عائشة بلعربي.. لبابة لعلج.. عز العرب العلوي وعبد الكريم واكريم يقدمون إصداراتهم ضمن فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا…
بيت الفن
استضافت فعاليات النسخة الـ16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء 14نمونبر 2023، بفضاء «داوليز» بسلا، كلا من الباحثة الأكاديمية عائشة بلعربي، والكاتبة والشاعرة والفنانة التشكيلية لبابة لعلج، والمخرج والكاتب عز العرب العلوي لمحارزي، والناقد عبد الكريم واكريم لتقديم إصداراتهم الجديدة، بحضور كتاب ونقاد وسينمائيين ومهتمين بالمجال الأدبي والثقافي.
«الحب والفن»..مصدر بهجة الوجود
الكاتبة والشاعرة والفنانة التشكيلية لبابة لعلج قدمت مؤلفها الجديد «الحب والفن»، الذي يسعى من خلال قراءة تاريخية وفلسفية ودلالية وتأويلية ولغوية، إلى مقاربة وتمثل الصور التي يترجم من خلالها الحب والفن اليقينيات والشكوك والتطلعات والطموحات والخيبات، وهو ما يتجلى بشكل جمالي في لوحاتها ونصوصها، عبر الجمع بين الكتابة والتشكيل.
وأبرز مسير اللقاء الكاتب والناقد السينمائي، مبارك حسني، أن «مؤلف لبابة يسعى، بالإضافة إلى بعده الجمالي، إلى تمكين القارئ من زاد ثقافي وفكري»، مشيرا إلى أن لبابة تحتفي بالجمال باعتباره نقطة تقاطع بين الحب والفن، وغايتهما. وكشفت لبابة، خلال اللقاء، أنها تتبنى الأسلوب «الموسوعي»، الذي تشكل عبر تجربتها في فرنسا، حيث أرست علاقة مثاقفة وتفاعل مع العديد من الأشخاص من عوالم مختلفة ما أعطى لمسارها الإبداعي والتشكيلي زخما وعمقا، مشيرة إلى أن مؤلفها هذا ينفتح بشكل كبير على عوالم «النساء، والعالم، ويحتفي بالحب».
وبعد أن ذكرت بالاهتمام والعناية اللتين جرى إيلاؤهما فلسفيا للحب، من خلال كتابات كانط وديكارت وأفلاطون، أكدت أن الحب ما يزال يمثل «مصدر بهجة الوجود، ويكتسي حضورا طاغيا في الحياة البشرية».
وتعد لبابة لعلج، التي رأت النور في مدينة فاس، فنانة تشكيلية وكاتبة غزيرة الإنتاج، وهي عضو رابطة كاتبات المغرب. وسبق لها أن حصلت سنة 2019 على الدكتوراه الفخرية من المنتدى الدولي للفنون الجميلة.
وأصدرت لبابة لعلج عدة منشورات منها «البروز الرائع»، و»عوالمي»، و»المادة ذات الأصوات المتعددة»، و»التجريد والاقتراح» و»سيدات العالم..بين الظل والنور».
التاريخ الاجتماعي لتكوين وتعليم الفتيات في المغرب
الشاعرة والباحثة الأكاديمية عائشة بلعربي سعت، من خلال كتابها «التاريخ الاجتماعي لتكوين وتعليم الفتيات في المغرب»، إلى تسليط الضوء على قضية تعليم الفتيات إبان القرن 19 في المغرب والتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تحول دون تعلم الفتيات خلال تلك الفترة.
وربطت الكاتبة من خلال مؤلفها الواقع في 309 صفحات، الوضعية الحالية للتعليم بالهزات التي عاشها المجتمع المغربي منذ النصف الثاني من القرن 19، معتبرة «أن تلك الهزات هي التي فرضت عليه الانتقال من بنية تقليدية إلى بنية منفتحة على الخارج».
