وصفت حصيلة الدعم جاءت بالمخيبة للانتظارات ولا تليق ببلد اختار الحداثة رهانا استراتيجيا وجعل من الثقافة رافعة للتنمية
بيت الفن
رفضت جمعية الفكر التشكيلي المنح المرصودة لمشاريعها المقترحة في مجال قطاع النشر الكتاب برسم الدورة الأولى من سنة 2018، كما احتجت على استبعاد مشروع كتاب حول علاقة التشكيل بالمسرح.
وأشارت الجمعية في رسالة وجهتها إلى وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، أن حصيلة الدعم جاءت “مخيبة للانتظارات، ولا تليق ببلد اختار الحداثة رهانا استراتيجيا، وجعل من الثقافة رافعة للتنمية، ومن الكتاب حلقة دينامية في اقتصاده اللامادي”، مؤكدة أنها ستعتبر نفسها “غير معنية بالمنحة المالية التي توسمتها اللجنة لدعم مشاريعها المقترحة”.
ومما ورد في الرسالة “ما راعنا هو أننا تقدمنا داخل جمعية الفكر التشكيلي بخمسة مشاريع للدعم اصطفيناها بعناية، وتوسمنا فيها عنصر الجدة والفرادة، والتمسنا من مؤلفيها أن تقدم لطلبات الدعم وافية مستوفية للشرط العلمي والأكاديمي في التأليف والتصنيف. فإذا بنا نفاجأ، حد الذهول، بإقصاء مشروع من تلك المشاريع الخمسة المرشحة”.
وأوضحت الجمعية في الرسالة ذاتها أن الأمر يتعلق بكتاب “التشكيل والمسرح”، الذي رفضت اللجنة، التي ترأسها امبارك ربيع، “دعمه رغم أهمية القضايا الجمالية والفكرية التي يثيرها هذا المنجز، ورغم أن مؤلفه الكاتب الجمالي والناقد الفني الأستاذ إبرهيم الحيسن يحظى بحضور ثقافي وازن على الساحتين الوطنية والعربية”.
وأكدت الجمعية أنها “ذهلت من ٱلية الانتقاء التي توسلتها اللجنة الموقرة”، بقدر ما كان “ذهولها أعظم من المنحة المالية المخصصة للمشاريع المدعومة”، مشيرة إلى مشروعي الكتابين الفنيين (Beaux livres) اللذين تقدمت بهما للدعم ويتعلق الأمر بـ”الفن والعبقرية، حول تجربة عباس صلادي” لمؤلفه الكاتب الجمالي إدريس كثير، و”محمد الجزولي، السريالية الفطرية” للباحث الإستتيقي محمد الشيكر.
وأوضحت الجمعية أن اللجنة رصدت لـ”هذين الكتابين الجماليين الغير مسبوقين حصة مالية زهيدة جدا هي أقل أضعافا مضاعفة عن كلفة طبع كتاب فني جدير بهذا التوصيف”، ومن المفارقات تضيف الجمعية في الرسالة ذاتها، أن الكتاب الأول خصصت له حصة للدعم بقيمة 20 ألف درهم لقاء 500 نسخة، في حين خصصت للكتاب الثاني قيمة عشرة آلاف درهم لقاء 1000 نسخة، علما بأن الراحلين عباس صلادي ومحمد الجزولي هما معا على قدر متناظر من الإبداعية ومن الحضور الجمالي العالمي.
ولفتت الجمعية إلى أن الانسحاب لا يعني “الطعن في اللجنة، ولا تسفيه قراراتها ومسوغاتها وإكراهاتها، لأن اللجنة سيدة نفسها، وسيدة قراراتها، ولا المزايدة على أي كان، وإنما الالتزام حيال القراء الذين كانوا وما انفكوا يجدون في منشورات الجمعية وفي منجزها البصري والفكري ما يبعث على الفخر”.
يشار إلى أن وزارة الثقافة والاتصال، قطاع الثقافة، أعلنت، أخيرا، عن تخصيص 9 ملايين درهم، لدعم قطاع النشر والكتاب برسم الدورة الأولى من السنة الجارية.