الأزمنة الحديثة

“غاليمار” تخنق “روح سارتر” بإغلاق “الأزمنة الحديثة”

بيت الفن

قررت إدارة دار النشر “غاليمار” إغلاق “لوتون مودرن” أو (الأزمنة الحديثة)، إحدى أعرق وأشهر المجلات في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة، موضحة في مقال على موقع “لوموند” الفرنسية، أنهم سيكتفون بإصدار إلكتروني يحتفظ بروح المجلة، مع إصدار 3 أعداد سنوية ورقية.

وتعرضت المجلة لعديد من المشكلات، بعد تعيين لانزمان الذي تولى خلافة سيمون دو بوفوار، حيث توجهت السياسة التحريرية إلى إثارة الدهشة، والتناقضات لزعزعة الفكر.

وبعد بضعة أشهر من وفاة ليزمان قررت دار النشر بشكل مفاجئ وقف الإصدار لعجزها عن مواكبة الواقع للصحافة الثقافية الورقية.

ورغم تبرير رؤساء دار النشر “غاليمار” لخطوة إغلاق المجلة، من خلال مقال على موقع “لوموند” الفرنسية، لكن تبريرهم لم يكن مقنعا، وتساءل الجميع عن مدى استمرارية المشروع بعد قرار دار النشر بوقف الإصدار الورقي، والاكتفاء بإصدار إلكتروني يحتفظ بروح المجلة، مع إصدار 3 أعداد سنوية ورقية.

المجلة أسسها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر والأديبة سيمون دو بوفوار عام 1945. واختارا “الأزمنة الحديثة” عنوانا للمجلة تعبيرا عن إرادتهما في التدخل بمجريات الأحداث، وتعد المجلة هي الأكبر التي ظهرت بعد الحرب العالمية.

أرخت المجلة التاريخ الفرنسي، ودونت الحاضر، وسمحت لقرائها بتحمل مسؤولياتهم نحو المستقبل، فهي مجلة سياسية، أدبية، فلسفية، رغم رفض الكاتب الفرنسي الشهير ألبير كامو وأندريه مالرو المشاركة في تأسيسها لأسباب مختلفة.

وللمجلة تاريخ ثري في أكثر من حقل، فكانت على سبيل المثال بين عامي 1945-1950، على صلة بالحزب الشيوعي الفرنسي، وخلال تلك الفترة تأرجحت بين النقد المهذب ومواكبة الأحداث السياسية.

بعد وفاة سيمون دو بوفوار عام 1986، تولى كلود لانزمان إدارتها حتى وفاته عام 2018، وهو من غير في روح وهيكل المجلة.

ظلت المجلة تحتفظ بصورتها الأصلية وروح الالتزام والمسؤولية التي أرساها سارتر في الأدب الملتزم، وكانت تجذب قطاعا كبيرا من القراء في الخمسينيات حتى وصل توزيعها إلى 20 ألف نسخة، وفقاً لصحيفة “لوموند” الفرنسية.

لكن هذا التوازن بين التوجه السياسي والأدب لم يدم طويلاً، ففي منتصف الستينيات ساندت المجلة “مناضلو جبهة التحرير الوطني” في الجزائر، واستنكرت أعمال التعذيب ما أدَّى إلى إخضاعها للرقابة.

في عام 1967 أصدرت المجلة عددا خاصا عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الأمر الذي تسبب في ضجة لاقتحام الثقافة للأزمات السياسية، وكانت المرة الأولى التي يدرك فيها المجتمع الفرنسي القضية الفلسطينية.

وتغيرت دار النشر المالكة للمجلة مرات عدة، فكانت دار غاليمار خلال الفترة من 1945 إلى دجنبر 1948، وجوليارد من يناير عام 1949 إلى سبتمبر 1965، و”بريس أوجوردوي” في الفترة من أكتوبر 1965 إلى مارس 1985، ثم عادت إلى دار غاليمار منذ 1985.

كانت هذه المجلة حجر الأساس للحياة الفكرية في القرن الـ20 وموسوعة القرن الـ21 كمساحة للنقاش وتبادل الآراء، مع الحرية الأيديولوجية التي تميزها.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

صوفيا هادي تقدم “السقوط” في لبنان

بعد النجاح الذي حققته على المستوى الوطني، قدمت الممثلة المغربية صوفيا هادي يومي الجمعة والسبت على خشبة مسرح المدينة في بيروت أول عرض...