أول روائية كورية جنوبية تنال هذه المكافأة المرموقة والمرأة الـ18 من بين 117 فازوا بالجائزة …
كاتبة تصف نفسها بأنها تضحك وتبكي مع الكتب…
بيت الفن
رست جائزة نوبل للآداب لسنة 2024 للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ، التي أصبحت أول روائية من كوريا الجنوبية تنال هذه المكافأة المرموقة، والمرأة الثامنة عشرة من بين 117 جائزة منحت منذ عام 1901.
وحصلت كانغ البالغة 53 عاما، على الجائزة عن “نثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف عن هشاشة الحياة البشرية”، بحسب بيان تلي في مؤتمر صحفي، يوم الخميس 10 أكتوبر 2024، عقد بالأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.
وقال أندرس أولسون رئيس لجنة نوبل التابعة للأكاديمية في البيان إن هان “لديها وعي فريد بالصلة بين الجسد والروح والأحياء والأموات، وأصبح أسلوبها الشعري والتجريبي صانعا للابتكار في النثر المعاصر”.
ولاحظت الأكاديمية السويدية أن “أعمال هان كانغ تتميز بهذا التعرض المزدوج للألم، والتوافق بين العذاب العقلي والعذاب الجسدي، في ارتباط وثيق بالفكر الشرقي”.
وأضافت في روايتها “أعمال إنسانية” (2016)، تستخدم الكاتبة حدثا تاريخيا وقع في مدينة غوانغجو، حيث نشأت، وحيث قتل مئات الطلاب والمدنيين العزل خلال مذبحة نفذها الجيش الكوري الجنوبي عام 1980. في سعيها لإعطاء صوت لضحايا التاريخ، يواجه الكتاب هذه الحلقة بتحقيق وحشي، وبذلك يقترب من نوع أدب الشاهد.
وأشارت الأكاديمية إلى أن أسلوب هان كانغ “رغم كونه رؤيويا بقدر ما هو مقتضب، ينحرف مع ذلك عن توقعاتنا لهذا النوع، ومن وسائلها الخاصة السماح لأرواح الموتى بالانفصال عن أجسادهم، وبالتالي السماح لهم بأن يشهدوا إبادتهم.. في لحظات معينة، عند رؤية الجثث غير المحددة والتي لا يمكن دفنها، يعود النص إلى الفكرة الأساسية لأنتيجون لسوفوكليس”، وهو أحد أعظم ثلاثة كتاب تراجيديا إغريقية، مع إسخيلوس ويوربيديس.
وقبل اليوم، لم تكن الفرصة كبيرة أمام اللغات الآسيوية لتدخل في منافسة على جائزة نوبل، رغم أن دور نشر كثيرة سعت للانفتاح على ترجمات تعكس ما يدور على أراضي تلك البلدان البعيدة ذات الثقافة الخاصة والتي تعيش أوضاعا سياسية واجتماعا وحراكا فكريا مختلفا لما اعتادت الأكاديمية السويدية الاطلاع عليه، وهي التي منحت أكبر نسبة من جوائزها لمفكرين غربيين يكتبون عن واقع يعرفه مديرو الأكاديمية جيدا.
وبذلك، كافأت جائزة نوبل للآداب شخصية أدبية من منطقة في العالم غير أوروبا أو أمريكا الشمالية، مع أن كتابا منتمين إلى الثقافة الغربية يهيمنون عادة عليها إلى حد كبير.
وقال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم “لقد تحدثت معها بالهاتف. كانت تقضي يوما عاديا، وانتهت للتو من تناول العشاء مع ابنها. لم تكن مستعدة حقا لهذا الأمر، لكننا بدأنا الحديث عن الاستعدادات لشهر دجنبر المقبل”، موعد تسليم الجائزة.
واعتبر الناقد الأدبي الألماني دينيس شيك أن اختيار هان كانغ للجائزة ممتاز. وقال لوكالة الأنباء الألمانية بعد وقت قصير من الإعلان عن الجائزة، إن “الأكاديمية أظهرت لمسة موفقة”.
والكاتبة المولودة عام 1970 بدأت مسيرتها في عام 1993 بنشر عدد من القصائد في مجلة أدبية وظهرت بواكير أعمالها النثرية في عام 1995 بمجموعة قصص قصيرة بعنوان “حب يوسو”.
ومن بين أعمالها “الكتاب الأبيض” و”أفعال البشرية” و”دروس يونانية”، في حين جاء صعودها الأساسي على المسرح العالمي بروايتها “النباتية” عام 2007.
وحازت الروائية على الكثير من الجوائز الأدبية المحلية والدولية، منها “جائزة مان بوكر الدولية” عام 2016 عن روايتها “النباتية”.
وتتحدث كانغ دائما عن علاقتها المبكرة مع الكتب، فهي ابنة الروائي سونغ وون هان، واعتادت أن تكون محاطة بالكتب، وأن تقرأ بنهم منذ الطفولة.
وتصف الكاتبة نفسها بأنها “تضحك وتبكي مع الكتب” وأنها في الرابعة عشرة من عمرها قررت أن تصبح كاتبة، وهذا ما فعلته.
وكرست كانغ نفسها للفن والموسيقى أيضا، إلى جانب الكتابة، وهو ما ينعكس في مجمل نتاجها الأدبي.
وتطرح الكثير من أعمال هان السؤال الذي عبرت عنه شخصية في روايتها “أوروبا” الصادرة عام 2019، وتعاني بطلتها من الكوابيس، “إذا كنت قادرا على العيش كما تريد، فماذا ستفعل بحياتك؟”.