نادية لطفي

رحيل الممثلة نادية لطفي بعد صراع مرير مع المرض

بيت الفن

بعد صراع طويل ومرير مع المرض، لفظت نجمة السينما العربية نادية لطفي، فجر اليوم الثلاثاء رابع فبراير 2020، أنفاسها الأخيرة عن عمر ناهز 83 عاما.

وأعلن أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية المصرية، خبر وفاة الفنانة بأحد مستشفيات القاهرة، مشيرا إلى أن الجنازة ستقام يوم الأربعاء خامس فبراير الجاري، لكن موعد العزاء لم يحدد بعد.

ودخلت الفنانة المصرية في غيبوبة منذ أيام بعد تدهور حالتها الصحية، حيث تم وضعها على أجهزة التنفس الصناعي بغرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات في العاصمة القاهرة، بعد معاناتها مع أزمات تنفسية جراء إصابتها بنزلة شعبية حادة.

وتعد نادية لطفي من الفنانات المصريات اللواتي قدمن أعمالا فنية مع ممثلين مغاربة، حيث جسدت دور البطولة في الفيلم المغربي المصري “أين تخبؤون الشمس” للمخرج المغربي الراحل عبدالله المصباحي، رفقة بديعة ريان، وعبداللطيف هلال والمطربين عبد الهادي بلخياط وعبدالوهاب الدكالي.

ونعت إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، الراحلة بقولها “تربعت على عرش السينما العربية باعتبارها علامة بارزة صنعت جزءًا من تاريخ هذا الفن”.

وأضافت الوزيرة المصرية “نادية كانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة”، مشيرة إلى مسيرتها الطويلة التي تميزت بالنضال والوطنية والبطولة إلى جانب الإبداع الفنى.

وتعد نادية لطفي واحدة من أشهر الممثلات في تاريخ مصر، ولدت 3 يناير 1937 بمنطقة الوايلي في القاهرة، اسمها الحقيقي بولا محمد لطفي، قدمت عشرات الأفلام الشهيرة وعملا تلفزيونيا واحدا “ناس ولاد ناس” وعملا مسرحيا واحدا “بمبة كشر”.

وتعتبر الراحلة من أكثر الفنانات اللاتي اشتهرن بمواقفهن السياسية المختلفة، من خلال دورها في حرب 6 أكتوبر، وفضحها لجرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال حصار بيروت، وكان لها نشاط ملحوظ في الدفاع عن حقوق الحيوان مع بداية ثمانينات القرن العشرين.

حصلت على شهادة المدرسة الألمانية عام 1955، ولم يكن بين طموحها أن تصبح ممثلة مؤثرة على الساحة الفنية، حتى رآها المخرج رمسيس نجيب في إحدى المناسبات العامة، ونصحها بالعمل في التمثيل واختار لها “نادية بدلا من بولا”.

وفي عام 1958 قدمت أول أدوارها من خلال المشاركة في فيلم “سلطان” بطولة فريد شوقي، رغم قلة المشاهد في تجربتها الأولى، إلا أنها نجحت في لفت أنظار المنتجين وكتاب الدراما.

بمرور الوقت امتلكت نادية لطفي زمام الثقة وقدمت في فترة الستينيات مجموعة فنية رائعة مثل (مع الذكريات، حب لا أنساه، ثورة البنات، الباحثة عن الحب، أبي فوق الشجرة، المومياء للمخرج شادي عبدالسلام، ويعد هذا العمل أفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية والعربية).

ولم تهمل نادية لطفي الأنثى الكامنة بداخلة وراحت تبحث مثل أي امرأة عن الحب الذي يغير طعم الحياة، وتزوجت من ضابط بحري يدعى عادل البشاري وأنجبت منه ابنها الوحيد “أحمد” وفشل الزواج ولم يستمر سوى عامين.

وكررت التجربة مرة ثانية في فترة السبعينيات، إذ تزوجت من المهندس إبراهيم صادق ولم تنجب أولادا رغم أنها عاشت معه فترة طويلة، وكانت الزيجة الثالثة من شخص يسمى محمد صبري.

تميزت نادية لطفي عن بنات جيلها بحبها الشديد للقراءة والاطلاع ومنحها الله مواهب كثيرة بجانب التمثيل والقدرة على التقمص مثل الرسم وكتابة الروايات، وكانت جريئة في الإعلان عن مواقفها السياسية مهما كلفها الأمر؛ لذا وصفها الشاعر الفلسطيني الشهير عز الدين المناصرة بالشجاعة عندما سافرت إلى لبنان ووقفت في صفوف المقاومة الفلسطينية في حصار بيروت عام 1982 وسجلت بيدها العديد من الأفلام التسجيلية، كما أنها قامت بمهام إنسانية في أوقات الحروب لرعاية الأسرى والجرحى؟

في عام 1988 قدمت نادية لطفي آخر عمل لها على شاشة السينما وهو فيلم “الأب الشرعي” أمام محمود ياسين ومن إخراج ناجي أنجلو، وفي 1993 قدمت مسلسل “ناس ولاد ناس”.

زمن أبرز أفلامها (على ورق سوليفان، الناصر صلاح الدين، سلطان، حب إلى الأبد، عمالقة البحار، حبي الوحيد، السبع بنات، عودي يا أمي، مع الذكريات، مذكرات تلميذة، من غير ميعاد، الخطايا، أبي فوق الشجرة، السمان والخريف، النظارة السوداء، وأين تخبؤون الشمس…) وغيرها.

حصلت نادية لطفي على عشرات الجوائز بعد مسيرة فنية امتدت 53 عاما، وكرمتها مهرجانات مصرية وعربية منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط ومهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما.

في عام 2014 ساءت الحالة الصحية للفنانة نادية لطفي وفقدت القدرة على الحركة وتم حجزها في مستشفى المعادي العسكري، وفي يناير 2020 أصيبت بهبوط مفاجئ ودخلت الرعاية المركزة.

رحلت نادية لطفي وتركت أعمالا خالدة لمحبيها الذين يتألمون لفراقها ويشعرون بأنها أيقونة الجمال والإنسانية التي انطفأت إلى الأبد.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

بعد 6 عقود من العطاء.. نعيمة المشرقي تغادر الحياة

إلى جانب علاقاتها الطيبة في الوسط الفني، والاحترام المتبادل الذي جمعها مع أبناء جيلها من …