دراسة : 80 في المائة من العاملات في قطاع السينما تعرضن للعنف بمختلف أشكاله

استمرار العنف القائم على النوع الاجتماعي بمختلف أشكاله في القطاع يؤثر بشكل مباشر على حرية الإبداع لدى المهنيات ويحد من قدراتهن…

اعتبرت الدراسة التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني أن فتح نقاش عمومي حول العنف القائم على النوع في القطاع السينمائي المغربي يشكل ضرورة لتكسير الصمت ورفع الطابوهات حول هذا الموضوع…

بيت الفن

أظهرت دراسة حديثة أجرتها جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان، أن 80 في المائة من النساء العاملات في قطاع السينما بالمغرب تعرضن على الأقل لحالة واحدة من العنف القائم على النوع الاجتماعي خلال مسارهن المهني.

وكشفت الدراسة، التي تم عرضها اليوم الخميس 16 يناير 2025 بالرباط، أن استمرار العنف القائم على النوع الاجتماعي بمختلف أشكاله في القطاع، يؤثر بشكل مباشر على حرية الإبداع لدى المهنيات ويحد من قدراتهن، ويعد العنف النفسي الأكثر انتشارا، حيث تمت الإشارة إليه 10 مرات باعتباره الشكل الرئيسي للعنف السائد في الوسط السينمائي بالمغرب، يليه العنف الاقتصادي، ثم العنف الجنسي، بينما لم تتم الإشارة مطلقا إلى العنف الجسدي كشكل رئيسي للعنف.

وأكدت الدراسة، التي تم إنجازها السنة الماضية وشملت استجواب 15 عاملة في قطاع السينما، أن النساء في بداية مسارهن المهني يكن أكثر عرضة لمختلف أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأن هذا العنف لا يقتصر فقط على الرجال المسؤولين بل يشمل أيضا الزملاء والتقنيين، مما يفاقم من معاناة النساء ويحد من قدرتهن على الاشتغال في بيئة آمنة، وأشارت الدراسة إلى وجود عوامل عدة تساهم في تفشي الظاهرة، ويتعلق الأمر بالاستغلال وعلاقة السلطة الممارسة وضعف الإطار القانوني وهشاشة الضحايا المحتملات.

علاوة على ذلك، كشفت معطيات الدراسة أن الخوف من العواقب السلبية على المسار المهني، مثل الانتقام، يشكل أحد أهم العقبات التي تواجه العاملات المتضررات للتبليغ عما تعرضن له من عنف، إلى جانب ضعف التحسيس في صفوف المهنيات بالعنف القائم على النوع الاجتماعي وعدم وعيهن بحقوقهن وإجراءات الانتصاف الداخلية والخارجية، وضعف التضامن بين زملاء العمل.

كما أشارت الدراسة إلى أنه رغم تفاعل المركز السينمائي المغربي ووزارة الشباب والاتصال الثقافة بشكل كبير مع الشكايات المقدمة والمتعلقة بالعنف القائم على النوع، إلا أن دورهما يقتصر فقط على الوساطة، وذلك حسب ما صرحت به المستجوبات، كما أن غياب عقود عمل تحمل مواد موحدة لا يشجع ضحايا العنف على التبليغ.

وأشارت الدراسة إلى أن دفاتر التحملات الصادرة عن المركز السينمائي المغربي أو الشركات التلفزيونية لا يتم احترامها من طرف شركات الإنتاج في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى خلق ظروف قد تكون مواتية لبروز العنف القائم على النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى ضعف تمثيلية المرأة داخل الغرف المهنية والاتحادات والنقابات، وهو الأمر الذي يسهم في إضعاف مساهمة النساء المهنيات في عمليات الترافع والتبليغ الجماعي عن العنف القائم على النوع  في قطاع السينما بالمغرب، موضحة أن الجمعيات المهنية الاثنتي عشرة الموجودة في هذا القطاع تضم أكثر من 100 عضو مسير، من بينهم 10 نساء فقط، كما أن 50 في المائة من هذه المكاتب لا تضم أي تمثيلية نسائية.

وتبعا لذلك، قدمت الدراسة عدة توصيات لتعزيز حضور النساء في القطاع السينمائي المغربي وحمايتهن من مختلف أشكال العنف، أبرزها ضرورة مأسسة وتوحيد إجراءات الدعم المقدمة للنساء المهنيات ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي في القطاع،  على المستوى الوطني، واتخاذ إصلاحات قانونية لمكافحة التمييز والعنف القائم على النوع، من خلال وضع نموذج خاص بالممارسات الفضلى وعقد نموذجي من قبل المركز السينمائي المغربي ووزارة الثقافة والمؤسسات الوصية، بالإضافة إلى ذلك تعزيز المناصفة في القطاع، ودمج آليات للتعويض عن البطالة والدعم الاقتصادي للمهنيات.

وأكدت الدراسة ضرورة إدراج وحدات التكوين المتعلقة بحقوق المرأة، خاصة في ما يتعلق بالوقاية والحماية من جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، على مستوى المدارس ومؤسسات تكوين العاملين في السينما، كما دعت الدراسة إلى تنظيم حملات تحسيسية حول قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، لفائدة النساء المهنيات في القطاع السينمائي وتفعيل دور المؤسسات الوطنية والمنظمات المدنية في هذا الإطار.

واعتبرت الدراسة، التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني، أن فتح نقاش عمومي حول العنف القائم على النوع في القطاع السينمائي المغربي يشكل ضرورة لتكسير الصمت ورفع الطابوهات حول هذا الموضوع للمساهمة في معالجة هذه الظاهرة وتمكين النساء المهنيات من تحقيق حضور قوي في هذا المجال وتعزيز حمايتهن من مختلف أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، علاوة على توعية الرأي العام الوطني بخطورة الظاهرة وتبعاتها النفسية والاجتماعية على الضحايا.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

تقديم “كازابلانكا..في مائة فيلم” بالمعهد الفرنسي الدارالبيضاء

رولان كاري وربيعة الريضاوي يقدمان كتاب “سيني-كازابلانكا.. المدينة البيضاء في مائة فيلم” مسرح 121 بالمعهد …