيها».

وقالت لاديب، خلال تسلمها درع التكريم، إن تكريمها بمهرجان كبير مثل مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة كان بمثابة حلم راودها أثناء حضورها الدورات السابقة، سواء كضيفة أو عضو لجنة تحكيم، لكنه تحقق في هذه الدورة.

من جهتها أعربت النجمة المصرية، داليا البحيري، عن سعادتها بتكريمها في هذا المهرجان الدولي، الذي يعد من أبرز اللقاءات السينمائية التي تهتم بأفلام المرأة في العالم العربي.

السينما المجرية ضيف شرف

من أبرز فقرات حفل الافتتاح عرض شريط استعادي قصير حول رائدة السينما المجرية، مارتا ميسزاروس، بمناسبة حلول هنغاريا ضيفة على المهرجان، حيث يتضمن برنامج الاحتفاء عرض 3 أفلام لمخرجات تناولن من خلال أعمالهن قضايا المرأة وأثرها في المجتمع، ويتعلق الأمر بـ«عدن» لآجنيس كوشيس (2020)، و«سيدة القسطنطينية» لجوديت إليك (1969)، و«بوبيتا» لمارتا ميساروش (1965).

كما سيجرى تنظيم لقاء مع مخرجات مجريات حول السينما المجرية، والحديث عن تاريخها ومناقشة التحديات والتطورات والقيود التي تواجهها، ودور المرأة في السينما المجرية، وكذلك دور هذه السينما في دعم حقوق المرأة وتحقيق المساواة والتوازن بين الجنسين في المجتمع المجري.

وعلى ضوء اختيار السينما المجرية ضيف شرف هذه الدورة، أعرب سفير جمهورية هنغاريا لدى المغرب، ميكلوس تروملر، عن اعتزازه بمشاركة هنغاريا كضيف في هذا الملتقى السينمائي المهم، بعد توقيع المملكة المغربية وهنغاريا، السنة الماضية، اتفاقية تعاون في مجال الإنتاج السينمائي المشترك تهدف إلى تشجيع صناعة أفلام، تبرز تنوع ثقافة وتراث البلدين، مشيرا إلى أن مهرجانات السينما المنظمة في المغرب طالما خصصت حيزا مهما للسينما المجرية بالنظر إلى عدد الأفلام الهنغارية المشاركة في هذه المهرجانات.

وأشار الدبلوماسي الهنغاري إلى أن بلاده عرفت السينما مند 130 سنة، وأن عدد دور العرض في هذا البلد الأوروبي بلغ نحو 270 قاعة سينمائية، كما تم إنتاج عشرات الأفلام التي حصدت أرفع الجوائز العالمية، فضلا عن مساهمة السينمائيين المجريين في نهضة السينما العالمية.

80 مخرجة و3 نساء من مستغلي قاعات السينما و8 موزعات…

تميز حفل الافتتاح، بحضور شخصيات مهمة من عالم السينما والثقافة والسياسة، من بينهم مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، محمد البوجدايني، وسفير جمهورية هنغاريا لدى المغرب، ميكلوس تروملر، ورئيس جمعية أبي رقراق ورئيس المهرجان، نور الدين اشماعو، ونائب رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، عزيز الهلالي، ورئيس الجماعة الحضرية لسلا وعمدة المدينة، عمر السنتيسي.

وألقى محمد البوجدايني كلمة باسم وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أكد خلالها أن قطاع السينما بالمغرب يسجل حضورا مهما للمرأة على جميع المستويات، إذ يضم حاليا أكثر من 80 مخرجة و45 مخرجة مساعدة، و3 نساء من مستغلي قاعات السينما وثماني موزعات أفلام وعشرات المنتجات والممثلات البارزات وطنيا ودوليا.

من جهته أشار رئيس جمعية أبي رقراق ورئيس المهرجان، نور الدين اشماعو، إلى أن الدورة السابعة عشرة تتزامن مع ورش تأهيل وتثمين التراث المادي لمدينة سلا، مبرزا في هذا السياق أنه سيتم ضمن فعاليات هذا المهرجان عرض أفلام في الهواء الطلق بفضاءات المدينة العتيقة لسلا.

وأبرز اشماعو تنوع فضاءات العرض وغنى برنامج الأنشطة اليومية، في إطار هذا الحدث السينمائي، مؤكدا على المكانة الخاصة التي يوليها المهرجان في برنامجه للشباب، لا سيما من خلال الورشات التدريبية.

بدوره أكد نائب رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، عزيز الهلالي، أن هذه التظاهرة الثقافية الدولية جعلت من الإبداع السينمائي النسائي محورا لها، مشيرا إلى أنها أقيمت تكريما للمرأة المغربية وعرفانا بدور النساء المحوري في تنمية المملكة على كافة الأصعدة.

وأبرز الهلالي أن دأب مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة على المشاركة في تنظيم هذا المهرجان يعكس التزامه بدعم كل الاختيارات التي تسهم في تنمية المسار الثقافي والفني والإبداعي بالمغرب.

