المهرجان الدولي لفيلم المرأة.. احتفاء مغربي بسينمائيات العالم في مدينة سلا

الدورة الـ18 تنطلق بتكريم 4 نساء بصمن على حضور متميز في مجالي التمثيل والإعلام…

بيت الفن

وسط حضور جماهيري كبير من عشاق الفن السابع، انطلقت، مساء أول أمس الاثنين، بفضاء سينما هوليود بمدينة سلا، فعاليات الدورة الـ18 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، بتكريم 4 نساء بصمن على حضور متميز في مجالي التمثيل والإعلام.

وفي حضرة شخصيات فاعلة من عوالم الفن والثقافة والإعلام، تم تكريم الممثلة المغربية سعاد نجار نظير مسيرتها المتميزة في السينما والتلفزيون ودورها المتميز في الحفاظ على إرث زوجها الراحل محمد بسطاوي، والممثلة المغربية فرح الفاسي على مسارها السينمائي، حسب شهادتين أدلى بهما كل من الممثل والمخرج رشيد الوالي، والمنتج الفني نادر خياط الشهير باسم  “ريدوان”، الذي أشاد بمواهبها الفنية أمام وخلف الكاميرا.

كما تم تكريم الفنانة المصرية حنان مطاوع لقاء ما قدمته من إبداعات لافتة في مجال السينما والتلفزيون والمسرح، والإعلامية المغربية صباح بنداوود، لدورها البارز في خدمة الثقافة السينمائية عبر برامج وحوارات متميزة.

وفي كلمة بالمناسبة، عبرت الممثلة سعاد النجار عن فرحتها الكبيرة بتكريمها للمرة الثانية في مهرجان تكن له كل الحب والتقدير، مشيرة إلى أنها عاشت في مدينة سلا أجمل لحظات حياتها رفقة زوجها الراحل محمد بسطاوي وكل أبنائها، موجهة الشكر إلى مدير المهرجان عبد اللطيف العصادي، وكافة أعضاء اللجنة التنظيمية.

من جانبها أعربت الممثلة المغربية فرح الفاسي عن اعتزازها بالتكريم، معتبرة أنه تكريم لكل امرأة آمنت بحلمها وتخطت حدود المستحيل، وجعلت من الفن سلاحا للحق والحرية، معتبرة أن السينما ليست صورا على الشاشة فقط، بل “هي مرآة لأرواحنا وصوت من لا صوت له وجسر يصلنا بالعالم ومهما كانت التحديات، فإن المرأة المبدعة تبقى قادرة على صنع الفرق وعلى إضاءة العالم بموهبتها وقوة إيمانها بذاتها”.

بدورها عبرت الممثلة المصرية حنان مطاوع عن سعادتها بهذا التكريم، مؤكدة أنها كما لو كانت تقف أمام مرآة تطلعها على مسارها الفني كله بنجاحاتها وإخفاقاتها، بانتصاراتها وانكساراتها، معتبرة أن السينما بالنسبة لها ليست فقط مهنة، بل مسار عمر كتبته بصوتها وبحلمها وملامحها وملامح كل امرأة، سواء كانت أمام الكاميرا أو خلفها، والمرأة إن وجدت في الصورة، تضيف حنان مطاوع، ازدادت هذه الصورة عمقا واتساعا، وأصبح الحلم حقيقة.

واختتمت فقرة التكريمات بتكريم الإعلامية صباح بنداوود، التي خصها الناقد السينمائي عمر بلخمار بكلمة استعرض خلالها أبرز المحطات في المسار المهني للمحتفى بها، الذي تجاوز الـ30 سنة.

كما تم خلال حفل افتتاح المهرجان، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 27 شتنبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديم أعضاء لجنة تحكيم الجمهور الشبابي، برئاسة المخرجة فاطمة أكلاز، عوض الممثلة سلوي زرهان التي تعذر عليها الحضور لظروف خاصة، ولجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي، برئاسة المخرجة الفرنسية آني أوهايون-ديكل، ولجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل برئاسة المخرجة البرازيلية ساندرا كوغوت.

