بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني حظي محمد الخلفي .. قبيل وفاته بشهور قليلة بتكريم مهم في خريبكة أعاد له الاعتبار…
بيت الفن
في جنازة مهيبة، تم بعد صلاة ظهر اليوم الأحد 22 دجنبر 2024، بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، تشييع جثمان الممثل محمد الخلفي، الذي ودع الحياة، عن سن ناهز 87 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.
توفي الممثل المغربي القدير محمد الخلفي ظهر يوم السبت 21 دجنبر 2024 بمنزله بـ”دار بوعزة” بالدار البيضاء بعد مسيرة حافلة بالعطاءات الفنية… وقد حظي قبيل وفاته، بشهور قليلة بتكريم مهم أعاد له الاعتبار، وذلك خلال الدورة الـ 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة (11- 18 ماي 2024).
هذا التكريم كان له طعم خاص، حسب الخلفي، الذي استعاد جزء من مسيرته الفنية المتميزة في السينما والمسرح والتلفزيون.
في أجواء من العرفان كرم المهرجان الدولي للسينما الإفريقية في افتتاح دورته الرابعة والعشرين الفنان المغربي الكبير محمد الخلفي تقديرا لمسيرته الفنية المتنوعة والغنية في المسرح والسينما والتلفزيون،
تكريم استثنائي للتاريخ لقامة فنية كبيرة وفي الوقت المناسب، تحت هذا العنوان العريض افتتحت فعاليات الدورة الـ 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة.
فبحضور سينمائيي القارة السمراء من مختلف الدول وفي أجواء يملؤها الحب والعرفان والتقدير احتفى المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة بالفنان المسرحي والتلفزيوني والسينمائي الكبير محمد الخلفي
التفاتة بوقع خاص وبقيمة كبيرة بتعبير المحتفى به “التكريم في خريبكة هو العاشر في حياتي لكنه بطعم آخر، فعند دخولي قاعة المركب الثقافي محمد السادس لاحظت الابتسامة على محيا الحضور والترحيب وحسن الاستقبال مما غمرني بإحساس طيب وجميل.. أشكر الجمهور على هذه المحبة والتقدير والعرفان، والأكيد أن أثر هذه الحفاوة لن يغادرني وسيرافقني في رحلة عودتي إلى مدينة الدار البيضاء”.
في خريبكة أدار الخلفي شريط الذكريات المرصع بالإبداع وبالشهادات في حقه وفي حق كبار الفنانين من المغرب ومن قارة الفن الفسيحة بروحه المرحة المعروف بها، رغم أثر السنين التي تقترب من العقد التاسع والمرض، استعاد بعضا من محطاته الفنية ومعه استعاد جمهوره قامة فنية كبيرة تغيب عن الشاشة وعن الركح لكن لا تغيب أبدا عن الذاكرة والوجدان.
استحضر الخلفي عبر شريط استعادي أولى محطاته الفنية على أكبر المسارح العالمية ومنها مسرح “سارة برنار”، الذي لعب فيه مسرحية “طبيب رغم أنفه” سنة 1958 ثم في إطار فعاليات المعرض العالمي لبروكسيل في أول دورة له، الذي مثل فيه نفس المسرحية بحضور ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن وكبار الزعماء السياسيين والنقابيين المغاربة المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد والمحجوب بنصديق، كما استعاد تاريخه مع كبار الفنانين، صديقه الممثل المغربي والعالمي الراحل حميدو بنمسعود، الذي كان يعزه ويعتز بشهادته في حقه “لم أكن أعرف أنك (أي الخلفي) ممثل كبير” والمعلم الكبير الراحل الطيب الصديقي، الذي يحتفظ الخلفي في ذاكرته ووجدانه بشهادة في حقه “الخلفي ممثل كبير”.
وفي سياق الحديث، عن مرجعياته السينمائية العالمية استحضر الخلفي المخرج الأمريكي سيسيل ديميل ملك هوليوود، الذي طبع السينما الأمريكية والعالمية بإنتاجاته الخالدة مثل “الوصايا العشر” و”شمشون ودليلة”.. والمخرج الأمريكي الكبير إيليا كازان صاحب “على رصيف الميناء” و”شرق عدن” و”أمريكا أمريكا”، الذي كان مدرسة تخرج منها كبار الممثلين مثل جيمس دين ومارلون براندو وروك هيدسون وجاك بالانس.
لم يشتغل الخلفي في السينما، كما في المسرح والتلفزيون، لكن له في رصيده الفني أعمال سينمائية مهمة تحت إدارة المخرجين المغاربة ومع نجوم الشاشة الكبيرة من المغرب والعالم العربي منها “أوشتام” للمخرج الراحل محمد إسماعيل، الذي لعب فيه أكبر أدواره حسب رأيه لحجم الدور والشخصية التي جسدها (أعمى وكسيح) وفيلم “هنا ولهيه” مع المخرج نفسه وفيلم “أيام شهرزاد الجميلة” لمصطفى الدرقاوي ومع نعيمة لمشرقي وفريد بلكاهية وعبد الوهاب الدكالي ومريم فخر الدين، و”الصمت اتجاه ممنوع” للمخرج الراحل عبد الله المصباحي مع عبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط وعائشة ساجد وعبد القادر البدوي وفيلم “الضوء الأخضر” من إخراج المخرج نفسه مع نجوم عمالقة السينما والدراما المصرية مثل فريد شوقي ويحيى شاهين وليلى طاهر إلى جانب كبار الفنانين المغاربة من أمثال عبد الوهاب الدكالي والراحل حسن الصقلي ومصطفى الزعري.. و”الوتر الخامس” تحت إدارة المخرجة سلمى بركاش.
تاريخ مهم في السينما استحق عليه الخلفي التكريم في حفل افتتاح الدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية أحد أكبر مهرجانات الفن السابع في القارة السمراء إلى جانب مهرجان “الفسباكو”، لكن الأكيد أنه تكريم لا ينحصر في السينما، ولكن يطال المسيرة الفنية الغنية للخلفي على الركح وأيضا على الشاشة الصغيرة.
فمسيرته المسرحية انطلقت في سنة 1957 مع مسرح الهواة رفقة الطيب الصديقي و أحمد الطيب لعلج وفي سنة 1959 أسس الخلفي فرقة “المسرح الشعبي” ثم “فرقة الفنانين المتحدين” وكان الخلفي من أوائل الملتحقين بالتلفزيون سنة 1962 حيث قدم أول مسلسل بوليسي بعنوان “التضحية” ثم تلاه مسلسل “بائعة الخبز” .. ومسلسل “بوعزة الحكيم” ومسلسل “لابريكاد” تحت إدارة المخرج عادل الفاضلي وعربيا شارك في مسلسل “ملوك الطوائف” تحت إدارة المخرج الراحل حاتم علي وقبل ذلك في المسلسل اللبناني الشهير “الصمت” والعديد من الأفلام التلفزية نذكر منها “الدم المغدور” لعادل الفاضلي .. وفي مجال السيتكومات يحتفظ المشاهدون للخلفي في ذاكرتهم بدوره في سيتكوم “لالة لافاطمة” من بطولة الراحلين عزيز سعد الله وخديجة أسد بمعية الراحلين عبد القادر لطفي وخديجة جمال.. حيث تألق في دور الحاج قدور بنزيزي الكوميسير المتقاعد، الذي به هوس التحقيق والبحث عن المجرمين وإلقاء القبض عليهم.