بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
الدورة الـ16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا تسلط الضوء على السينما المكسيكية باعتبارها مرجعا للفن السابع في أمريكا اللاثينية…
بيت الفن (الصور بعدسة محمد بلميلود)
في حفل بهيج حضره ثلة من السينمائيين والنقاد والفنانين المغاربة والأجانب، افتتحت، مساء الاثنين 16 نونبر 2023 بالفضاء الثقافي والسينمائي “هوليوود” بمدينة سلا، فعاليات الدورة الـ 16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، بتكريم 3 أسماء نسائية بارزة في عالم السينما المغربية والعالمية، ويتعلق الأمر بمديرة المعهد المكسيكي للسينما، المخرجة والكاتبة ماريا المكسيكية ماريا نوفارو، والنجمة الألمانية البولونية ناستازيا كينسكي، والممثلة المغربية نعيمة إلياس، اللواتي حظين بدروع المهرجان، عرفانا بما قدمنه للسينما.
وعبرت الممثلة المغربية نعيمة إلياس، خلال تكريمها بالمهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبمبادرة من جمعية أبي رقراق في الفترة ما بين 13 و18 نونبر الجاري، عن سعادتها بهذا التكريم الذي حظيت به من أكبر وأعرق مهرجان نسائي في المغرب وإفريقيا والعالم العربي، مشيرة إلى أن هذه الالتفاتة الجميلة تعني لها الكثير فهي تشريف وتكليف في الوقت ذاته، لأن الأمر يدفعها لتقديم المزيد من الأعمال الجيدة.
واستأثرت نعيمة إلياس بـ 3 شهادات من المخرجين محمد عبد الرحمان التازي وداوود أولاد السيد، والمخرجة فاطمة الجبيح، صديقتها ورفيقة دربها، التي أشادت بالمسار الفني للمحتفى بها، مبرزة تضحياتها الكثيرة من أجل الاستمرار في المجال الفني، الذي عشقته ووهبته كل حياتها.
من جانبه عبر داوود أولاد السيد، عن إعجابه الشديد بأداء المحتفى بها، التي عملت معه في “طرفاية باب البحر”، مبرزا أنها ممثلة من طراز خاص، أما محمد عبد الرحمان التازي فتحدث عن المسار المتميز للمكرمة منذ التحاقها بمسرح البدوي، منوها بنجاحها في الدور الذي أسنده لها في فيلم “البايرة”، حيث كانت في مستوى تطلعاته.
ورغم تعذر حضور المكرمتين ماريا نوفارو، وناستازيا كينسكي، التي ترأس، أيضا، لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، إلا أن الأولى خصت حفل الافتتاح بشريط فيديو عبرت من خلاله عن سعادتها بهذا التكريم، الذي حظيت به من مهرجان متخصص في فيلم المرأة، هذا الكائن الذي كرست أفلامها لخدمته بطريقة شاعرية. كما أعربت عن تقديرها للالتفاتة التي خص بها المنظمون السينما المكسيكية.
أما النجمة ناستازيا كينسكي، فاكتفت في كلمة ألقاها بالنيابة المنتج أندري إيفانوف بالاعتذار عن عدم تمكنها من حضور حفل تكريمها بسب تعرض والدتها لوعكة صحية، داعية من جمهور المهرجان الدعاء لها.
واعتبر المنظمون أن هذه التظاهرة الفنية الكبرى، التي تحتفي هذه السنة بالسينما المكسيكية، “تجسد الحلم السينمائي المغربي والعالمي بصيغة المؤنث “، وتعد وسيلة للترافع على القضايا النسائية، وفرصة للتداول في شؤون هذا الفن من قبل سينمائيات من مختلف دول العالم، وكذا تبادل الخبرات والتجارب، ومناقشة شؤون المرأة من خلال الفن السابع.
من جهتها قالت سفيرة المكسيك بالمغرب، مابيل كوميز أولفر، إن السينما المكسيكية، ضيف شرف الدورة الحالية، تعتبر “مرجعية في مجال السينما في أمريكا اللاتينية والعالم”، ليس من ناحية الصناعة فحسب، بل من ناحية القضايا التي تتتناولها كذلك.
واعتبرت الدبلوماسية المكسيكية، أن الاحتفاء بسينما بلدها في هذه الدورة يشكل دعوة لتعارف أكبر بين المغرب والمكسيك، وفرصة لتطوير الروابط بين البلدين، وتبادل الأفكار بين جميع المشاركين حول التحديات وقضايا المرأة، وتبادل الخبرات في المجال.
