الحسين بوديح

الغرفة المغربية لقاعات السينما تودع رئيسها الحسين بوديح

واكب مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، منذ انطلاقه كملتقى سينمائي ثقافي محض سنة 1985 وقبل ذلك أنشطة النادي السينمائي ثم جمعية أصدقاء السينما…

بيت الفن

فقدت الساحة السينمائية الوطنية وجها بارزا من وجوهها.. ويتعلق الأمر برئيس الغرفة المغربية لقاعات السينما، الحسين بوديح، الذي ودع الحياة أمس الثلاثاء بمدينة تطوان بعد صراع طويل مع المرض.

وكان الراحل أحد مكرمي الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة خلال الفترة من 16 إلى 24 شتنبر 2022، عرفانا لما قدمه للسينما المغربية من خدمات، سواء خلال إدارته لشركة “سينمات الشمال” التي كانت تدير عشر قاعات سينمائية، أو خلال رئاسته للغرفة المغربية لقاعات السينما، منذ سنة 2013 وهي الفترة التي شهدت تراجعا كبيرا في عدد القاعات السينمائية.

ويعد بوديح أحد رجالات الفن السابع في المغرب رغم أنه كان يفضل البقاء في الظل، إذ واكب مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، منذ انطلاقه كملتقى سينمائي ثقافي محض سنة 1985، وقبل ذلك أنشطة النادي السينمائي ثم جمعية أصدقاء السينما.

ونعى أحمد الحسني، مدير مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، الراحل بتدوينة جاء فيها “غادرنا هذا الصباح الحاج حسين بوديح، بهذه المناسبة الأليمة أتقدم بخالص العزاء والمواساة لابنه والصديق نورالدين وكافة أفراد أسرته الكريمة ولجميع أصدقائه ومهنيي القطاع السينمائي المغربي.. علاقتي بالحاج حسين بوديح قديمة وعمرها أكثر من 42 سنة”.

الحسين بوديح من مواليد سنة 1939 بالناظور، حصل على الشهادة الابتدائية باللغة الإسبانية بمدينة سبتة سنة 1952 ثم على شهادة البكالوريا بثانوية العذراء “البيلار” بتطوان سنة 1958.

يعتبر الحسين بوديح شخصية عصامية، عشق السينما منذ شبابه حيث شغل مهمة مدير لقاعتي سينما “الريف” و”فيكتوريا” بالناظور في الفترة ما بين 1961 إلى 1968. وفي سنة 1969 اكترى قاعات سينما “أبيندا” و”اسبنيول” و’منومنطال” بمدينة تطوان. لينشئ في سنة 1974 شركة “سينمات الشمال” التي كانت تدير عشر قاعات سينمائية.

في سنة 1985 وبعد إحداث مهرجان سينمائي بتطوان، واكب بوديح تطور هذه التظاهرة، حيث وضع رهن إشارة منظميها قاعاته السينمائية لاحتضان فعاليات المهرجان لتصبح اليوم تظاهرة مهمة وطنيا ودوليا وهي “مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط” حيث احتضنت هاته القاعات وجوها سينمائية وطنية وعربية ومتوسطية تم تكريمها وعرض أفلامها أمام جمهور مدينة المهرجان.

تم تعيين الحسين بوديح عضوا في لجنة تحكيم الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للفيلم التي نظمت بمدينة طنجة خلال الفترة سنة 1995، وقد تزامنت هذه الدورة مع الذكرى المئوية للسينما (1895- 1995).

خلال مساره المهني، شارك في عدة ندوات ولقاءات مهنية بمناسبة المهرجان الوطني للفيلم، واليوم الوطني للسينما، والمناظرة الوطنية حول السينما بالمغرب سنة 2012 بالرباط التي تميزت بالرسالة السامية لجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في أشغالها. وقد تمخض عن هذه المناظرة توصيات مهمة شملت مجال الاستغلال السينمائي تم تضمينها في “الكتاب الأبيض للسينما المغربية”، وكان بوديح في الموعد مع الحداثة السينمائية، إذ يعتبر من الأوائل الذين أدخلوا النظام الرقمي لقاعاته السينمائية، ما يؤكد اهتمامه الكبير بقطاع الاستغلال السينمائي كرافعة أساسية للنهوض بالصناعة السينمائية في بلدنا.

في سنة 2013، أصبح رئيسا للغرفة المغربية لقاعات السينمائية، وبهذه الصفة مثل الغرفة في أشغال المجالس الإدارية للمركز السينمائي المغربي، كما عقد اجتماعات مع الوزراء المتعاقبين على القطاع ومديري المركز السينمائي المغربي لتدارس مشاكل القطاع السينمائي وإيجاد الحلول المناسبة، وفي فبراير من سنة 2016، تم تعيينه عضوا في لجنة دعم رقمنة وتحديث وإنشاء القاعات السينمائية (2016 – 2017). وبالإضافة إلى اهتمامه بالاستغلال السينمائي، يعد الحسين بوديح من بين الفعاليات الجمعوية والرياضية بمدينة تطوان، حيث ترأس نادي المغرب “أتلتيك” تطوان لكرة القدم لعدة سنوات.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

انطلاق عروض مهرجان تطوان السينمائي بفيلم يوناني ينتصر للمرأة

القاتلة عمل سينمائي عن نساء عانين ولازلن من قسوة المجتمع الذكوري… الشخصية الرئيسية قاتلة ترى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *