صرخة سينمائية في وجه التطهير العرقي والزواج القسري في رواندا يتوج أيضا بجائزة النقد…
بيت الفن
عن جدارة واستحقاق نال الفيلم الرواندي “العروس” لمخرجته، مريم بيرارا، بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة (عصمان سامبين)، الذي انعقدت فعالياته في الفترة من 11 إلى 18 ماي الجاري، بعرض أحدث وأبرز الأفلام التي تم إنتاجها في القارة الإفريقية بين سنتي 2023 و2024.
كما فاز الفيلم، الذي سبق التنويه به في فوروم مهرجان برلين السينمائي (دورة 2023)، بجائزة النقد للدورة الـ24.
“العروس” فيلم تدور أحداثه حول الزواج القسري من خلال “إيفا”، شابة ولدت في كنف عائلة لاجئة في زائير، لكن حياتها تأخذ منعطفا مأساويا عندما يتم اختطافها وإجبارها على الزواج في سن مبكرة، وهي ممارسة مؤلمة كانت شائعة في رواندا (1997).
تحاول العمة مواساتها، قائلة إنها ستحب زوجها في النهاية، ولكن في سياق اليوم، يعتبر مثل هذا الفعل اختطافًا واغتصابًا، وكلاهما غير قانوني.
هذا الزواج القسري يكاد يدفع “إيفا” إلى التخلي عن حلمها في الحصول على شهادة الطب في جامعة رواندا، حيث كانت تطمح إلى أن تصبح طبيبة أطفال.
إن الاهتمام بالتفاصيل في فيلم “العروس” جدير بالملاحظة، حيث يعكس الفيلم بشكل فعال عام 1997، من خلال الملابس والعادات والممارسات الثقافية.
ومن الجوانب البارزة التي تم تسليط الضوء عليها ممارسة تقليدية تعرف باسم “gukuna” أو “guca imyeyo”. ويسلط الفيلم الضوء على هذه الظاهرة، ويعرض التعقيدات والتقاليد التي شكلت حياة المرأة الرواندية خلال تلك الحقبة.
ويضم فيلم “العروس” ممثلين موهوبين يجلبون الحياة إلى الشخصيات، حيث تلعب ساندرا أوموليسا دور إيفا، بينما تلعب ألين أميكي دور ابن عم سيلاس، ويلعب دانييل جاجا دور سيلاس، زوج إيفا.
تقول المخرجة ميريام بيرارا إنها استمدت أحداث فيلمها الأول من تجاربها الشخصية وقصصها العائلية لتسليط الضوء على قضية الزواج القسري المدمرة.
لقد نشأت المخرجة في منتصف التسعينيات، وشهدت محنة الشابات اللاتي تم اختطافهن وإجبارهن على الزواج من غرباء. تركت هذه الزيجات غير الرضائية الزوجات محاصرات، حيث كانت العودة إلى عائلاتهن تعني تحمل العار والازدراء.
وكانت عمات المخرجة ضحايا للزواج القسري، وقد طاردهن هذا الواقع لسنوات. لقد فكرن في كيفية تعاملهن مع مثل هذه الظروف، سواء كن سيتخلين عن أحلامهن، أو يقبلن الحياة مع شخص غريب، أو يجدن الشجاعة للتمرد. هذه الأسئلة هي التي أثارت مخرجة فيلم “العروس”.
وقادت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية المخرجة المصرية هالة خليل، بمساعدة كل من جان روك باتوديم من الكاميرون، وعفيفة الحسينات من المغرب، فضلا عن كالو بي كوليان اميل من الكوت ديفوار، وسيدو بيكوم من غينيا.