بيت الفن
ضمن مشروع شعري وفني أطلقه بيت الشعر في المغرب تغني الفنانة صباح زيداني “ھو ذا ظلي” شعر حسن نجمي، وألحان يوسف قاسمي جمال، وتوزيع يوسف قاسمي جمال وووتر فاندنابيل.
وتم تسجيل هذا العمل بمدينة مراكش (المغرب)، ومدينة “گينت” (Ghent) البلجيكية في ظل ظروف الحجر الصحي. ورغم ذلك، استطاع الفن، في لحظة التحرر من القلق والخوف والسعي نحو مد جسور التواصل، قهر الحواجز الجغرافيا وما دونها من عوائق، بفضل فرقة موسيقية تشكلت من عازف العود يوسف قاسمي جمال، وعازفي الكمان ووترفاندنابيل وليزبيثلامبرخت، وعازف القانون أسامة عبدالرسول، وعازف ساكسفون: مارك دي ميسينير، وروب كيكينس على الإيقاع.
تحمل هذا المشروع الفنانة صباح زيداني، التي جعلت من الشعر المغربي أفقا لتفكيرها واشتغالها، عندما قدمت بعضا من نصوصه الجميلة للشعراء بوجمعة العوفي وعبد الهادي السعيد، كما سبق لها أن خاضت تجربة فنية مع الشاعر المغربي عبد الله زريقة بمعية ثلة من الشعراء والموسيقيين الأجانب. وهو ما يجعل وجودَها في هذا المشروع تثمينا لهذه الإرادة التي تلتقي فيها برغبة بيت الشعر في المغرب، في أن يكون شعرنا المغربي حاضرا في مختلف الحوامل التي تتيح له الذيوع والانتشار: مسرح، تشكيل، أغنية…
ويهدف المشروع، حسب بلاغ لبيت الشعر بالمغرب، إلى إعادة ربط شعرنا المغربي بالفضاء الإبداعي العام، خاصة الموسيقي والغنائي منه، واستعادة لحظات طيبة الذكر تعانقَ فيها شعرنا المغربي (عبد الرفيع جواهري، إدريس الجاي، الخمار الكنوني، حسن المفتي، أحمد الطيب لعلج، علي الحداني…) بأوتار وألحان (عبد السلام عامر، عبد النبي الجيراري، حسن القدميري…).
لقد أثرى الشعراء المغاربة المتن الشعري للأغنية المغربية، ومنحوها قصائد تحولت، من خلال أوتار ملحنين مقتدرين، إلى أغان تتردد على ألسنة وشفاه الناس في المناسبات والأفراح والأعراس.
نجاح ما كان له أن يتحقق لولا أن هؤلاء الشعراء كتبوا قصائدَهم من داخل تجربتهم الإنسانية وفي أفق الرؤية التي امتلكوها تجاه اللغة والمجتمع والكون وليس تحت الطلب أو إرغامات سوق الغناء.
من خلال هذا المشروع، الذي يطلقه بيت الشعر في المغرب، ذي الرؤية المندمجة، التي تربط الشعر المغربي بأفقه الفني من أجل أن يحظى بمساحة أوسع للانتشار عبر الأغنية، يصير بمقدور الجمهور المغربي أن يتعرف على شعرائه، ليس من خلال دواوينهم الشعرية أو عبر أمسياتهم الثقافية، بل من خلال الأغنية كلحظة فنية تتجمع وتنصهر فيها عدة أبعاد: شعرية، ولحنية موسيقية، وطربية غنائية…