ويشكل المهرجان، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق مناسبة لدعم جهود تطوير أوضاع المرأة، وتغيير الصور النمطية والانفتاح على التجارب السينمائية في المجتمعات الأخرى، فضلا عن تبادل التجارب والأفكار بين صناعها.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس جمعية أبي رقراق ورئيس المهرجان، نور الدين اشماعو، أن انطلاق واستمرارية هذا المهرجان ما كانت لتتحقق لولا معادلة تقوم على ترسيخ ثقافة الصناعة السينمائية كأحد أبرز أدوات الثقافة الإنسانية، مسلطا الضوء على أهمية وخصوصية هذا المهرجان “المتفرد في خارطة أكبر المهرجانات العالمية”.

وشدد اشماعو على أهمية الانتظام في مواعيد دورات المهرجان رغم الإكراهات الموضوعية والذاتية المتعددة، مسجلا الحاجة الملحة إلى إضفاء لمسات ابتكارية في برنامج كل دورة.

وأشار إلى أن برنامج هذه الدورة يتميز بإضافة فضاءات ومضامين أنشطة جديدة، لافتا إلى أن المهرجان يدرس إمكانية الإعلان عن إحداث جائزة خاصة بالإنتاجات الوثائقية القصيرة التي تتناول المرأة في الثقافة الحسانية، وذلك بمناسبة احتفال المغرب بالذكرى الذهبية للمسيرة الخضراء.

ويأتي هذا الموعد الثقافي والسينمائي ليواصل ترسيخ مكانته كفضاء للنقاش والتبادل حول قضايا المرأة في السينما الوطنية والدولية، وكمنصة لاكتشاف أحدث الإنتاجات الفيلمية، التي تضع المرأة في صلب موضوعاتها.

ويزخر برنامج هذه الدورة بفقرات غنية، تعكس تنوع الروافد الثقافية والفنية، حيث يتضمن مسابقة رسمية للأفلام الروائية الطويلة، التي تتمحور حول تيمة المرأة، ومسابقة رسمية للأفلام الوثائقية التي تركز على نضال النساء ضد التمييز ومن أجل المساواة. كما يفتح المهرجان نافذة على الأفلام القصيرة المغربية التي أنجزت من طرف سينمائيات شابات، إلى جانب نافذة أخرى على الأفلام الروائية الطويلة المغربية الحديثة، وتتوج هاتان النافذتان بجائزة الجمهور الشبابي.

وسيكون للجمهور موعد مع لحظة وفاء من خلال لقاء مفتوح مع مكرمات المهرجان، كما يخصص المهرجان لقاء لاستحضار المسار الفني للراحل محمد الشوبي من خلال شهادات فنية وإعلامية.

وفي سياق النقاش الموازي، تحتضن الدورة ندوة محورية بعنوان “السينما والرقابات”، تناقش محاور مرتبطة بحرية الإبداع وأشكال الرقابة الذاتية والموضوعية، وتجارب الرقابة في إفريقيا والعالم العربي، بمشاركة مخرجين وحقوقيين وخبراء. كما ينظم “حوار السينمائيين”، الذي يجمع بين المخرج رؤوف الصباحي، والمخرجة خولة أسباب بنعمر، إلى جانب عرض فيلم “حياة” للمخرج الصباحي.

وتحتضن مؤسسة سلا للثقافة والفنون ندوة علمية بعنوان “بصمات تراثية للنساء السلاويات بالحروف والفيديو”، تسلط الضوء على الذاكرة التراثية والاجتماعية للمرأة السلاوية.

وسيستفيد الطلبة والمهنيون من لقاء خاص مع المخرجة ميريام أوويراغيي بيرارا للتعرف على مسارها الفني ورؤيتها الإبداعية، فيما يتواصل الاحتفاء بالسينما عبر تقديم مجموعة من الإصدارات المرتبطة بالسينما والفكر النقدي، منها مؤلفات لعبد الرزاق الزاهير، وفؤاد السويبة، وجمال بوزوز، وخليل الدمون والحبيب ناصري، وإدريس الروخ، ونجاة النرسي، والسعيد لبيب.