ويتضمن الكتاب مقدمة حاولت من خلالها الباحثة ملامسة قضية التعليم خلال الفترة الراهنة باعتباره إحدى أهم القضايا التي تستأثر باهتمام السياسات العمومية بالمغرب، مركزة على مسألة تعليم الفتاة باعتبارها رهانا تنمويا وحقا من حقوق الإنسان، ورافعة تعكس مدى إنخراط المغرب في تحديث الدولة.
كما قامت عالمة الاجتماع من خلال مؤلفها برصد التطورات والإصلاحات التي شهدها قطاع التعليم، منذ حصول المغرب على الاستقلال، مؤكدة أنه رغم الإصلاحات التي شهدها النظام التعليمي إلا أنه ظل يعاني مجموعة من الاختلالات لخصتها الكاتبة في عدم المساواة بين الجنسين في ولوج التعليم الأساسي، والانخراط المحدود للفتاة القروية في التعليم، وكذا ارتفاع الهدر المدرسي.
وأبرزت الباحثة السوسيولوجية أن هذه الاختلالات هي التي جعلت قطاع التعليم المغربي يصنف في مراتب متأخرة، معتبرة أنه لفهم النظام التعليمي خاصة تعلم الفتاة لابد من استحضار المعطى التاريخي الذي من شأنه أن يساهم في رصد التطورات، التي طرأت على قطاع التعليم منذ فترة ما قبل الاستعمار.
وتكرس اسم عائشة بلعربي الحاصلة سنة 1987 على دكتوراه من جامعة السوربون، كأستاذة جامعية وأكاديمية مرموقة في علم الاجتماع، وقد صدر لها في هذا الإطار عدد من المؤلفات، نذكر من بينها: «مقاربات أزواج وتساؤلات»، و«الجسد الأنثوي»، و»الحوار الحضاري – الحوار في اللغة رؤية في الوسائل والأهداف»، و»ولوج المرأة إلى مراكز القرار»، والإسلام والمرأة والسياسة».
كما برز اسمها كمناضلة في مجال الحقوق النسائية، منذ منتصف السبعينيات من القرن الفائت، قبل أن تتبوأ بفضل مسارها الأكاديمي والحقوقي مناصب سياسية ودبلوماسية، حيث كانت عضوا في حكومة التناوب بين 1998 و2002 مكلفة بحقيبة التعاون الدولي، كما شغلت أيضا منصب سفيرة للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي في الفترة من 2000 إلى 2004، ثم مفوضة دولية لدى اللجنة الدولية للهجرة مابين 2004 و 2006.
وفي المجال الأدبي، زاوجت الأستاذة عائشة بلعربي بين الشعر والنثر، فقد صدر لها في الشعر vie en vers و impressions expressions ورقص مع الكلمات، وlongue traversée، كما صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان le soleil se lève la nuit.
مرشد الشباب إلى أفضل الطرق لصناعة فيلم وثائقي
وجه المخرج والكاتب عز العرب العلوي دعوة إلى المخرجين الشباب لتوخي الدقة واحترام الشروط الإبداعية التي يتطلبها عمل وثائقي حقيقي لا يقبل القفز على المراحل، من خلال كتابه «المرشد في صناعة الفيلم الوثائقي»، معتمدا منهجا تعليميا تبسيطيا في معرفة الصورة وتحريكها. وهو منهج أدرك المؤلف نجاحه وهو يلقي دروسه في فصول معهد السينما حيث يصبح الواقع والتجربة مراجع ذات أهمية تتفوق في وقعها على أكثر النظريات تعقيدا.
ويرى عز العرب العلوي أن أهمية كتاب «المرشد في صناعة الفيلم الوثائقي» الصادر عن مركز سجلماسة للدراسات والأبحاث السمعية البصرية في 187 صفحة، تكمن في طابعه البيداغوجي، إذ يزاوج بين العرض النظري والتوجيه التطبيقي في مسعى لإضاءة المسار الشاق والمغامرة المثيرة لتحويل الفكرة- المشروع إلى الفيلم الجاهز للتفاعل مع جمهوره عبر مختلف الوسائط، مشيرا إلى أن هذا الازدواج يتجسد في المحورين الرئيسيين للكتاب «الفيلم الوثائقي بين الأمس واليوم» و»مراحل صناعة الفيلم الوثائقي».
يرصد الكتاب تزايد أهمية الحكي في الوثائقي في ما يبدو تقاربا مع الفيلم الروائي. فتقنية السرد تعطي قيمة مضافة للأحداث وتحرك مشاعر المتلقي وتجعله يشارك صاحب الرؤية تجربته الخاصة.
ويسلط الضوء على علاقة يتزاحم فيها التشابه والتنافر بين الوثائقي والتقرير الإخباري الصحفي. فحسب عز العرب العلوي، «ثمة اختلاف وجودي من حيث الشكل الفني بين البعد الإخباري التقريري في الروبورتاج والبعد التحليلي والجمالي في الوثائقي.
اختلاف في النص والمعالجة البصرية ومقاربة الموضوع والزمن. يلتقي الوثائقي والروبورتاج في البحث والتوثيق ويفترقان في ما عدا ذلك».
وتعزيزا للبعد التطبيقي للكتاب، يمضي المؤلف إلى استدعاء نماذج من أعمال وتجارب مخرجين لهم بصمة متميزة في ساحة الإنتاج السينمائي الوثائقي، ويتعلق الأمر بأحمد المعنوني صاحب «الحال» وعلي الصافي مخرج «دموع الشيخات» وحكيم بلعباس مبدع «أشلاء».
كما يقدم عز العرب تجربته الخاصة في صناعة الفيلم الوثائقي، مقدما نموذجا لمشروع تعثر إنتاجه، حول الفنان الراحل محمد حسن الجندي، ومستعرضا سلسلة من أعماله التي بثت في القنوات المغربية وعلى شاشة الجزيرة الوثائقية من قبيل «المهدي المنجرة المنذر بآلام العالم»، و»الغزو الجديد»، و»نساء السجاد»، و»ماوكلي في جبال الأطلس».عبد الكريم واكريم
تجارب سينمائية نسائية مغاربية جديدة
الناقد عبد الكريم واكريم اختار المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا لتقديم كتابه الجديد «تجارب سينمائية نسائية جديدة قراءات في أفلام مغاربية»، الذي يتضمن قراءات حول أفلام مغاربية أنجزتها نساء مغاربيات، سواء على مستوى السيناريو أو الإخراج أو التمثيل.
وبخصوص هذا الإصدار الجديد، قال واكريم إن الكتاب يعد احتفاء بالتميز الواضح لمخرجات مغربيات ومغاربيات على الصعيد العالمي وإنجازهن لأفلام نالت التقدير في مهرجانات الصف الأول عالميا مثل ”كان” و”البندقية” و”برلين” و”ساندانس” و”كارلوفي فاري” وغيرها، ومنها ما نال جوائز مهمة.
ويضم الكتاب فصلين، يقدم الفصل الأول “قراءة في أفلام لمخرجات مغربيات ومغاربيات شابات كفيلم «كذب أبيض» للمخرجة أسماء المدير، الذي فاز بجائزتين في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان»، جائزة لجنة التحكيم في فقرة «نظرة ما» وجائزة العين الذهبية». كما يقدم قراءة في فيلم مريم التوزاني «أزرق القفطان»، الذي حاز جائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومثل المغرب في الأوسكار، ثم قراءات في أفلام «ملكات» لياسمين بنكيران، و»ماشية لجهنم» لأسمهان لحمر، و»مجنون فرح» لليلى بوزيد وأفلام أخرى، أما الفصل الثاني فخصصه لحوارات مع مخرجات مغربيات حول تجربتهن السينمائية». وعن تجربة النساء المغربيات في السينما، أفاد واكريم أن السينما النسائية بالمغرب وتونس بالخصوص شهدت «قفزة نوعية” خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى ظهور «مخرجات متميزات في الساحة نلن الاعتراف، ليس فقط على الصعيد العربي والإفريقي، بل العالمي، عبر اختيار أفلامهن، التي تتميز بجودتها الفنية العالية، في أهم المهرجانات السينمائية العالمية».