بيت الفن
في إطار أنشطتها الشهرية الرامية إلى النهوض بثقافة حقوق الإنسان عبر السينما، تعرض جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان الفيلم الوثائقي اللبناني “طِرسْ.. رحلة الصعود إلى المرئي” للمخرج غسان حلواني.
وسيعقب عرض الفيلم تنظيم نقاشات، مساء 28 ماي و04 يونيو 2019 بسينما النهضة مدينة بالرباط، ومساء يوم 31 ماي 2019 بالمركز الثقافي نجوم سيدي مومن بمدينة الدار البيضاء، ومساء يوم 15 يونيو 2019 بسينما ريالطو بمدينة أكادير.
ويعتبر الفيلم اللبناني “طرس… رحلة الصعود إلى المرئي” للمخرج غسان حلواني، واحدا من الأفلام الوثائقية المهمة، التي تخوض في قضية المختطفين. فيلم وثائقي صنفه البعض على أنه تجريبي، على اعتبار أن المخرج يقدم فيلمه بشكل جديد ومستحدث، فلا مكان فيه للشخصيات على الشاشة، والمخرج وإن اختار هذا الأسلوب في العرض، فإنه ليجنح قليلا نحو الرتابة وربما الضيق، في الدقائق الأولى من الفيلم، التي كانت عبارة عن “ستوب كادر” صورة ثابتة لمكان ما، يجري المخرج حوارا حوله مع شاهد على ما جرى هناك، وتدريجيا تبدأ أحداث الفيلم بالدخول إلى أعماق القضية، ألا وهي أين هم المفقودون؟ ولماذا طمست صورهم؟
ويبدو أن المخرج أراد أن ينجز فيلمه بهذه الطريقة المستحدثة، ليشابه عنوانه ومضمونه “الصعود إلى المرئي”، فأبطال الفيلم حقيقة، ليسوا مرئيين، فهم في عداد المفقودين أو المختفين، وبناء عليه فإن الفيلم الذي تدور أحداثه في 76 دقيقة، لا نرى فيه أي شخصية إنسانية، باستثناء بضع دقائق في نهاية الفيلم تظهر فيها يد المخرج ولاحقا وجهه، عدا ذلك فإننا نتابع باهتمام رحلة بحث عن صور جدارية كان قد طمرها الطرس، والطرس تعني باللغة العربية “الصحيفة، التي محيت ثم كتبت”.
يلاحق المخرج غسان الحلواني بعض الجدران في لبنان، لا نعرف المكان بالتحديد، فيقتلع بطريقة فنية العشرات من الملصقات التي ثبتت زمنيا فوق بعضها البعض، ليصل إلى اللوحة التي شكلت في محتواها صورا لوجوه العشرات من المختطفين والمفقودين، الذين شاءت حتى تلك الجدران أن تنساهم، أو بمعني أصح أن تستعيض عنهم بصور لإعلانات ومنشورات باتت على الأقل من وجهة نظر أصحابها هي الأهم.
وبالنسبة لفقرة صباحيات الأطفال، تقترح الجمعية على الجمهور الناشئ عرض فيم “مينوسكول 2 ” للمخرجين توماس صزابو و هيلين جيرود، وسيلي عرض الفيلم نقاش مع الأطفال.
يذكر أن البرمجة الجديدة لجمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان تُنَظمُ بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي بالمغرب وسفارة هولندا بالمغرب وبتعاون مع المركز السينمائي المغربي والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمركز الثقافي نجوم سيدي مومن، وجمعية تمكُّن، و كونيكت انستتيوت، ومؤسسة هبة وسينما النهضة وشركتي (MT prod) و(Prestige world) ومجلة (Sortir Mag).
ويشار إلى أن جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان تنظم العديد من الأنشطة الرئيسية خلال السنة :
لقاءات خميس السينما وحقوق الإنسان وصباحيات الأطفال السينمائية (بكل من الرباط والدار البيضاء وأكادير) وكذا ماستر كلاس السينما وحقوق الإنسان (المنظم كل ثلاثة أشهر)، بالإضافة إلى الليلة البيضاء للسينما وحقوق الإنسان التي تنظم سنويا.