“خريف التفاح” يحمل إسقاطا على الأجيال
محمد مفتكر مخرج واعد جدا وقوي ولديه رؤية متماسكة
بيت الفن
قال الناقد رامي عبد الرازق، مدير مسابقة آفاق السينما العربية المقامة على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، إن هناك فيلمين مغربيين يشاركان في المسابقة هذا العام هما “ميلوديا المورفين” للمخرج هشام أمل و”خريف التفاح” للمخرج محمد مفتكر الذي يعرض اليوم، أي أن مسابقة “آفاق السينما” هذه الدورة تلقي الضوء على اثنان من جيل المخرجين المغاربة “الشباب وجيل الوسط” ما يعكس جزء من التطور والحراك الحادث في السينما المغربية منذ فترة طويلة.
وأضاف عبد الرازق في حديث لـ”بوابة الأهرام” أن السينما المغربية واحدة من السينمات القوية والراسخة على مستوى الساحة الدولية ولها مشاركات كثيرة، من بينها مهرجان “كان” الذي تحمل مشاركتها فيه الزخم الأكبر من المشاركات في السينما العربية لأسباب كثيرة أهمها أن لديهم صوت ورؤية خاص ونحن هنا نقصد المخرجين أصحاب التجارب الفنية لأنه بالطبع هناك جانب تجارب السينما المغربية مثلها مثل السينمات الأخرى في العالم.
ويستكمل: فيلم “خريف التفاح” سبق له الحصول على جائزة المهرجان الوطني للفيلم بطنجة بالمغرب في فبراير الماضي، ويعتبر مخرجه محمد مفتكر واحدا من أهم مخرجي جيل الوسط بالسينما المغربية ، وسبق وقدم تجربتين مهمتين هما “جوق العميين” و”براق” ويعتبر فيلم “خريف التفاح” هو العمل الثالث في ثلاثية “الأب” التي تضم الفيلمان السابق ذكرهما.
أهمية فيلم “خريف التفاح” الذي يعرض لأول مرة خارج المغرب، أنه تجربة جديدة في مسيرة مخرج واعد جدا وقوي ولديه رؤية متماسكة، فالأحداث تدور في قرية مغربية بالجبال بها قدر كبير من التجريد يطرح من خلالها علاقة طفل صغير بوالده، ومن خلال هذه العلاقة وهي “مرتبكة وملتبسة جدا” يكتشف هذا الطفل، العالم من رؤيته الخاصة، ويحمل الفيلم الإسقاط على الأجيال، الجيل الأول متمثل في الجد “زارع شجرة التفاح” الموجودة بساحة المنزل، والجيل الثاني “الآب” المتمرد على المكان الذي ترمز إليه الشجرة، والجيل الثالث ويمثله الطفل الصغير الذي يريد اكتشاف صوته ومكانه الخاص، هل يبقى أسفل شجرة التفاح أم يرحل مع الأب الذي يريد الرحيل هو الآخر.
وهناك تماس بين غياب الأم وحضورها بروحها التي تسكنها “شجرة التفاح” حيث تتعدد الدلالات التي من خلالها يتجلى وجود هذه الشجرة بالفيلم.