مسيرة حافلة من العطاء قدمت خلالها أكثر من 90 فيلما
بيت الفن
بعد رحلة عطاء استمرت لأكثر من ستة عقود توفيت الممثلة المصرية مديحة يسري الملقبة “سمراء الشاشة” ليلة أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 97 عاما.
وقضت الممثلة المخضرمة سنوات عمرها الأخيرة تتنقل فوق كرسي متحرك إلى أن ضعفت صحتها ولزمت فراش المرض ثم توفيت في مستشفى المعادي العسكري.
حيث أُصيبت يسري بوعكة صحية قبل عامين، نقلت على إثرها إلى إحدى المستشفيات الخاصة بالقاهرة، حيث كانت تعاني من أمراض عدة منها التهاب في المثانة وآلام في العظام وجلطة في الساق، وفق المصادر ذاتها.
وصدر قبل أيام قرار من رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل بنقل الفنانة إلى مستشفى المعادي العسكري (جنوب العاصمة) بعد تدهور حالتها الصحية، وعلاجها على نفقة الدولة، وفق المصادر ذاتها.
واسم الفنانة الحقيقي، غنيمة حبيب خليل، ولدت في عام 1921 وبدأت رحلتها مع السينما بمشهد صامت في فيلم (ممنوع الحب) من بطولة محمد عبد الوهاب عام 1940 قبل أن تحصل على فرصتها الأولى في فيلم (أحلام الشباب) أمام فريد الأطرش وتحية كاريوكا.
وانطلقت مسيرتها الفنية عام 1940، وكان أول أفلامها “ممنوع الحب” مع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب. واختيرت واحدة من بين أجمل عشر نساء في العالم خلال حقبة الأربعينات.
قدمت على مدى مسارها أكثر من 90 فيلما بعضها من كلاسيكيات السينما المصرية مثل (أمير الانتقام) و(حياة أو موت) و(إني راحلة) و(لحن الخلود) و(بنات حواء) و(الخطايا) و(لا تسألني من أنا) و(أيوب).
وكان آخر ظهور سينمائي لها في فيلم (الإرهابي) عام 1994 أمام نجم الكوميديا عادل إمام. كما قدمت على شاشة التلفزيون مسلسلات (لؤلؤ وأصداف) و(الرجاء التزام الهدوء) و(وداعا يا ربيع العمر) و(صباح الورد) و(هوانم جاردن سيتي) و(يحيا العدل).
خاضت عدة تجارب إنتاج سينمائي كان من بينها فيلم (الأفوكاتو مديحة) عام 1950 تأليف وإخراج وبطولة يوسف وهبي و(وفاء للأبد) عام 1953 و(قلب يحترق) عام 1959.
واختيرت مديحة يسري عضوا بمجلس الشورى المصري، الذي لم يعد قائما بالوقت الراهن، في أواخر تسعينيات القرن العشرين. تزوجت مديحة يسري أربع مرات من الملحن والممثل محمد أمين ثم الممثل والمخرج أحمد سالم ثم المغني محمد فوزي وأخيرا الشيخ إبراهيم سلامة راضي.
سببت وفاة ابنها الشاب الرياضي عمرو في حادث سيارة، لها أزمة نفسية كبيرة، وقالت عنها “لقد سببت وفاة عمرو لي ألماً اعتزلت بسببه عن العالم لأكثر من عام، كرست الوقت فيه للصلوات والدعاء وقراءة القرآن له، لكن الأصدقاء تمكنوا من مساعدتي على اجتياز المحنة والخروج إلى المجتمع من جديد، إنني لم أنسَه يوماً، وما زلت أحتفظ بصور كثيرة له في منزلي، وأنا أشعر به ينتظرني على باب الجنة لنكون معاً في الآخرة”. تم تكريمها في عدد من المهرجانات المصرية والعربية ومنحتها أكاديمية الفنون الدكتوراه الفخرية في 2017.