4 تجارب سينمائية مغربية تعكس تطور وتنوع السينما المغربية الغنية بتجاربها المختلفة، ويتعلق الأمر بـ”منزل في الحقول” لتالا حديد، و”ميكا” لإسماعيل فروخي، و”شظايا السماء” لعدنان بركة، و”شيوع” لليلى كيلاني…
بيت الفن
في إطار العام الثقافي قطر / المغرب، تحت عنوان “فسيفساء مغربية”، تقدم مؤسسة الدوحة للأفلام خلال الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر الجاري 4 تجارب سينمائية مغربية تعكس تطور وتنوع السينما المغربية الغنية بتجاربها المختلفة، ويتعلق الأمر بـ”منزل وسط الحقول” لتالا حديد، و”ميكا” لإسماعيل فروخي، و”شظايا السماء” لعدنان بركة، و”شيوع” لليلى كيلاني.
كما تقدم مؤسسة الدوحة للأفلام أيضا برنامجا خاصا للأفلام القصيرة المغربية تحت عنوان “صنع في المغرب” ضمن فعاليات مهرجان “أجيال” السينمائي، المقرر إقامته في الدوحة خلال الفترة من 16 إلى 23 نونبر 2024.
وفيلم «شيوع» للمخرجة ليلى كيلاني دراما عائلية تجري أحداثها بمدينة طنجة، حيث تعيش «لينا» ووالدها «أنيس» في منزل العائلة القديم. ويشترك الأب وابنته في شغفهما بحب الطيور، وهو الشغف الذي تسبب في وفاة والدة «لينا» ودخول والدها في غيبوبة طويلة. وإثر ذلك، تتعهد «لينا» بالتوقف عن الكلام حتى يشفى والدها، ولكن الأحداث تكشف أن الكلمات هجرتها محتفظة بالأفكار في عقلها وجسدها وعبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تابع العديدون بثها المباشر ووالدها حينما كانا يراقبان الطيور.
تجتمع عائلة مغربية في أرض المنصورية، حيث تمتلك قطعة أرض شاسعة (22 هكتارا) تعود إلى أجدادها وتقع تحديدا على سفح تل بطنجة، وذلك من أجل بيعها لمنعش عقاري، غير أنه يتبين أن هذه الصفقة أكثر تعقيدا مما كان متوقعا وأن بيع الأرض (المشاعة) ليس سهلا.
وتتعرض اللحمة العائلية لاختبار حاسم حين تتلقى عرضا لاقتناء البيت القديم المحاط بأرض أقام فيها عدد من الفقراء بيوتا صفيحية، إذ يعارض والد لينا «أنيس» الذي يود الإبقاء على الأرض وقفا لحماية المجال الطبيعي وحفظ حق الجيران بالتجمع الصفيحي في السكن، لكن الجدة «أمينة» تضغط لإنجاز صفقة العمر، مخاض وممارسات وقيم تعيشها الطفلة بكل جوارحها وهي التي تعبر عن موقفها من العالم بأوشام وكاميرا متجولة وتدوينات.
واعتمدت المخرجة في فيلمها ذي النزعة التجريبية طاقما تمثيليا مغمورا تميزت فيه الطفلة بصمتها المعبر ونظرتها المتمردة، مراهنة على حوار يعكس الخصائص الثقافية لطبقة تتحدث مزيجا من العامية والفرنسية والإسبانية.
أما فيلم تلا حديد “منزل في الحقول” فهو الثاني للمخرجة المغربية العراقية، بعد فيلم “إطار الليل”، الذي نال العديد من الجوائز المهمة.
ويسلط فيلم “منزل في الحقول” الضوء على تفاصيل حياة أسرة صغيرة تعيش في قرية نائية في جبال الأطلس الكبير… يتتبع الفيلم تحديدا بعضا من حياة أختين، يرصد لنا همومهما وآمانيهما وأحلامهما، أكبرهما تستعد بدهشة لعقد قرانها دون الخروج على شكل الزواج التقليدي بالمنطقة، والأخت الصغرى تحلم بأن تصبح يوما ما محامية…
بينما يحكي فيلم “ميكا”، قصة طفل من عائلة في وضعية اجتماعية صعبة، يجد نفسه عاملا في ناد للتنس بمدينة الدار البيضاء تتردد عليه الطبقة الميسورة، فتراود الطفل رغبة في تغيير مصيره بكل الطرق، حيث سينجح في لفت أنظار المدربة “صوفيا”، البطلة السابقة التي لاحظت موهبته في ممارسة رياضة الكرة الصفراء، لتعتني به.
“ميكا” من بطولة صبرينا وزاني، عز العرب الكغاط، والطفل زكرياء عنان.. وإنتاج لمياء الشرايبي وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.
ويحكي “شظايا السماء” (2022) قصة “محمد”، رجل من الرحل في الخمسينات من عمره يعيش مع عائلته في خيمة معزولة وسط فيافي الصحراء المغربية. ومن أجل تحسين ظروف العيش الصعبة، يقرر “محمد” الذهاب بحثا عن شظايا نيزك، حيث يمثل هذا الحجر بالنسبة له فرصة لتغيير حياته إلى الأبد.
كما يحكي الفيلم أيضا قصة “عبد الرحمن”، عالم مغربي مشهور، يعتمد على هذه الأحجار في تطوير بحثه عن أصول الأرض والحياة. ويرى أن الأحجار النيزكية قد تكشف عن بعض الخبايا وقد تحمل أجوبة على تساؤلاته الوجودية.
في فيلمه الوثائقي الأول ينطلق بركة من أسئلة فلسفية حاصرت الإنسان منذ القدم، وهي “كيف تشكل هذا الكون ونشأ؟”، خاصة أن المعطيات والمعلومات التي توصل لها الباحثون قليلة جدا أو لا تكاد تذكر، لهذا انطلق عدنان صوب هذه المغامرة السينمائية، لنفض الغبار عن بعض المحاور الأساسية التي شكلت معالم هذا الفضاء الرحب الذي نعيش فيه.