“شظايا من سيرة ذاتية”..”عالم بعيون أخرى” وملحق شهادة مؤثرة كتبها كمال عبد اللطيف في حق صديقه الشهيد عبد اللطيف زروال…
بيت الفن :
“طعم الكلمات، أحوال ومعاينات”.. كتاب جديد وفريد للمفكر المغربي كمال عبد اللطيف، صدر أخيرا، عن منتدى المعارف ببيروت، في جزأين اثنين، الأول يحمل عنوان “شظايا من سيرة ذاتية”، من تمهيد وعشرة نصوص، أما الجزء الثاني “العالم بعيون أخرى” فيضم تسعة نصوص يليها ملحق شهادة مؤثرة كتبها كمال عبد اللطيف في حق صديقه الشهيد عبد اللطيف زروال.
وفي التمهيد العام لهذا الكتاب، يقول كمال عبد اللطيف “تستوعب نصوص هذا المصنف نوعا من العلاقة الخاصة باللغة ومفرداتها.. بالمفردات وملفوظاتها، وكذا بالملفوظات وإيحاءاتها. كما تستوعب تصورا معينا للكتابة، واستماعا متواصلا لتداعيات المكتوب. وتستعيد العديد من نصوصه أغلب معطياتها، من ذاكرة مفتونة بجمال الكلمات ومذاقاتها كما تبلور في مختلف أشكال الترسل التي راكمتها اللغة العربية، خلال تاريخها الطويل في مختلف فنون القول ومعارفه…”.
ويضيف عبد اللطيف أنه يمارس في مقالات الكتاب، قراءة استرجاعية الموضوعات وقضايا مختلفة، بهدف الوقوف على نوعية العلاقة التي تجمعنا بذاتنا، في تجلياتها وأحوالها المتنوعة (مقالات الباب الأول). كما نتجه في بعضها الآخر، نحو العوالم التي لا وجود لنا بدونها.. نصوب النظر نحوها من زوايا لا تفرط في لزوم استحضار الجمال والحب، ومختلف القيم النبيلة التي تحول العالم فعلا إلى أرض وسماء، نغتبط ونتسلى فيهما حينا من الزمن رغم وعينا بضالته في دورة الحياة، التي لا يعرف أحد مستقرها.. (مقالات الباب الثاني).
ويحرص عبد اللطيف على وضع اليد، في بعض هذه المقالات على جوانب من أوجاعنا، وجوانب أخرى من مسراتنا، مسرات العين والقلب والعقل… ومسرات الأوهام التي لا نستطيع التخلص منها أيضا.. حيث نواصل سيرنا فوق الأرض ولا نتوقف عن رفع أعيننا نحو السماء.. وكم تمنينا في مناسبات عديدة، أن تكون لنا أجنحة، تهبنا القدرة على الطيران ومصاحبة الطيور في السماء.. ولم نعتبر يوما أن أمنيتنا مستحيلة.. فقد أتاحت لنا الخواطر السائحة بين الحين والآخر، إمكانية التحليق في الأعالي بالكلمات، كما مكنتنا الأحلام والصبوات من التغني بالجميل والفاتن ومجالسته.. والظفر أحيانا بلمسه والنظر في عينيه…
ويخلص عبد اللطيف إلى أن “الكتابة تنتصر في هذه النصوص للنبض والخفقان، كما تنتصر لإيحاءات قطر الندى وعبير الزهور في فصل الربيع، حيث نولي عناية خاصة للإيحاءات المفتوحة للكلمات والعبارات، نجري في ذلك نحو طعوم الكلمات، نلتقطها بتفاؤل ونتغنى بها، تساعدنا في إنجاز ذلك، ذاكرة مفتونة بكنوز اللغة العربية ومآثرها…”.