«الصيف الجميل».. عندما يفسد مقص الرقيب مشاهدة فيلم مقتبس عن رواية من روائع الأدب الإيطالي في مهرجان سينمائي دولي…
بيت الفن
تتواصل بمدينة تطوان فعاليات الدورة ال29 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بعرض باقة من أفضل الأفلام السينمائية المختارة بعناية من “أصدقاء السينما”، والتي جرى إنتاجها في منطقة المتوسط برسم سنتي 2023 و2024.
وبعد الانطلاقة الجيدة لعروض المسابقة الرسمية بالفيلم اليوناني «القاتلة» (2023) للمخرجة إيفا ناثينا المستوحى من رواية للكاتب ألكسندروس باباديامانتيس (1886) تعد من ركائز الأدب اليوناني، كان لجمهور المهرجان خلال اليوم الثاني من العروض، موعد مع فيلم سينمائي آخر مقتبس عن رواية للكاتب والشاعر والناقد تشيزري بافيزي، ويتعلق الأمر بـ«الصيف الجميل»، التي حولتها المخرجة الإيطالية لورا لوتشيتي Laura Luchetti إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه.
ورغم أن المخرجة حاذت عن جوهر العمل الروائي ولم تستطع النفاذ إلى روح النص الأصلي، الذي يعد من روائع الأدب الإيطالي، إلى أنها نجحت في السفر بالمشاهد إلى أجواء الثلاثينيات من القرن الماضي (1938) قبيل الحرب العالمية الثانية، بحرفية عالية (أماكن التصوير – الديكور -الأزياء الملابس – الأكسسوارات..)، كما أن أداء الممثلتين الرئيسيتين كان جيدا، رغم تدخل مقص الرقيب، الذي لم يكن له أي داع في عرض ثقافي، لأنه أربك أحداث الفيلم وأفقده بعضا من رونقه مخلفا انزعاجا لدى جمهور المهرجان، الذي كان معظمه من المهنيين والنقاد السينمائيين.
تدور أحداث «الصيف الجميل» (2023) في مدينة تورينو الإيطالية خلال أربعينيات القرن المنصرم، حيث تعيش «جينا»، شابة ساذجة تعمل بكد واجتهاد في محل خياطة، وأكثر من ذلك فهي تعيل شقيقها «سفيرينو»، وتعد له الطعام كلما وجدت متسعا من الوقت، لكن حياتها سوف تنقلب رأسا على عقب، حينما تستدرجها صديقتها «أميليا» إلى عالمها الخاص في استوديوهات الفنانين الذين يرسمون الأجساد العارية ويبيعون لوحاتهم للأثرياء والموسرين من الطبقة البرجوازية. ورغم أن «جينا» موقنة تماما بأن «غويدو» لا يمكن أن يتزوجها البتة إلا أنها تخوض غمار تجربتها العاطفية الأولى معه، وتجد نفسها في مرسمه. ثم يتخلى عنها وكأنها مجرد ذكرى عابرة ومضت في أفق خياله ثم تلاشت إلى الأبد.
الحياة الجديدة تكاد تغير حياة «جينا» التي تكتشف لأول مرة جسدها ورغباتها المكبوتة، فكيف تتعامل مع غرائزها وجسدها المندفع للنضوج والمقيد بخجلها وخوفها؟ وكيف ترتب أفكارها وأحلامها وخيباتها في رأسها؟ وما هي المغامرات التي تواجهها جينا المراهقة في رحلتها الصيفية نحو النضوج؟ كيف سينتهي «الصيف الجميل» والمليء بالأحداث المثيرة، وإلى أين سيأخذ تلك الفتاة البسيطة؟
النص الروائي الصادر عن دار المتوسط باللغة العربية
تشيزري بافيزي روائي وشاعر ومترجم وناقد أدبي إيطالي، ولد عام 1908، بعد تخرجه من كلية الآداب اشتغل بالتدريس لفترة قصيرة. كتب الشعر والقصة القصيرة واشتغل بترجمة الأدب الأمريكي لصالح دار النشر «إيناودي»، الذي أصبح أحد أعمدتها لاحقا، وترجم لهم الكثير من الكتاب الأمريكيين غير المعروفين إلى الإيطالية.
اعتقل عام 1943 بتهمة النشاط المعادي للفاشية وقضى عاما في المعتقل. وفي عام 1946 انضم إلى الحزب الشيوعي. بعد الحرب تفرغ تماما للنشاط الأدبي ونشر الكثير من الروايات والمقالات الأدبية حول علاقة الأدب والمجتمع. ونال تقديرا واسعا من جمهور النقاد والقراء الإيطاليين.
في ذروة نشاطه ونجاحه، وبعد حصوله على جائزة «ستريغا» أعرق وأرقى الجوائز الأدبية الإيطالية عن ثلاثيته الروائية «الصيف الجميل»، وجد ميتا في غرفة فندق في مدينة تورينو مع زجاجة حبوب منومة فارغة.