أجمع فنانون مغاربة على أن المخرجة فريدة بليزيد أيقونة السينما المغربية ونموذجا يحتذى للنساء المشتغلات في مجال الفن السابع…
بيت الفن
في ليلة استثنائية، شعارها الحب والاعتراف، كرمت الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، رائدة السينما المغربية المخرجة فريدة بليزيد، التي تسلمت نجمة المهرجان الذهبية وسط تصفيقات ملأت قاعة السفراء بقصر المؤتمرات بمراكش، التي امتلأت عن آخرها بفنانين ومشاهير مغاربة وأجانب.
وتجاوبت أول امرأة تدخل غمار الإخراج السينمائي مع حرارة استقبالها، بقولها «في ليلة تكريمي، وكأنني ولدت من جديد». موجهة شكرها، لكل من حضر، ولكل من ساندها في بداياتها ومسارها الفني، خاصة المخرج التونسي حين دلدول، الذي شجعها على إخراج أول أفلامها الطويلة وشاركها في إنتاجه.
ولم يفت المخرجة المغربية، التي كانت صديقة وفية، وضيفة دائمة في الدورات السابقة للمهرجان، أن تتذكر مع الحضور مشاركتها في الدورة الأولى عضوا في لجنة التحكيم. وقالت «أحب المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بشكل خاص لأنه يدعم أعمال المخرجين الأولى، وكنت أشعر بالسعادة عندما أشاهد أفلاما رائعة، لأن الاختيار كان دائما ممتازا»، مشيرة إلى أن إعجابها يكون أكبر، بتلك الأحلام المجنونة التي تجسدها الأفلام الأولى لمخرجيها.
واختارت إدارة المهرجان، الإعلامية فاطمة لوكيلي لتقديم كلمة في حق المحتفى، حبث وصفتها بالفريدة، فريدة بأخلاقها وأحاسيسها.
وأبرزت لوكيلي أن هوية هذه المخرجة المغربية تشكلت في مدينة طنجة، المنفتحة على العالم، ذات الحمولة الثقافية الرفيعة، وأن وعيها تشكل من آفاق مختلفة. اقتحمت فريدة بليزيد، حسب لوكيلي، عالم الصورة والكلمة وتملكت أدواتها، فأبانت عن قدرة فائقة في التقاط معاناة المرأة والإصغاء إلى همومها والتقاط نبض المجتمع.
وأجمع فنانون مغاربة على أن المخرجة فريدة بليزيد تعد “أيقونة السينما المغربية” و”نموذجا يحتذى” للنساء المشتغلات في مجال الفن السابع.
وأبرزوا التجربة الغنية التي راكمتها المحتفى بها طيلة مسارها الفني الحافل، معتبرين تكريمها خطوة محمودة باعتبارها تشكل تقديرا لمساهمتها في إغناء الساحة الفنية والسينمائية الوطنية.
وفي هذا السياق، قال الممثل والمغني يونس ميكري، الذي سلم النجمة الذهبية التكريمية لبنلزيد خلال حفل التكريم، إن هذه المخرجة تعتبر “وردة زاهية في الساحة السينمائية الوطنية”، ومن المشرف لكل الفنانين والفاعلين السينمائيين المغاربة حضور أمسية الاحتفاء بهذه “الأيقونة السينمائية الوطنية”.
من جهتها، نوهت الفنانة، زكية الطاهري، بمبادرة تكريم الفنانة بنليزيد، مبرزة الخصال المهنية والشخصية ل”صديقة وزميلة اشتغلت معها في العديد من الأعمال السينمائية”، مضيفة أنها تعد “مثالا يحتذى به للمرأة في حياتها المهنية والشخصية”.
من جانبها، قالت الممثلة المغربية الشابة، فاطمة الزهراء قنبوع، إن فريدة بنليزيد “رائدة للسينما المغربية، وتستحق كل التقدير وكنت أتمنى من قلبي الاشتغال معها”، معبرة عن سعادتها بحضور أمسية تكريم “هذا الوجه السينمائي المغربي الكبير”.
يشار إلى أنه، ووفاء لنهجه المتمثل في الاحتفاء بالسينما العالمية في تنوعها، يكرم المهرجان في دورة هذه السنة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أربع شخصيات متميزة من عالم الفن السابع تقديرا لمساراتها الفنية والمهنية الرائعة.
وإلى جانب فريدة بنليزيد، شهدت هذه الدورة تكريم كل من المخرج الأمريكي، جيمس جراي، ونجم بوليود، رانفير سينغ. كما سيتم تكريم الممثلة الأسكتلندية الشهيرة تيلدا سوينتون، في اليوم الختامي لفعاليات هذا المهرجان.