وتتنافس 10 أفلام روائية طويلة، تمثل 13 دولة من أوروبا، وأمريكا الجنوبية وإفريقيا، وآسيا على الجائزة الكبرى للمهرجان، من بينها أفلام مغربية وأخرى أجنبية حديثة الإصدار. وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، تتنافس خمسة أعمال من المغرب وكندا، وبلجيكا، وفرنسا وجنوب إفريقيا، أما جائزة الجمهور الشبابي فتخصص للأفلام المغربية الطويلة، إلى جانب خمسة أفلام قصيرة مغربية من توقيع مخرجات شابات. كما يواصل المهرجان منح “جائزة الضفة الأخرى” الموجهة للفيلم المغربي الطويل، الذي يعزز حضور النساء في فريقه الفني والتقني، ويتناول قضاياهن بشكل مباشر.

وتترأس المخرجة البرازيلية، ساندرا كوغوت، لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة إلى جانب الممثلة سناء العلوي من المغرب، والممثلة تقلا شمعون من لبنان، ومريام بيرارا من رواندا، والمخرجة فاليري ماساديان من فرنسا، فيما تترأس المنتجة الفرنسية آني أوهايون-ديكل لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية بمشاركة المخرجة ناتيفيل بونتاييه من الغابون وبلجيكا، وكاتبة السيناريو لوتسيا كوغلر من فرنسا، أما لجنة تحكيم جائزة الجمهور الشبابي، فتترأسها الممثلة المخرجة المغربية فاطمة أكلاز رفقة المخرجتين المغربيتين نادية بوحيادي، وزبيدة الطالعي.

ويقترح المهرجان عروضا في الهواء الطلق بشراكة مع جماعة سلا ومؤسسة سلا للثقافة والفنون، من بينها أفلام رسوم متحركة موجهة للجمهور الشاب، وأفلام مغربية طويلة في فضاء “سوق الكبير”، بهدف تكوين جمهور شبابي جديد للسينما. كما ينفتح المهرجان على المؤسسات التعليمية والجامعية من خلال برامج مخصصة لتعريف التلاميذ والطلبة بثقافة الصورة وتحفيزهم على الانخراط في الأندية السينمائية.

وأكدت الجمعية المنظمة حرص المهرجان على أن يكون مساحة للحوار بين سينمائيات من مختلف بقاع العالم، للتداول في شؤون المهنة وتبادل التجارب والخبرات، وتسليط الضوء على التحديات، التي تواجه النساء في الصناعة السينمائية، سواء تعلق الأمر بظروف الممارسة أو بالصورة التي تعكسها الأعمال السينمائية عن المرأة. وتنعقد هذه الدورة في سياق اجتماعي وثقافي متنوع، يتقاطع مع قضايا محورية من قبيل العنف والتحرش، وحماية الأسرة والمناصفة في الحقوق، وحماية الطفولة والشباب، وهي إشكالات تواكبها السينما المغربية وتطرحها في عدد من الأعمال الحديثة كدليل على حيوية النقاش المجتمعي.

ويسعى المهرجان من خلال برمجته المتنوعة، إلى مواكبة التحولات الدستورية والتشريعية المرتبطة بحقوق المرأة، والبحث في كيفية تجسيد هذه القضايا على الشاشة، سواء عبر الإنتاجات الوطنية أو الدولية. كما يشكل المهرجان مناسبة لمواصلة تطوير النقاش النظري والنقدي حول “سينما المرأة”، إذ شهدت دوراته السابقة زخما فكريا، تجلى في تنوع المقاربات والتحليلات النقدية، إضافة إلى التفاعل الكبير للجمهور مع العروض ومناقشات الأفلام.

وتحتضن مدينة سلا هذه الدورة عبر فضاءات متعددة، من بينها قاعة “هوليود” بحي كريمة كقاعة رسمية، وفضاء “الملكي” بالمدينة القديمة، وساحة “سوق الكبير” للعروض المفتوحة، إلى جانب قاعات فندقية مخصصة للندوات والعروض.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

“آخر اختيار” فيلم مغربي جديد للمخرجة رشيدة السعدي بالقاعات السينمائية

آخر اختيار شريط سينمائي جريء من توقيع السينمائية رشيدة السعدي و بطولة فرح الفاسي ومحمد …