وفي كلمته، أكد رئيس الجماعة الحضرية لسلا وعمدة المدينة، عمر السنتيسي، أن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، على غرار باقي الفعاليات الثقافية التي تعرفها المدينة، يأتي في إطار تعزيز دور مدينة سلا في التنمية الثقافية للمملكة، لا سيما في المجال السينمائي. وأشار إلى أن المهرجان اكتسب، عبر توالي الدورات، إشعاعا كبيرا على المستويين الوطني والدولي، وذلك بفضل انفتاحه المستمر على الإبداعات السينمائية النسائية المغربية والأجنبية.

لأول مرة فيلمان مغربيان طويلان في المسابقة الرسمية

تشهد المسابقة الرسمية للمهرجان، مشاركة 10 أفلام روائية طويلة من مختلف أنحاء العالم، كلها لمخرجات نساء، ويتعلق الأمر بالفيلم المغربي «شيوع» لليلى الكيلاني، و«على الهامش» لجيهان البحار من المغرب، و«الصورة الدائمة» للورا فيريس (إسبانيا، فرنسا)، والأمريكي «كود وان» لإنديادونالدسون، والياباني «صحراء ناميبيا» ليوكو ياماناكا، و»لغة أجنبية» لكلير برجر (فرنسا، ألمانيا وبلجيكا).

كما تتضمن قائمة الأفلام الروائية الطويلة «مي بيستيا» لكاميال بلتران (كولومبيا، فرنسا)، و«أنيمال» لصوفيا إكسارشو (اليونان، النمسا، رومانيا، قبرص وبلغاريا)، و»خطوط النمر» لأماندا نيل أيو (ماليزيا، تايوان، فرنسا، أملانيا، هولندا، وسنغافورة، إندونيسيا وقطر)، و«جو فيدا» لكاتيا جوريلوف من فنلندا.

مخرجة مغربية ترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية

تترأس المخرجة المغربية مريم توزاني، لجنة تحكيم المسابقة الدولية، وعضوية كل من الممثلة المصرية هنا شيحة، والمنتجة والمخرجة الهنغارية أجنيس كوشيس، والممثلة والمخرجة أوديل سانكارا من كوت ديفوار، والمخرجة فلور ألبرت من فرنسا. كما يشمل المهرجان مسابقة للفيلم الوثائقي النسائي، تضم 5 أفلام هي: «القبر الفارغ» لأجنيس ليزا ويجنروسيسي ملاي (ألمانيا، تنزانيا)، و«بيرينها» لناتاشا كرافيرو من الرأس الأخضر، والفرنسي «حكايات مدينة» لمالوري إلوي بايسلي، و«ليبو» لنداي سوكيناتو ديوب من السنغال، والتونسي «لا شيء عن أمي» للطيفة الدغري وسالم الطرابلسي. وتترأس لجنة التحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي، المخرجة اللبنانية دانييل دافي، وعضوية كل من المخرجة الفرنسية صوفي باشلي، والصحافية المغربية أمينة فرحاتي.

هناك أيضا مسابقة «جائزة الجمهور الشبابي»، وتشهد مشاركة أفلام مغربية روائية طويلة وقصيرة، هي «صحاري سلم وعسى» للطيب بوحنانة، و«إيقاعات تامازجا» لطارق الإدريسي،  و«ملكات» لياسمين بنكيران، و«نايضة» لسعيد الناصري، و«أنا ماشي أنا» لهشام الجباري، إضافة للأفلام القصيرة «قمر» لزينب واكريم، و«لي» لانتصار الأزهري، و«على قبر والدي» لجواهين زنتار، و«أيادي مباركة» لفاطمة برديش، و«ما الذي ينمو في راحة يدك؟» لضياء بيا.

ورشات وندوات وعروض موازية

تنظم إدارة المهرجان، عدة ندوات خلال فعاليات الدورة الـ 17، منها ندوة بعنوان «استمرار الناقدة السينمائية، الراهن والخصوصية»، وأخرى بعنوان «حوار السينمائيين»، وتجمع المخرج المغربي عبد الحي العراقي، والمنتجة الإيطالية كارولين لوكاردي، والممثلة المغربية أمل عيوش.

فضلا عن تنظيم جلسة حوارية مع المخرجة المغربية أسماء المدير. وتوقيع مجموعة من الإصدارات الجديدة.

كما يشهد المهرجان، عقد ورشات عمل تحت اسم «الضفة الأخرى»، تنسيق المخرجة والكاتبة والناشطة في مجال حقوق المرأة خولة أسباب بن عمر، حيث سيُجرى تناول مدونة الأسرة في المغرب، التي من المنتظر أن تطرأ عليها تغييرات لصالح المرأة والأسرة قريبا. وستمنح الورشة خلال الحفل الختامي جائزة «الضفة الأخرى» لفيلم مغربي طويل مشارك في المسابقة الرسمية يدافع عن الحالة الخاصة للنساء، ويشغل أكبر عدد ممكن من النساء كرئيسات أقسام ضمن الفريق الفني.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

سيجلماسي وشويكة وأمنصور يقدمون إصداراتهم الجديدة بسلا

توقيع “أوائل خلف الكاميرا“.. “الفلسفة والسينما“.. “سيني – كلوب” ضمن فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *