يمثل السينما التركية في مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط فيلم القرنفل للمخرج بكير بلبل، الذي يتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الطويل التي يترأسها المخرج التركي زكي دميركوبوز…
بيت الفن
اختار منظمو مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط تركيا ضيف شرف للدورة الثامنة والعشرون المزمع تنظيمها ما بين 3 و 10 مارس من السنة الجارية.
وتحضر السينما التركية في فقرة التكريم من خلال الممثلة التركية فيلدان اتاسيفير، وفي لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الطويل التي يترأسها المخرج التركي زكي دميركوبوز، كما تتنافس السينما التركية على جوائز المهرجان بفيلم “القرنفل” للمخرج بكير بلبل.
وقد سبق لمؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في يناير المنصرم تنظيم أيام للسينما التركية بتعاون مع معهد يونس إمراه والسفارة التركية بالمغرب.
وتميزت أيام السينما التركية بعرض 3 أفلام من أفضل الإنتاجات ويتعلق الأمر بفيلم “حدث ذات مرة في الأناضول” (2011) للمخرج نوري بيلجي جيلان الحائز سنة 2011 على جائزة التحكيم الكبرى لمهرجان كان، وهو فيلم درامي يحكي عن جريمة غامضة في أجواء من الواقعية الساحرة والأجواء الريفية البسيطة.
وفيلم “عسل” للمخرج التركي سميح كابلان أوغلو الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين لعام 2010، وهو عمل سينمائي قوي يتناول قصة طفل يعاني من مرض التأتأة الذي يجعله يعيش في حالة من العزلة.
ثم فيلم “معجزة في الزنزانة 7” من إخراج محمد أدا أوزتكين، وهو الفيلم الذي لقي حفاوة كبيرة بتركيا سنة 2019، وهو يصور الظلم الذي يتعرض له الناس البسطاء وكيف تصبح العدالة سرابا.
وتعد السينما التركية جزءا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية التركية، فتركيا كانت في الستينيات والسبعينيات خامس أكبر منتج للأفلام في العالم بـ225 فيلما في السنة.
وفي عام 1972 وصل الإنتاج إلى 300 فيلم، وحينها احتلت تركيا المركز الثالث عالميا في إنتاج الأفلام.
وأطلق على الفترة من 1963 إلى 1975 “العصر الذهبي” للسينما التركية، فخلالها تجاورت السينما الشعبية أو التجارية مع ما أطلق عليه سينما “كلاسيكية”، لكن مع غلبة النوع الأول، حيث طغت الأفلام الكوميدية والعاطفية الاجتماعية على معظم إنتاجات تلك الفترة.
كان الإنتاج يتم في أستوديو “يشيلتشام” (الصنوبر الأخضر) في إسطنبول، ثم بدأ انحسار السينما مع ظهور التلفزيون في تركيا عام 1974، وتزايد في نهاية ذلك العقد لعوامل سياسية، وتراجع الإنتاج إلى عشرة أفلام في السنة.
وبنيل فيلم “يول” ليلماز غوني السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1982، انطلقت السينما التركية بين سينما مؤلف معترف بها دوليا، وسينما تجارية شعبية ناجحة ترى بشكل رئيسي في تركيا، وهي إلى اليوم في تطور ثابت وإن كان بطيئا.
ومنذ عام 2018 تعيش السينما في تركيا حركة مهمة مع مخرجين جدد يقدمون سينما مستقلة بميزانيات محدودة وبأساليب متعددة ومواضيع متنوعة وغنية تحرك مشاعر عميقة.
وتلقى السينما التركية المستقلة دعما من بعض بلدان الاتحاد الأوروبي، لا سيما ألمانيا التي شاركت في إنتاج عدة أفلام، وجدت لها مكانا في المهرجانات الكبرى، حيث حصدت جوائز عالمية، قالمخرج التركي نوري بيلجي جيلان مثلا نال الجائزة الكبرى في كان عن فيلميه “أوزاك” (2003)، و”حدث ذات مرة في الأناضول” (2011)، والسعفة الذهبية عن “سبات شتوي” (2014).