لمهرجان الدولي للمسرح الجامعي

اختتام مهرجان الدارالبيضاء للمسرح بتكريم 5 أسماء وازنة

احتفاء خاص بروحي ثريا جبران وعبدالجبار الوزير

التفاتة مستحقة لـنصاف بن حفصية والحسين الشعبي وحميد نجاح

بيت الفن

تحت شعار “المسرح والحلم”، اختتمت يوم الأحد 27 دجنبر 2020 فعاليات الدورة الـ 32 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدارالبيضاء، الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – جامعة الحسن الثاني، عن بعد، بتكريم 5 أسماء في مختلف حقول المسرح، لإسهاماتها، وعطاءاتها المتفردة كل في مجال اشتغاله.

وتميز الحفل الختامي بتكريم روحي كل من ثريا جبران وعبد الجبار الوزير، والاحتفاء بـ3 ممن ساهموا في إغناء الساحة المسرحية ويتعلق الأمر بالمبدعة والفنانة التونسية نصاف بن حفصية، والمؤلف والناقد المسرحي الحسين الشعبي، والفنان المتعدد المواهب حميد نجاح، وهي شخصيات يجمع بينها حقل مشترك هو “المسرح” من حيث كونه حلما وممارسة وحياة.

ونصاف بن حفصية، التي تم تعيينها مديرة فنية للدورة 22 من أيام قرطاج المسرحية، هي ممثلة تونسية ولدت عام 1971 بصفاقس في تونس وتخرجت في المعهد العالي للفنون الدرامية بتونس، وتحصلت على الأستاذية في المسرح 1995 وماجستير علوم ثقافية / اختصاص مسرح وفنون العرض 2006، ثم شغلت منصب مديرة المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بصفاقس، ومن أبرز أعمالها المسرحية “قصة حب معاصرة” إخراج فتحي العكاري، و”رقص الطيور” إخراج حاتم مرعوب، و”المورستان” إخراج هادي عباس…

أما المبدع حميد نجاح، المزداد يوم 27 مارس 1949 بالدارالبيضاء، فقد راكم منذ سنة 1967 تجربة مسرحية معتبرة تشخيصا واقتباسا وإخراجا وتنفيذا للديكور، واستفاد من تداريب مسرحية بالمعمورة سنة 1970 وبفرنسا، هذا بالإضافة إلى أدواره التلفزيونية المتنوعة ورسوماته وجدارياته وأشعاره وخواطره بالفرنسية.

سينمائيا، شارك الفنان حميد نجاح في العشرات من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة منذ منتصف السبعينات إلى وقتنا الحالي، نذكر منها على سبيل المثال العناوين التالية: “أحداث بلا دلالة” (1974) لمصطفى الدرقاوي، و“حلاق درب الفقراء” (1982) للراحل محمد الركاب، و“الزفت” (1984) للراحل الطيب الصديقي…

بينما يعد الكاتب والناقد الحسين الشعبي، من أبرز رجالات المسرح في المغرب، إذ ألف مجموعة من النصوص المسرحية التي تم تجسيدها على الركح، منها مسرحيته الشهيرة “لوزيعة”، التي ألفها انطلاقا من فكرة بقصة قصيرة للكاتب التركي الساخر عزيز نسين، وأخرجها الفنان يوسف الساسي لفرقة الفضاء المسرحي من القنيطرة، ونصوص أخرى قيد الكتابة، منها نص مسرحي ينتصر لمناهضة عقوبة الإعدام في المغرب وفي العالم..  ودراسات نقدية ومتابعات لعروض وتظاهرات مسرحية نشرت في عدد من المجلات والصحف المغربية والعربية..

كما قام المهرجان بمنح الجائزة الأولى لكافة الفرق المشاركة في هذه الدورة، وذلك للأعمال الممتعة التي قدمتها للجمهور عبر الشبكة العنكبوتية خاصة في ظل هذه الظروف التي تخيم على العالم .

وشاركت في هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مجموعة من الفرق الجامعية تمثل كلا من المكسيك وفرنسا ولبنان وتونس وفلسطين وسوريا وساحل العاج وكوريا الجنوبية وإيران وألمانيا واليونان، بالإضافة إلى عدد من الفرق المغربية.

وقال رئيس المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدارالبيضاء، عبد القادر كنكاي في كلمة بالمناسبة، إن أجواء التفاعل ظلت حاضرة، رغم تنظيم هذه التظاهرة عن بعد، لافتا في الوقت ذاته إلى أن مناخ الأمل وتثبيت ثقافة الحياة والجمال والخيال، انطلاقا من موضوع الدورة، قد ضاعف من تزكية هذه التجرية الثقافية الإنسانية الكونية القائمة على التضامن في زمن الوباء، والانتصار لقيم الحياة ضد الموت والخوف والرعب.

وأضاف أن المهرجان امتد لأسبوع من الفرحة والمتعة الفنية الرائعة، استمتع فيها عشاق الفن الرابع بعروض مسرحية تمثل العديد من البلدان والمدارس، إلى جانب محترفات تكوينية وندوة علمية نشطها أكاديميون وفنانون ومبدعون من العديد من الدول، مشيرا إلى أنه بذلك تكون هذه الدورة، قد بلغت كل أهدافها، البيداغوجية والعلمية والفنية والإشعاعية.

وعبر كنكاي، وهو أيضا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، عن سعادته للمتابعة الهائلة لفعاليات المهرجان والتي كانت من كل أقطار العالم، مشيرا إلى أن هذا سيزيد من حماس واجتهاد المنظمين للعمل على مواصلة المشوار للدورات المقبلة.

من جهتها نوهت رئيسة جامعة الحسن الثاني عواطف حيار، بالمستوى الذي بلغته هذه النسخة رغم الظروف المتميزة التي تخيم على العالم برمته والمتمثلة في جائحة كورونا التي فرضت الالتزام بالعديد من التدابير الصحية على رأسها التباعد الاجتماعي.

وتابعت أن هذه النسخة من المهرجان تمكنت من ربح الرهان، مشيرة إلى أن هذه التظاهرة تحظى أيضا باهتمام المسؤولين المعنيين.

وتضمن برنامج هذه النسخة، إضافة إلى العروض المسرحية، عقد ورشات ومحترفات تكوينية، ومائدة مستديرة مركزية لمناقشة محور الدورة التي تحتفي بالمسرح والحلم.

وجسدت هذه الدورة القناعة الراسخة لدى المنظمين بأهمية “استمرارية هذا المشروع الفني والثقافي والتواصلي بين شبيبة العالم”، على اعتبار أن هذا الحدث يسهم في خلق “مؤتمر فوق العادة تناقش وتتصاهر وتتلاقى فيه الثقافات”.

ويسعى المنظمون إلى أن يضطلع المهرجان بدوره في إعطاء صورة طيبة عن المغرب كبلد للانفتاح والتسامح والتعايش بين الثقافات والديانات، وفي ضمان الانفتاح الفني والثقافي على مختلف الجامعات المغربية وعلى العالم، بشكل يجعل منه فاعلا مهما في كل التحولات والتطورات التي يعرفها الفعل المسرحي داخل المغرب وخارجه.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

حميد نجاح

الممثل والفنان المتعدد المواهب حميد نجاح في ذمة الله

سيوارى جثمانه الثرى بعد صلاة ظهر يوم الخميس 29 فبراير  بالدار البيضاء…. أحمد سيجلماسي فارق الممثل …