فيلم Triangle of Sadness للمخرج السويدي روبن أوستلوند الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان 2022 يفتتح عروض الدورة الـ29…
بيت الفن
انطلقت مساء اليوم الأربعاء سابع دجنبر 2022 فعاليات الدورة الـ29 لأسابيع الفيلم الأوروبي بالمغرب، من قاعة سينما “لوتيسيا” بالدارالبيضاء بعرض فيلم «مثلث الحزن» Triangle of Sadness العنوان الفرنسي sans filtre (بدون مصفاة) للمخرج السويدي روبن أوستلوند، الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان» في ماي الماضي.
وقال أوستلوند: «عندما بدأنا في إنتاج هذا الفيلم، كان لدينا على ما أعتقد هدف واحد، هو أن نحاول حقا صنع فيلم مثير للجمهور، وتقديم محتوى مثير للتفكير». ويقدم المخرج في الفيلم نقدا لاذعا للرأسمالية وتجاوزاتها في مجتمعات غربية تولي اهتماما كبيرا للمظاهر.
ويروي «مثلث الحزن» مغامرات يايا وكارل، وهما من عارضي الأزياء والمؤثرين في الشبكات الاجتماعية يمضيان إجازة فارهة على سفينة استجمام، لكن رحلتهما تنقلب إلى كارثة. هذا العمل الذي يبدو أشبه بنسخة معاكسة لـ«تيتانيك»، لا يكون فيها الأكثر ضعفا بالضرورة هم الخاسرون، يصور بشكل ساخر التباينات الاجتماعية، بين الأغنياء والفقراء وأيضا بين الرجال والنساء أو بين البيض والسود.
وقال المخرج السويدي الذي تربى على يد والدته الشيوعية، والذي يصنف نفسه على أنه «اشتراكي»، إنه لم يسقط في فخ «تصوير الأغنياء على أنهم أشرار»، مفضلا «فهم سلوكياتهم».
وأقر رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان الممثل فنسان لاندون، بأن «اللجنة كلها صدمت بهذا الفيلم».
وعلق في ذاكرة مشاهدي الفيلم مشهد التقيؤ الجماعي على متن السفينة، بسبب حالات إعياء عمت المسافرين جميعا خلال حفلة عشاء على السفينة المترنحة، أو معركة الأقوال المأثورة بين القبطان الشيوعي وأحد الأوليغارشيين الروس.
وتقترح أسابيع الفيلم الأوروبي التي تنظمها بعثة الاتحاد الأوروبي بـ4 مدن مغربية (الدارالبيضاء، الرباط، مراكش وطنجة) إلى 21 دجنبر الجاري، 8 أفلام طويلة شاركت في أكبر المهرجانات السينمائية عبر العالم، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام قصيرة لمخرجين واعدين من جنوب المتوسط.
وتمثل الأعمال السينمائية المنتقاة هذا العام، عشر دول هي ألمانيا وبلجيكا، والدنمارك، وإسبانيا وفرنسا، وإيطاليا، ولوكسمبورغ، وهولندا، ورومانيا، والسويد.
وتشهد هذه الدورة كذلك عودة الإسباني رودريغو سوروخوان بفيلم «أس بيستاس»، الفيلم الذي تدور أحداثه في العالم القروي، ويتميز بإخراجه المحكم وبممثليه المتميزين.
كما سيتعرف الجمهور على المخرج البلجيكي الشاب لوكاس دونت، الذي أكد موهبته المبكرة بفيلمه الجديد «كلوز»، وهو عمل مؤثر حول فقدان البراءة والبحث عن الهوية.
من جانبها، ستقدم المخرجة الفرنسية ريبيكا زلوتوفسكي أحد أجمل أعمالها السينمائية «أطفال الآخرين»، الذي يتناول موضوعا نادرا، وهو ارتباط امرأة أربعينية بابنة رفيقها.
وسيكون لجمهور الأسابيع الأوروبية موعد مع فيلم «نوستالجيا» للمخرج الإيطالي ماريو مارتون، الفائز أخيرا بجائزتين من مهرجان الرباط لسينما المؤلف (الجائزة الكبرى وجائزة النقد).
ويحكي الفيلم، الذي يمثل إيطاليا في مسابقات الأوسكار، قصة رجل يجر وراءه ماض ثقيل وسط المخاطر المحدقة التي تعج بها مدينة نابولي الإيطالية.
ومن ضمن الأفلام المبرمجة، فيلم «RMN» للمخرج الروماني كريستيان مونجيو، ذو الحبكة السياسية المعقدة، إلى جانب فيلم «حركة» الذي تدور أحداثه في تونس ما بعد الثورة، ويستنكر الفساد المستشري في البلاد. ويمكن للجمهور الأصغر سنا اكتشاف فيلم الرسوم المتحركة «إيكار» الذي يروي بشكل جديد ومبدع أسطورة إيكاروس الإغريقية.
وتكمتل برمجة هذه الدورة بثلاثة أفلام قصيرة من جنوب المتوسط، ويتعلق الأمر بفيلم «جمر»، الذي يكشف الموهبة الفريدة لمخرجه المغربي سامي سيدالي، وفيلم «ورشة»، الذي يقدم رؤية حالمة رائعة معلقة في سماء بيروت من إخراج اللبنانية دانيا بدير، التي حازت الجائزة الكبرى لمهرجان «صاندانس» لهذه السنة، ثم فيلم «آخر أيام الصيف» للفلسطيني نايف حمود، الذي يرافق خلال يوم كامل شابا قتل جاره.
يشار إلى أن «أسابيع الفيلم الأوروبي» مبادرة لبعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، تهدف التعريف بالأعمال السينمائية الأوروبية الناجحة، التي تعكس نظرة أشهر المخرجين الأوروبيين إلى واقع أوروبي يتسم بالتنوع.
ودأبت بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب على تنظيم هذا الحدث منذ 1991 بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمركز السينمائي المغربي، ومؤسسة «هبة» والمعهد العالي للفنون البصرية بمراكش.