وشهد حفل الافتتاح أيضا تقديم لجان التحكيم الخاصة بمسابقة الجمهور الشبابي برئاسة الممثلة المغربية فاطمة الزهراء الجوهري، ولجنة مسابقة الفيلم الوثائقي برئاسة الباحثة في السينما والأستاذة الجامعية إنصاف وهيبة من تونس، وكذا لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل.
واختتم حفل الافتتاح بالعرض ما قبل الأول للفيلم المغربي القصير “الموارد البشرية” للمخرجة دانية عاشور، الذي قارب على مدى 17 دقيقة ظاهرة التحرش الجنسي في أماكن العمل.
وتشهد مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لهذه التظاهرة السينمائية، التي تنظمها جمعية أبي رقراق بشراكة مع جهة الرباط سلا القنيطرة، ومجلس عمالة سلا، وجماعة سلا، والمركز السينمائي المغربي، مشاركة 10 أفلام، وهي: الفيلم المغربي “مطلقات الدارالبيضاء” لمحمد عهد بنسودة، وفيلم ” ليلة خضراء” لهان شواي من هونغ كونغ، و”رقصة فانسي” لإيريكاترمبلاي من الولايات المتحدة الأمريكية، و”بلاك بيرد بلاك بيرد بلاك بيري” لإلين نافيرياني (إنتاج جورجي سويسري)، و”باولا” لأنجيلا أوتوبا من فرنسا، و”التراكب” لكارولين لينجباي من الدانمارك، و”ستة أسابيع” لنويمي فيرونيكا ساكوني من هنغاريا، و”لينور لن يموت أبدا” لمارتيكا راميريز إسكوبار من الفلبين، و”الحب والرياضيات” لكلود سانت لوس من المكسك، و”أماندا” لكاروليناكافالي من إيطاليا.
أما مسابقة الفيلم الوثائقي فتشهد مشاركة 5 أفلام، وهي: “كوروموسو- الأخت الكبرى” للثنائي الكندي حبيباتا ورمي و جيم دونوفان، و”الجنة، الجنة الأصلية” لكلوي عائشة بورو (إنتاج مشترك بين فرنسا وبوركينافاصو والبنين وألمانيا)، و”سبعة فصول شتاء في طهران” لستيفاني درزول (إنتاج مشترك بين ألمانيا وفرنسا)، و”الأخوات باثان” لإليونور بواسينو من فرنسا، و”حتى أنا عائد” لزينب شفشاوني من المغرب.
وتتنافس على جائزة الجمهور الشبابي 5 أفلام روائية مغربية طويلة هي “ضاضوس” لعبد الواحد مجاهد، و”قرعة دمريكان” لهشام الركراكي، و”سيكا” لربيع الجوهري، و”الشطاح” للطفي أيت الجاوي، و”كازا أوفردوز” لعادل عمور.
أما قائمة الأفلام القصيرة فتضم “نجمة مارس” لليلى مسفر، و”أم المهرج” لمنال غوا، و”خيانة” لسلمى لخماس، و”يا مرايا” لماجدة بسايح، و”خلود” لخلود بوزين، و”تنين وسبعين” لآية مودن و” موارد بشرية ” لدانية عاشور .
وتتكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة من الممثلة الألمانية ناستازياكينسكي (رئيسة)، وعضوية كل من المنتجة الهنغارية أندريا تاشلر، والفكاهية حنان الفاضلي، والمخرجة والسيناريست الفرنسية آن فيلاسيك، والمنتجة المكسيكية ماجالي روشا دوناديو، بينما تضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية كلا من الباحثة التونسية في مجال السينما إنصاف وهيبة (رئيسة)، وعضوية كل من سارة قدوري من المغرب (مونتاج وتسجيل الصوت)، والمخرجة والمنتجة المصرية هالة جلال، وتتكون لجنة تحكيم الجمهور الشبابي من الممثلة فاطمة الزهراء الجوهري (رئيسة)، والمخرجة مريم عابد، والمخرجة آية رياش.
وإلى جانب العروض السينمائية، يتضمن برنامج الدورة الـ16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية يوم السبت 18 نونبر الجاري تنظيم ندوات وورشات تكوينية وتوقيع مؤلفات في المجال السينمائي.
