تتويج مستحق للإيطالية فرانشيسكا كومينتشيني عن فيلمها “الوقت اللازم” أو “الحياة أولا” Prima la vita… المشاركة المغربية تتوج بتنويه خاص لفيلم “المرجا الزرقا” وأفضل دور رجالي للممثل سعد موفق عن دوره في “سوناتا ليلية“…
بيت الفن
بعد أسبوع حافل بالعروض السينمائية المتوسطية المختارة بعناية فائقة، ووسط أجواء احتفالية وطنية بهيجة بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والنصر الدبلوماسي الكبير، الذي حققه المغرب في قضيته الوطنية الأولى، أسدل الستار مساء السبت 1 نونبر 2025، على فعاليات مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بتتويج مستحق للفيلم الإيطالي “الوقت اللازم” Le temps qu’il faut (العنوان الفرنسي) أو “الحياة أولا” (العنوان الإيطالي) prima la vita للمخرجة الإيطالية فرانشيسكا كومينتشيني، بالجائزة الكبرى (تمودا) للدورة الـ30.
يحكي الفيلم الإيطالي عن علاقة مخرجته بوالدها المخرج الإيطالي الراحل لويجي كومينتشيني.
تقول فرانشيسكا كومينشيني في تقديمها للفيلم “هذا الفيلم حفر في المشاعر وسرد شخصي للغاية للحظات مع والدي، انبثقت من ذكرياتي وظلت حاضرة في ذاكرتي، إنها قصة شخصية أعتقد أنها تجد امتدادها الصحيح في كون السينما، بين الأب وابنته، شغف، وخيار للحياة، وطريقة للعيش في العالم، كما “في سنوات المجازر، والثورات الاجتماعية، وظهور المخدرات، التي قلبت حياة جيل بأكمله رأسا على عقب”.
وفاز الفيلم الوثائقي “موسيقى تصويرية لانقلاب” للمخرج جوهان كريمونبري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة التي تحمل اسم المخرج المغربي الراحل محمد الركاب.
ويستعيد الفيلم سنوات الحرب الباردة واغتيال الزعيم الكونغولي باتريس لومومبا في تمرين سينمائي بديع يجمع بين الأحداث السياسية وموسيقى الجاز، من جهة كقوة ناعمة تستغلها القوى الاستعمارية لتحقيق أهدافها التوسعية ومن جهة أخرى كفن ثوري يناهض العنصرية والاستعمار.
وفاز الفيلم الوثائقي “غيتار يراي كورتيس الفلامنكو” للمخرج الإسباني أنطون ألفاريز بجائزة عز الدين مدور للعمل الأول.
ويتتبع الفيلم رحلة عازف الفلامنكو يراي كورتيس للتصالح مع ماضيه العائلي في طريق إعداده لألبومه موسيقي، كل ذلك على أنغام ورقصات وأشعار فناني الفلامنكو من غجر يمثلون النوع التقليدي ومن فنانين مجددين من الجيل الجديد.

وتوج الممثل المغربي سعد موفق بجائزة أفضل ممثل عن بطولته لفيلم “سوناتا ليلية” للمخرج عبد السلام الكلاعي الذي سبق له أن عرض في بانوراما السينما المغربية في الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
ويحكي الفيلم وهو ثالث شريط روائي طويل للكلاعي بعد “ملاك” و”أسماك حمراء” قصة شاعر شاب يعيش العزلة والهشاشة والتسكع الليلي في شوارع المدينة، يلتقي فتاة على حافة الانتحار ويقنعها بالعدول عن خطتها ثم يرتبط الإثنان بعلاقة يتقاسمان فيها الكثير من تفاصيل حياتهما، لكن في الأخير تنتهي هذه العلاقة على غير ما كان يأمل الشاعر الشاب حيث تعود الفتاة إلى حبها الأول.
ومنحت لجنة التحكيم جائزة أفضل دور نسائي للممثلة جيوفانا بنيديتي عن دورها في فيلم “المملكة” للمخرج جوليان كولونا، الذي سبق له أن عرض في فقرة “نظرة ما” في مهرجان كان.
ويحكي الفيلم عن صراع العصابات في جزيرة كورسيكا وعلاقة “عراب” بابنته.

ونال فيلم “المرجا الزرقا” لداود ولاد السيد تنويها خاصا من لجنة التحكيم، بعدما سبق له أن عرض في بانوراما السينما المغربية في الدورة الأخيرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ونال 3 جوائز في الدورة 25 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة وهي جائزة السيناريو وجائزة الإنتاج وجائزة الموسيقى التصويرية.
ويصور الفيلم رحلة طفل كفيف يهوى التصوير رفقة جده إلى المرجة الزرقا التي يتضح في النهاية ألا وجود لها في الواقع.
وفاز فيلم “عروس الجبال” للمخرجة الإيطالية ماورا ديل بيرو بجائزة النقد مصطفى المسناوي.
وسبق للفيلم أن عرض في الدورة قبل الأخيرة من مهرجان فينيسيا ونال الجائزة الكبرى للجنة التحكيم (الأسد الفضي).
تجدر الإشارة إلى أن المسابقة الرسمية للدورة الـ 30 من مهرجان تطوان عرفت مشاركة عشرة أفلام روائية ووثائقية من المغرب وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا.
وقد شهد حفل الاختتام تكريم الممثلة الإسبانية عايدة فولش تقديرا وعرفانا بمسيرتها السينمائية المتميزة. وكان حفل الافتتاح قد شهد تكريم المخرج والمنتج المغربي نبيل عيوش والممثل الأردني إياد نصار.
وتشكلت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لفئة الأفلام الطويلة، من المخرج الإيطالي، ليوناردو دي كوستانز، رئيسا بمساعدة المخرجة والسيناريست المغربية، أسماء المدير، والممثل والكاتب المسرحي الفرنسي، سيرج باربوتشيا، والمنتجة البرتغالية، إيزابيل ماتشادو، والمخرج والسيناريست المصري، أمير رمسيس.
أما أعضاء لجنة مصطفى المسناوي للنقد، فتشكلت من الصحافية المغربية، فاطمة الإفريقي والناقد السينمائي الفرنسي سيدريك ليبين والصحافي والناقد الإيطالي فرانشيسكو بونتيجيا.
بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.